المرضي بالحب
أوليفر
الاثنين ٩ يوليو ٢٠١٨
أوليفر
- خرج الزارع ليزرع و لم يبال بالأرض الصلبة و لا بالقلوب القاسية.لم يتوقف عند أرض لا أصل لها بل هناك بذر بذره بكل سخاء.حتي وسط الأشواك التي طلعت له من بين أحباءه هناك أيضاً تجرحت يداه و هو لكل نشاط يضع بذور الحُب الذى أخرجه من مجده إلي التخلي.من سماءه إلى أرض ترفضه .غلبه الحب.فتحمل كل شيء فوق الوصف.كان الحب متغلغل في كل شخصه حتي إستدعاه إلي الصليب فذهب كالمشتاق بكل شهوة لخلاصنا.
- يوجد علي الأرض ممن يمتلكون شيئاً من قلب الرب يسوع.مرضي بالحب.يغلبهم الحب قبل أن يغلبهم الناس.يعرفون أن ما يفعلونه يجعلهم بخسرون من أملاكهم و حقوقهم و يرتضون ليس عن ضعف بل لأن الحب يغلبهم .بل يعرف الناس عنهم هذا المرض فيستغلونهم و يطلبون كالإبن الضال ما لا يستحقون و يأخذون ممن علبهم الحب و يمضون بعيداً.أو يتجاسرون بصلافة علي أبويهم متعجرفين مطمئنين أنهم لا يجيدون رد البذاءة بالبذاءة بل بالحنان الذى يستغلونه و لا يستعملونه.عالمين أن حب أبويهم سيغفر كل شيء و ينسي كل شيء و يسمح ببداية جديدة كأنه لم يحدث شيء.يبتزون آباءهم و أمهاتهم لأنهم يعلمون أن الحب أقوي عندهم من كل شيء و هو يحكمهم خصوصاً إذا كان من أجل أحباءهم.و يعيشون مظلومين بسبب حبهم.ثم قد يصبحوا متروكين ممن أحبوهم أكثر من أنفسهم.فيبدو مرض الحب مؤلماً للغاية.و يشاركون الحبيب القائل تركوني أنا الحبيب مثل ميت مرذول.فحذار يا من يستغل الحب بغير حب.فمن يبتز المحبين لا يتبق له مكسباً بل عاراً.
-المغلوبين من الحب لهم سمات الرب يسوع ز لهم آلام الرب يسوع أيضاً.الناس يعرفون طيبتهم و ميلهم للسلامة.فيتجرأون عليهم و يستسهلون إهانتهم إذ لا يهافون من إنتقام حيث لا ينتقم مرضي الحب.و يغفرون مرة و مرات فيحسب المتعدون أن لهم حق الغفران و حق العدوان في آن واحد.فتزيد جرأتهم و مساوئهم.حتي يعثرون هؤلاء الممتلئين حباً فتأتهم الأفكارالتي تجعلهم نادمين علي الحب أو متعبين منه.حتي يكادوا يتراجعوا عنه فإذا حاولوا ذلك فشلوا تماماً لأن طبيعتهم إرتكزت علي الحب منذ زمن و صارت تحرك كل كيانهم.فلا تعثروا المحبين بل لتشتغل فيكم المحبة مثلهم.و إعلموا أن كل مرة يسامحونكم يضعون علي رؤوسكم جمراً إما يطهركم لو إنصلحتم أو يحرقككم لو تماديتم في جرأتكم .فليس أضعف من الحب علي الأرض و ليس أقوي من الحب علي الأرض و في السماء.قإحترسوا أن تؤلموا أو تظلموا مرضي الحب.
-لكن مرضي الحب يمتلكون سلاماً لا يمتلكه غيرهم.داخلهم راحة و تصالح و فرح و تعزية و هم لهذا لا يشعرون بالهزيمة و لا بالخسارة بل فقط يتألمون لأجل من لا يفهمون أو يختبرون الحب.و هم يعرفون و لابد أن يعرف الجميع أن الحب كما يغلب المحب يغلب المحبوب أيضاً.فإن لم ينغلب المحبوب بالحب ينغلب بالحق و سيجازَي عن كل معاداة للحب و عمن أحبوه.أما أنتم يا مرضي الحب فطوباكم.لا يعثركم أحد.لا تتغيروا عن حبكم لأنه بجهد عظيم إقتنيتم هذه الثروة الثمينة و هي لخلاصكم أنتم فلا تفرطوا فيها إستجابة لمضايقات عدو الخير.بل قاوموه راسخين في الحب للذي أحبنا و هو قادر أن يخلصنا إلي التمام.