* محلب والانبا ارميا اتفقا على تقنين الدير وشق الطريق بموافقة اغلبية الرهبان
* محافظة الفيوم هدمت 400 م بالسور وانسحبت بعد اعتراض بعض الرهبان
* المؤيدين للطريق : اتفاق مثمر ونخضع لكنيستنا وخطوة ايجابية
* الرافضين للطريق : الدير اثرى ونملك أوراقه وشق الطريق سيدخل العرب للدير
كتب - نادر شكري
ننفرد بنشر تفاصيل وكواليس تفاقم ازمة دير القديس مكاريوس الاسكندرى بوادى الريان بالفيوم اليوم بعد قيام اجهزة محافظة الفيوم مدعومة بقوات الامن بهدم جزء من سور الدير من اجل تنفيذ شق طريق يربط الواحات بطريق الزعفرانه بناءا على اتفق بين الحكومة والمقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
بدأ الاتفاق بتكليف البابا تواضروس بابا الكنيسة وبطريرك الكرازة المرقسية بتكليف الانبا ارميا الاسقف العام بتولى ملف دير وادى الريان والتنسيق مع المهندس ابراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية للمشروعات القومية حيث عقدت جلسة بين الجانبين اول أمس داخل احد مكاتب محلب وتم توقيع اتفاق وقع عليه الاغلبية من رهبان الدير وطالبى الرهبانه فى حين امتنع البعض وصفوا بالاقلية والذى سبق ان تم نزع صفة الرهبنة عنهم من قبل الكنيسة فى بيانا رسميا صدر منذ شهور.
وجاء الاتفاق بين محلب والانبا ارميا كالاتى :
- بتقنين اوضاع الدير وحصر الاراضى التى بها الكنائس والمغارات الاثرية ومساحتها ثلاثة الاف متر مربع وكتابتها باسم قداسة البابا تواضروس الثانى
- تولى المهندس عدلى ايوب بتنفيذ مشروع الطريق داخل لمساحة الاخرى من الدير بحيث يكون الدير على يمين الطريق والمزارع على يسار الطريق
- تم تكليف المهندس عدلى ايوب بتولى مشروعات مزارع الدير وتخضع تحت اشرافه ومساحتها ما بين 1000 الى 2000 فدان
- يبنى سور على بطول الطريق على يمينه ليفصل مبانى الدير عن الطريق ويوفر الحماية لحرم الدير
- يبدأ شق الطريق طبقا لهذا الاتفاق باشراف المهندس القبطى عدلى ايوب رجل الاعمال
- يتم دراسة ما يحتاجه الدير من عيون المياه لخدمته ليصبح الدير معترف به رسميا ويخضع لقداسة البابا تواضروس
- ترفع وتسقط الدعاوى والاحكام الصادرة ضد بعض الرهبان بسبب المخالفات التى وقعت بالدير وحررت ضدهم من اجهزة المحافظة بناءا على الاتفاق بعد التصالح وتوقيع الاتفاق
اتفاق مرضى
يقول احد الرهبان الذى رفض ذكر اسمه " هذا الاتفاق كان مرضى للاغلبية من الرهبان باعتراف الدولة بالدير وتقنين مساحته من 13 الف فدان الى ثلاثة الاف فدان واخضع بعض المزارع للمهندس عدلى ابادير وانهم وفقوا على القرار وخاضعين لقرار الكنيسة وقداسة البابا بعد التعاون بين الدولة والكنيسة وانهاء الازمة بشكل مرضى مشيرا ان الدير به 110 طالب رهبنة و40 راهب ووقع لاغلبية عدا 20 راهب.
واضاف قائلا " عندما جاء محافظ الفيوم مدعوم بالاجهزة الامنية المختلفة لتنفيذ الاتفاق وتم ازالة 400 من سور الدير لتنفيذ شق الطريق اعترضه بعض الرهبان الرافضين للاتفاق وقاموا بوقف آلات ومعدات الهدم واسفر عن حرق " لودر " من المستخدمين فى الهدم ،وهو ما جعل المحافظ ينسحب بمعداته حتى لا تحدث ازمة لحين الرجوع الى المهندس ابراهيم محلب والانبا ارميا ، وهذا التصرف لم يعجب الاغلبية من الرهبان لان الاتفاق كان مثمر وتعاون واضح من الدولة مع الكنيسة وانهم رافضين هذ التصرف من بعض الرهبان الذين تم شلحهم حسب قوله.
وعاد ليؤكد راهب اخر " ان الاتفاق تضمن اسقاط الاتهامات والمخالفات والاحكام الصادرة ضد بعض الرهبان بشأن تحرير محاضر ضدهم بسبب مخالفات البناء او الازمات السابقة بالاعتراض على شق الطريق مما يوفر الحماية للرهبان الذين حررت لهم المحاضر بشأن الدير.
وكشف الراهب أن القمص اليشع امين الدير والذى يعيش بعيدا عن الدير بقرار من البابا ارسل خطاب طالب فيه الرهبان بالخضوع للكنيسة وللقيادة الروحية للبابا تواضروس وموافقته على تقنين اوضاع الدير .
وحول وجود مقبرة فرعونية بطريق الدير قال الراهب " ان هذا لم يبت صحته فما وجود عبارة عن بئر ومدرج ولكن الاثار القبطية وهى عبارة عن ايقونات وزجاج ومخطوطات ومغارات قبطية ومنشيات فهى بعيده عن الطريق – حسب قوله – والتى تعبر عن الدير الاثرى الذى يعود للقرن الرابع فى هذه المنطقة ، وأن شق الطريق هو عمل يخدم التنمية وبناء سور حول لدير سوف يوفر الخصوصية ويساعد على استكمال حياة الرهبنة بشكل هادىء وان مزارع الدير سوف تكون فى يد عدلى ايوب
لم نجلس بالاتفاق
من جانب اخر قال الرهبان المعترضين على هدم السور أنهم لا يعلموا شىء بالاتفاق الذى لاول مرة يسمعوا عنه بين الانبا ارميا ومحلب وان الكنيسة لم تخطرهم بشىء
وقال احد الرهبان " انهم فوجئوا بمحافظ الفيوم وبعض الاجهزة فى الثانية عشر بعد منتصف الليل امس بانهم يريدون الحديث معهم وكان الوقت متاخر ولكن فوجئنا بعد رحيلهم ان اجهزة ومعدات كانت قريبة من الدير بدات فى هدم جزء من السور حيث كان الرهبات فى قلالهم ووصف ما حدث بالخيانه والغدر المتعمد
وتابع " ان ارض الدير هى اثرية وهناك تقارير معهم بذلك من وزارة الاثار التى اكدت على اثرية المكان ومعهم خرائط تثبت ذلك وانهم لا يتنازلوا عن ارض الديروالكنيسة التى تعود للقرن الرابع مشيرا انهم لم يشاركوا فى هذا الاتفاق وان من وقع عليه رهبان من خارج الدير وان الرهبان تجمعوا ودافعوا عن الدير بوقف استكمال هدمه وقاموا اليوم ببناء ما تم هدم وسوف ينتهوا من استكماله غدا
وحول الاتفاق " قال لراهب " ، " اذا تم تقنين الدير بثلاثة الاف فدان فكيف يتم التصرف فى المساحة الاخرى من الدير مفسرا هذا بان الدولة ستعطى العرب المساحة الاخرى وهو م يهدد كيان الدير وكشف عن جلسة اليوم بين لعرب وبينهم وبحضور مندوب للمهندس عدلى ايوب ولذى عرض فيه حصولهم على بئرين للمياه فى حين يحصل الدير على بئر وهو ما يعنى خضوع الدير لرحمة العرب وفى تهديدهم فى المستقبل واحتمالية قطع المياه عنهم – حسب قوله –
واكد ان الراهب اليشع يخضع للعلاج بالمانيا وان الخطاب الذى ارسله جاء عن ضغط بعد توصيل صورة بان اولاده فى خطر ويجب توقيع هذا الخطاب بالموافقه على الطريق – حسب قوله
تظل ازمة دير وادى الريان عالقة وان كان بعض الخبراء اكد ان تجاه الدولة لهذه الخطوة بهدم السور فى هذا لتوقيت اختيار خاطىء وغير موفق وربما يسبب تداعيات سيئة فى حالة استخدام القوة ضد الدير
ما بين الموافق والرافض من رهبان الدير تظل الازمة عالقة ولكن بعد موافقة لمقر البابوى على الاتفاق كيف يتم علاج الوضع مع الرافضين لشق الطريق بعد انقسام الرهبان وخضوع الاغلبية لقرار البابا ، وسيظل السؤال المطروح من الرهبان الرافضين لشق الطريق لماذا هذا الطريق وهناك طريقين بديلين باقل تكلفة ، ولكن فى النهاية توقيع الاتفاق سوف يكشف عن تداعيات للازمة ربما تكون ساخنة خلال الساعات المقبلة ولكن ما هو يجب وضعه فى الاعتبار الحكمة فى ادارة الازمة لاسيما فى ظل هذه الظروف التى تمر بها مصر ...