الأقباط متحدون - الروح المعنوية
أخر تحديث ٠٦:٤٦ | السبت ٣ سبتمبر ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ٢٨ | العدد ٤٠٤٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الروح المعنوية

دينا عبد الكريم
دينا عبد الكريم
«مفيش أمل!!»- «باظت خلاص يا فندم!!»- « البلد دى مش هينصلح حالها أبدا!!»- «ماحدش ف الحكومة بيشتغل!!»- «البرلمان ده زى قلته»!!!- «البلد مش أمان.. ماتمشوش ف الشارع لوحدكوا.. ما تمشوش مع عيالكوا.. ما تمشوش خالص!!!»
 
تلك خلاصة الجمل التى تتردد على مسامع كل مصرى يعيش فى مصر الآن كل يوم تقريبا.. تلك هى الحالة العامة التى نعيشها.. ونرددها ونصدقها!!
 
الكثير منا يعتقد فى صحتها.. ويروج لذلك! وهو يرى نفسه محقا!! وبعضنا لا يرى سوءا- ربما لأنه لم يُضر بشكل مباشر- وينكر الأمر تماما.. ويروج للعكس تماما.. هو يرى نفسه محقاً!!
 
تعالى آخذك لمشاهد أخرى.. جندى فى المعركة يقول له زملاؤه كل يوم إنه لا فرصة للنجاة وإنهم مهزومون قبل أن يحاربوا.. ويشككونه كل يوم فى قادته.
 
جراح ماهر.. يخيفه زملاؤه من إجراء عملية قد تنقذ حياة طفل، لأن المستشفى مات فيه حالات من قبل!!
 
مسؤول شريف يقرر التغيير... فيظهر له مستشاروه ويسردون عليه قصصا لفشل محاولات كل من حاولوا الإصلاح وكيف انتهت قصصهم بمؤامرات وتلويث سمعتهم ومن ثم إفشالهم وإقصاؤهم!
 
يؤمن الفاهمون بمسألة الروح المعنوية.. ويدركون قيمتها وخطورتها... يؤمن الفاهمون بأنه مهما كانت جسامة الأحداث وحجم المخاطر.. فلا مجال للاستسلام ولا ترديد كلام يزيد الأمر مرارة!
 
نحن فى وضع لم نكن نتمنى أن نكون فيه اقتصادياً.. لم ندرك ما توقعناه ولا ما روج له القادة والساسة والـ(رموز)!! ولا حتى اقتربنا من إدراكه!
 
واجتماعيا.. ركبنا قطار العودة إلى ما قبل ٢٥ يناير بكل ثقة.. فالمواطنة لم تخرج من كونها كلمة استهلاكية للبرامج المسائية، والتمييز الدينى والطائفى يفعل بقوة وثقة.. رغما عن أنف الجميع! ولكن..
 
لمصلحة من أن نيأس؟ لمصلحة من أن نشارك بعضنا البعض بكل الرسائل السلبية.. وكل ما هو غير ممكن وغير متحقق وغير موجود.. إنها (روح الفشل) روح رهيبة وسلبية ومرعبة وقادرة على هدم كل انتصار.
 
إن مسألة الروح المعنوية ليست رفاهية وليست أمرا علينا (كشعب) أن نتحلى به من باب الوطنية!! إن تغيير تلك الحالة مسؤولية الدولة بدءا من رئيس الجمهورية الذى طالما طالب الناس بالتوحد لأجل هدف واحد، وهو ابن المؤسسة العسكرية التى تؤمن بالروح المعنوية وتدرك خطورتها، وحتى الوزراء المسؤولين عن اتخاذ قرارات من شأنها صناعة تأثير على الناس.. مسؤوليتهم أن يتخذوا قرارات ترفع من الروح المعنوية.. لا قرارات تشعر الناس بالقهر وبأنهم لا حول لهم ولا قوة مهما كانت المبررات الاقتصادية.. الروح المعنوية أهم المكاسب فى هذه المرحلة.
 
■ السادة المسؤولون... أعطيكم مثالا بضعة قرارات قادرة على رفع الروح المعنوية.. علها تؤخذ فى الاعتبار:
 
- المرور: تخيل أن ضبط المرور وسيولة الشارع من شأنهما أن يعطيا المواطن إحساسا بالكرامة عوضا عن القهر، وإقبالا على الإنتاج والعمل عوضا عن وصوله إليه بعد رحلة عذاب تمهيدية!!
 
- قسم الشرطة: قسم الشرطة الذى يتلقى بلاغ مواطن بسيط فيحترم شكواه ويحترمه، ويبدى أبسط قدر من أداء الواجب والمسؤولية!
 
- المستشفى: قل لى ماذا يزيد الإحساس بالعرفان... قدر أن تطلب عونا طبيا أو شفاء لعزيز وتجد مكانا فى وطنك قادرا على المساعدة!
 
وغيرها.. المدرسة والشارع والمصلحة الحكومية وقرارات الوزراء.. كلها مؤسسات قادرة على رفع الروح المعنوية أو خفضها لأدنى مستوياتها..
 
حدثنى عن تلك الأمور وقل لى إنها تتغير.. ثم انتظر منى تغييراً وسلوكاً وإنتاجا.. وما دون ذلك.. دوران فى دوائر مفرغة ما بين شعب محبط وحكومة عاجزة!!!
 
أيقظوا الروح.. أيقظوا الروح.. اللهم بلغنا.
نقلا عن المصرى اليوم
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع