الأقباط متحدون - عندما تعرف ما لا يعرفه أصحاب الشأن
أخر تحديث ١٦:٣٣ | السبت ٧ نوفمبر ٢٠١٥ | ٢٨ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٣٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عندما تعرف ما لا يعرفه أصحاب الشأن

ارشيفيه
ارشيفيه
بقلم :مينا ملاك عازر
تسقط الطائرة الروسية في سيناء، فتخرج داعش وزبانيتها يهللون على إنجاز إرهابي بإسقاط مستحيل للطائرة، ويعلنون أن ذلك تم عن طريق صاروخ، وتحاول أن تفهمهم أن الطائرة على ارتفاع لا تصل لها صواريخكم ولا صواريخ غيركم إلا دول قليلة تمتلك تلك المنظومة من الصواريخ التي تصل لمدى عشرة كيلومتر، أبداً فقط أهملهم واستبعد أعمالهم الخايبة من حساباتك، ويصمتون هم وتنحني أنت لتدرس وتعرف سر سقوط الطائرة، فتطوع دولة دلدولة لأمريكا تحاول البحث عن مجد زال عنها منذ زمن ناصر، وتحل المشكلة لداعش، وتعلن عما لا تعرفه داعش نفسها عن نفسها وتقول أن الطائرة سقطت بفعل قنبلة في الطائرة، وهنا تشعر أنك في مشهد عبثي عندما تجد من يعلن عن معرفته بما لا يعرفه أصحاب الشأن وكأنه يخرجهم من ورطة كذبهم المفضوح.
 
سؤال، لماذا هذا التطوع البريطاني؟ هل لإصباغ نفسها قدرات لم تعد لديها وتهول من قدرات جهاز مخابراتها ولكسب شعبية بين أوساط الشعب البريطاني عندما يشعر أن حكومته قادرة على حمايته أينما كان وذلك بشوية حبشتكانات سياسية مصبوغة بقدرات عسكرية لنقل جوي لأكثر من عشرين ألف بريطاني في مصر وكأنهم مهددون ولكسر هيبة السياحة المصرية في معترك بورصة لندن، بدأ ذلك بوقف الطيران والتحليق فوق سيناء من قبل بعض شركات التأمين التي حاولت رفع أسعار التأمين على الرحلات الذاهبة لسيناء مستغلاً ضبابية الموقف وطول مدى التحقيق إلى أن تعلن عن الأسباب الحقيقية لإسقاط الطائرة التي بالمناسبة لا أستبعد في سقوطها أي شيء من قنبلة للعطل الفني، وإن كان عقلي يقول أنه لو تم إسقاط الطائرة بقنبلة لخرج أصحاب الشأن يعلنون عن ذلك ويعلنون عن نفسهم، ولا يتركون بريطانيا تعلن لهم عن هذا.
 
أما السبب الأهم في إعلان بريطانيا عن كشفها الفذ هو إيجاد توازن مرضي بفتح الميم وضمها لجماعات إخوانية ضاغطة في لندنستان هاجمت كاميرون المهتز لاستقباله السيسي في أراضيه، فأراد كاميرون أن يرضيهم بتصريحات تلفت أنظارهم كما أنه ذاته سيستفيد من تلك التصريحات بإضعاف موقف ضيفه التفاوضي فبدلاً أن كان السيسي يتفاوض مثلاً على جذب استثمارات بريطانية يعود عشر خطوات للخلف ويتفاوض على دفع بريطانيا لسحب تصريحاتها، على كل حال بالمناسبة نجح السيسي في أن يدفع بريطانيا إلى التراجع عن تصريحاتها المقلقة لرعاياها وللسياح لكن بعد إيه بعد أن اهتز الموسم السياحي المصري في بداياته، ثقة السيسي في العملية التأمينية بالمطارات المصرية تضع عبء كبير على المسؤلين عن أمن المطارات المصرية الذين صاروا عرضة لتفتيش جديد غير الذي قامت به بريطانيا من حوالي عشر أشهر، لكن ما كان يريده السيسي من زيارته، هل تحقق؟ لا أحد يعرف إن كان أصلاً طُرِح أم تاه بين محاولات السيسي لإثناء كاميرون عن تصريحاته.
 
بيد أني لا أظن أن رجل مثل الرئيس السيسي يسهل خداعه وإلهائه بالبص على العصفورة بتاعة قبرص الجاهزة لنقل عشرين ألف بريطاني من مصر وينسى المهمة الأساسية التي سافر لأجلها، وهي التعاون الاقتصادي المطلوب بين بلاده وبين بريطانيا، وعندما فشل الإخوان فيما أرادوه وخضع كاميرون، حاول مذيع الجزيرة محاولته الفاشلة في جذب الأنظار بسؤال الرئيس عن أربعين الف معتقل في مصر، وبدوري أسأل الرئيس عن كل مصر، هي مصر عاملة إيه يا ريس!؟.
 
المختصر المفيد من الإعلان عن أسلحة الدمار الشامل العراقي وحتى الإعلان عن معلومات عن إسقاط الطائرة الروسية، بريطانيا وأمريكا يلعبون في الطين فاعذروهم.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter