رهبان الريان يكشفون لماذا تصر الدولة على شق طريق داخل الدير في هذا التوقيت
نادر شكري
بدأت رحلتنا من القاهرة إلى دير وادي الريان لمسافة طويلة فالدير يبعد عن الفيوم ب 75 كم ، يمر بنهاية بحيرة قارون ثم مركز يوسف الصديق أخر مراكز المحافظة وبعدها ستقبلك بوابة " محمية وادي الريان " ، ومن بداية بوابة المحمية تأخذ السير بالسيارة إلى بوابة دير الانبا مكاريوس أكثر من 30 دقيقة حيث تدخل في طريق داخل الصحراء لا تظهر فيه سوى مناظر خلابة وشلالات وادي الريان مرور بوادي الحيتان ومدينة ماضي الأثرية
ثم بعد قليل تظهر بعض الاراضى المستصلحة من اهالى الفيوم داخل المحمية وبعض المباني وبعض الماشية ، وأعمدة الإنارة المستخدمة بالطاقة الشمسية ، وداخل المحمية قرية قريبة ومنها قرية الخضر والولاء بها بعض المباني والسكان ومساجد ، وتظهر الآلات الزراعية وماكينات الري داخل المحمية بمساحات ليست قليلة وبعد مسافة تظهر من جديد الصحراء والصخور التي تأخذ إشكال كثيرة وتظهر على بعد منها الجبال العالية والرمال الناعمة التي زحفت اتجاه الطريق لتغطى أجزاء منه .
وقبل نهاية المحمية بقليل يظهر على جانب جبل المنقار والجبل الغربي دير الأنبا مكاريوس الاسكندرى " دير وادي الريان " ، وهو يمثل مساحة تقرب إل 11 ألف فدان داخل المحمية المجمل مساحتها 700 كم مربع وهو يمثل جزء صغير من مساحة المحمية ، وهو يقع على شكل " U”" تحيطه جبال وفى فتحة " U" يظهر سور الدير ، وداخل الدير تقع في بدايته بعض غرف الخدمات ومضيفه ثم بالدخول قليلا للعمق تظهر الكنيسة الكبرى للدير وبجواره بعض مباني ومشرعات وخدمات .
لا يمكن السير داخل مساحة الدير بسيارة عادية بل يجب إن تكون دفع رباعي نظرا للكثبان الرملية الكثيفة فضلا عن الصخور المتناثر في مناطق متفرقة بمساحة الدير ، وفى مناطق متفرقة توجد بعض زراعات ومشروعات للدير ، ثم أسفل حافة الجبل توجد قلالى رهبان وبعضها في عمق الجبل حتى لا تكاد ترى القلية إلا بالاقتراب لها فيظهر بابها الخشبة داخل عمق الجبل
وبالقرب من نهاية الدير قرب الجبل تقع بعض الكنائس للرهبان والمضيفة ومباني للرهبان ، ووفى مناطق متفرقة أعلى الجبل وأسفله تظهر المغائر الأثرية القديمة التي تعود للقرن الرابع وتحتوى كافة الآثار القديمة وكتابات قبطية قديمة تم رصدها من قبل وزارة الآثار وتسجيلها ، ورفعها لوقف الطريق المزمع إقامته من هيئة الطرق والكباري داخل الدير ويمثل خطورة على أثار قديمة منها " قبطية ورمانية وفرعونية ".
مساحة الدير تزيد عن 11 ألف إلى 13 ألف فدان ولكن جزء منها ربما يصل ل 3 ألاف أو 5 ألاف عبارة عن صخور حجرية لا تصلح للاستخدام سواء البناء أو الزراعة فضلا عن الكثبان الرملية التي تغطى أجزاء كبيرة من الدير ، ويصعب التعامل معها ولذا نجد منشات الدير والمشروعات منتشرة على مساحات مختلفة ومتباعدة في ارض صالحة للاستخدام بعيدا عن وعورة الأرض الصخرية والرملية .
رهبان الدير كشفوا بالأوراق مستندات اعتراف الدولة بالدير ، وتوقيع الاتفاق مع الدير عدة مرات وبحضور رسمي ، وسوف نقدم خلال حلقات وقائع دير وادي الريان من القرن الرابع الميلادي وانتهاء بأزمة شق الطريق داخل الدير رغم وجود بدائل أخرى اقل مسافة وتكلفة ، وأصبحت ألان الكورة في ملعب وزارة الآثار بعد إن شكلت لجنة على أعلى مستوى أكدت خلالها خطورة الطريق ف تدمير أثار تاريخية وتحول الأمر ألان بين يد القضاء بعد رفع قضية بوقف قرار شق الطريق.