أغلب ما يواجه المواطنين فى مصر من مشكلات يرجعها المحللون والخبراء إلى فساد المحليات، وما نتج عنه من أزمات حقيقية يشعر بها المواطن، إما فى وجود مبانٍ مخالفة، وأخرى لطرق غير ممهدة، وثالثة لبالوعات مسدودة، أو مكشوفة، راح ضحيتها عشرات المواطنين والأطفال الأبرياء.. أو نقص دائم فى الخدمات الأساسية التى يجب أن توفرها الدولة للمواطنين، لدرجة أن تصنيف مصر بين الدول فى توفير الخدمات الأساسية بلغ المرتبة 115 من بين 140 دولة.. تغيّر رؤساء مصر وتوالت الوزارات، لكن فساد المحليات لا يزال قائماً، غضبُ المواطنين من أداء المحليات دفع الكثيرين منهم إلى الانقضاض على مبانى الأحياء فى أعقاب ثورتى 25 يناير و30 يونيو وإضرام النيران فيها، باعتبارها رمزاً للفساد الذى ثاروا عليه. أساس الأزمة يجسّدها رؤساء الأحياء فى عدم وجود كوادر حقيقية للعمل فى المحليات، بالإضافة إلى تداخل الاختصاصات وقصر دور المحليات على التنسيق فقط بين الهيئات، فيما لفت بعضهم إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن فى الاهتمام الدائم بـ«تظبيط الأوراق» دون النظر إلى الدور الفعلى لما هو مكتوب، وهو ما يسمح لضعاف النفوس بتلقى الرشاوى وانتشار الفساد، فيما يلقى الخبراء اللوم على القوانين التى بحاجة إلى تغيير جذرى، وأيضاً على ضعف رواتب العاملين فى المحليات، مما أسهم فى ظهور جميع المشكلات التى يعانى منها الجميع حالياً.