الأقباط متحدون - سوريا ليست كما يراها الدكتور سعد1-3
أخر تحديث ٠٠:١٤ | السبت ٧ نوفمبر ٢٠١٥ | ٢٨ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٣٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سوريا ليست كما يراها الدكتور سعد1-3

ارشيفيه
ارشيفيه
بقلم : مينا ملاك عازر
انطلقت شرارة القومية العربية من بين جنبات جبال الشام، رعتها لبنان وسوريا، بزغت الفكرة في بواكير القرن المنصرم، وكانت في جوهرها محاولة حثيثة من مطلقي الفكرة لمقاومة الدولة العثمانية التي كانوا يرون فيها احتلالاً وليست دولة خلافة، تآلف المسيحيون والمسلمون في هذه الفكرة وراعوها، ورأيناها في كتابات الكثير من مسيحيي الشام، وكانت المسألة حيوية لأبعد الحدود عندهم، وأخذ كفاحهم هذا يتزايد إلى أن سقطت الدولة العثمانية إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية، واضطرار الغرب لإنهاء وجودها وتحجيمها بعد اختيارها الخاطئ الوقوف مع الألمان والإيطاليين، لم يهم الغرب حينها تمدد روسيا مستغلاً

انهيار الدولة العثمانية ذلك الهاجس الذي كانت تتوجس منه فرنسا وإنجلترا خيفة لأن الروس كانوا حينها منكفئين على أنفسهم بسبب انشغالهم في شأن الثورة البازغة وكانوا يلملموا شتات أنفسهم، وبالطبع فاتت على روسيا البلشفية والاتحاد السوفيتي الفرصة لاغتنام وابتلاع تركيا، على كل حال هذا لا يعنينا، لكن السؤال الملح أين ذهبت فكرة القومية العربية في بلاد الشام؟ لم تذهب بعيداً لكن انكفأ كل شعب على محاولة تحرير نفسه فتجد المقاومة في سوريا ومقاومة في لبنان ضد المحتل الفرنسي الذي كان من نصيبه البلدين."
 
يتنامى البحث عن تحرير الوطن مع الحرب العالمية الثانية إلى أن تنالا سوريا ولبنان في منتصف وأواخر الأربعينات حريتهما، ولكنهما لا يتحدا مثلاً، ما يعني أن فكرة الوحدة والقومية العربية لم تعودا ماثلتان بقوة في أذهان الصفوة ولا الساسة في البلدين، وتمر سوريا بسلسلة من الانقلابات لمدة حوالي عشرين سنة حتى أنه كان يأتي عليها وقت يتغير رئيس لها في مدة وجيزة لأبعد الحدود، أما لبنان فقد اتخذت من الدستور حصناً لها، وقد لعبت فرنسا دور خطير في إشعال الطائفية بها بدستور طائفي من الدرجة الأولى - ليس موضوعنا الآن دستور لبنان- لكن صارت لبنان وسوريا محطات قلاقل وانقلابات وتدخل دولي
حتى أن الأمريكيين حطوا بجنودهم على السواحل اللبنانية ولم يجدوا من يقاومهم سوى جمال الحسناوات اللبنانيات وهن بزي البحر على البلاج، حتى وصل حافظ الأسد في مطلع السبعينات لسدة الحكم في سوريا فاستقرت سوريا تحت حكم يُعتبر ديكتاتورياً قمعياً لكنها على كل حال استقرت، وتدخل حافظ في لبنان ليس بغرض الوحدة ولكن بغرض بسط النفوذ بدليل توافقه في اتفاقية الطائف مع السعودية على أن تبقى قواته السورية هناك دون تدخل في الشأن اللبناني، وهذا طبعاً لم يحدث، فتدخل السياسي السوري في السياسة اللبنانية بكل جرأة وكان له من ينفذوا له رغباته، ولكن لم يدر بخلد السوريون ولا اللبنانيون فكرة الوحدة بين البلدين، لم تظهر فكرة الوحدة بين سوريا وقطر آخر إلا في حالة الوحدة بين سوريا ومصر - وكان لها ظروفها- وكانت واحدة من أكبر الأخطاء التي دفع لها ناصر دفعاً باستغلال رغبته في الزعامة وحبه في التسلط، وكانت وكسة الوحدة التي حبلت بنكسة اتفاقية الدفاع المشترك بين مصر وسوريا في نوفمبر من عام ستة وستين ما تسبب في النكسة في العام التالي مباشرة.
لماذا أوردت كل ما تقدم تابعونا المقال القادم لتعرفوا إن شاء الله وكان لنا نشر.
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter