الأقباط متحدون | الضوء الأحمر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:١٩ | الجمعة ٣ ديسمبر ٢٠١٠ | ٢٤ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٢٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الضوء الأحمر

الجمعة ٣ ديسمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : عـادل عطيـة
طيبون كفاية ؛ قلوبنا كفراشات تعشق الضوء المتوهج وتسبح في فضاءاته .. مشاعرنا الرقيقة يسحرها الألق ويسكرها النور .. نقترب أكثر من بؤرة الضوء.. فإذا بالضوء الأبيض الملائكي يتحول إلى ضوء أحمر: بلون الدم المسكوب على أرضنا .. وفي بيوتنا .. وفي بيوت الله !
طيبون كفاية ، لأننا نقترب بحميمية إلى اناس يحملون وجوهاً كأنها وجوه ملائكة .. فإذا بنا في مصيدة لرسل كذبة ، وفعلة ماكرون ، يتنكرون كما يفعل الشيطان عندما يغير شكله إلى شبه ملاك نور !
طيبون كفاية ؛ عندما نرى الذين يبنون بيوتاً للعبادة، والصلاة .. فنهرع باعطياتنا ، التماساً للثواب، والحسنات، والبركات ... لنكتشف بعد ذلك، صدق التاريخ العظيم : "ليست كل المعابد بيوتاً لله ، فنوع منها كانت مسكونة بالشياطين"!

طيبون كفاية ؛ لأن الأعمال الطيبة هي دائماً تفيض بالنور .. لكن ابداً عرضة للظلام .. ظلام الآخرين الذين يشوهون كل عمل نبيل .. فيحولون أموال الزكاة ، والتبرعات اليومية إلى سيوف، وسكاكين، وبارود، ورصاص ... ورغم هذا ، وكصفة مميزة لعمل الخير ، يستمر في اغرائنا بفيض من النور!
طيبون كفاية ؛ لأننا نثق في إيمان هؤلاء الذين يدعون إلى وجود الله الواحد الأحد .. الذي لا شريك له .. لكنهم لا يتركون الله يحاسب خليقته ؛ لأنهم يأخذون دوره . ولنبكي نحن في النهاية ، على جدران الصحف الورقية والالكترونية، وامام الشاشات !
طيبون كفاية ؛ لأننا نصغي إلى صيحات التكبير ، فنتهيئ لتلقى كلمة السماء، فإذا بهم يذّكروننا بما ورد في أحد النصوص الهندوسية ، عن نشوة الرب المبارك : "الآن اصبحت أنا الموت ، إنني مدمر العالم" !
وبينما نتعاطف معهم في قضايا خادعة، ننسى أنه ليس هناك قضية مهما كانت ، تبرر ذبح الابرياء !
طيبون كفاية ؛ لأن هناك من يدّعون الفروسية والبطولة والشهامة، فنصدقهم ..ولكنهم عندما ينقضون على غيرهم، لا يحترمون شجاعة الآخر، ولا يقدسون إيمانه بمبادئه، فينكلون بجثته، ويرمونها؛ لتأكلها وحوش البرية !
طيبون كفاية ؛ لأننا ضعفاء أمام الذين يتخذون من الدين شعاراً لهم، فنُصفّ مع القائلين :"الإسلام هو الحل" .. مع أنه الحل الوحيد ليتبوأوا هم المكانة التي يبغون ويريدون، وليس نحن !
ونجلس أما الشاشة التي "تنقلنا إلى الجنة"، فإذا بها تعلن وتذيع العداوة للحياة، وللطبيعة، ولإرادة الإنسان، والآخر !
ونستجيب لنداء "الحجاب"، كمحافظين على المرأة، وعلى مجتمعاتنا . ولكننا نجدهم يستخدمونه كرمز مرئي للتفرقة ، وللاختباء به في أعمال السطو ، والاغتصاب ، والقتل !
طيبون كفاية .. وأرجو أن نظل متمسكين بطيبتنا .. وفي ذات الوقت .. علينا ان ننزعج من سذاجتنا . وأن ندرب حواسنا، وعقولنا، على الاكتشاف المبكر للشر، الذي يظهر متنكراً ليبدو كضوء بهيج، ولكن آثاره بشعة . وإلا أصبحنا كمن يساند الشر ، ويساهم في مده، واتساعه !...




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :