الأقباط متحدون - الأقباط والإبادة المستمرة بحقهم
  • ٠٨:١٧
  • السبت , ١١ اغسطس ٢٠١٨
English version

الأقباط والإبادة المستمرة بحقهم

١٤: ٠٨ م +02:00 EET

السبت ١١ اغسطس ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

حسين ديبان
في وقت كانت فيه أعلى ثقافة العرب وأرفعها معلقة شعرية يحتفى بها وتُعلق على كعبة قريش وغيرها من الكعبات التي كانت منتشرة في ربوع جزيرة العرب قبيل الاسلام ولم يَبق منها محمد بعد اعلان نبوته ودينه الجديد إلا كعبة أهله وعشيرته كان الأقباط "المصريون" لديهم في الاسكندرية أهم مكتبة في ذلك التاريخ وأكبرها على الإطلاق تحتوي على كافة أنواع الكتب بكافة الإختصاصات بما فيها الترجمات عن فلسفات الأخرين وعلومهم.. لم يكن أمام الغازي العربي الذي لا يمتلك أدنى علاقة بمكتبة من هذا الطراز وليس لديه أدنى فكرة عن محتوياتها كما وتعد علومها غريبة عليه وعلى معارفه وأفقه المحدود.. لم يكن أمامه إلا التخلص من تلك المكتبة " الشيء الغريب" بحرقها وإبادتها.

حين سئل الخليفة عما يفعل رجاله بمكتبة الاسكندرية رد عليهم قائلاً: إن كان بها خيراً فالقرآن أغنانا عن كل خير لذا نحرقها، وإن كان بها شراً فقد أحرقناها على هذا المنوال سارت سياسة العرب تجاه الأقباط في مصر طيلة خمسة عشر قرناً من الحكم الاسلامي.. سياسة تقول إن كان القبطي به خير وهو كله خير فقد أغنانا الله عنه بالمسلم والمسلم أولى في كل الأحوال لذا نقتله.. ألم يقل مرشد الاخوان المسلمين السابق محمد مهدي عاكف أن المسلم الماليزي مقدم عنده ومفضل على القبطي المسيحي المصري فكيف إذا كان المسلم مصرياً، وإن في القبطي شر قتلناه وتخلصنا منه، ولا شر في القبطي سوى أنه وبحسب دين المسلم ونصوصه كافر في أسوأ الأحوال وذميّ في أحسنها ولن يرتقي يوماً ليصبح مواطن كامل الأهلية والحقوق في دولة المسلمين إلا بتوقف العمل بالنصوص الاسلامية التشريعية وتجميدها.

هكذا كان مصير القبطي في مصر القتل والإبادة والمجازر المستمرة والمتواصلة منذ غزاه وغزا دياره الاسلام وحتى يومنا هذا والى أجل غير منظور وقريب. جريمة تفجير الكنائس ليست الاولى والكلام المنمق الجميل عن أمنيات بأنها ستكون الأخيرة هو كلام قيمته صفر ولا معنى له فهذه المجزرة لن تكون الأخيرة أبداً طالما لن يتغير شيء جوهري وأساسي في عقلية المسلم التي سيطرت عليها وبطريقة ممنهجة ومنتظمة ومخطط لها ثقافة الحق المطلق والدين الحق والحقيقة التي لا بعدها ولا قبلها والأفضلية والأرفع مرتبه والأعز عند الله الخ من ثقافة الاستعلاء والتعالي والتمييز الكريهة الفارغة والجوفاء، وحتى يتخلص المسلم من كل ذلك فهذا يحتاج وقتاً طويلاً إن بدأ المسلم بالتخلص من ذلك الأن وهو ما لم يحصل ولن يحصل بسهولة أبداً إذا ترك خيار حصوله للمسلم فقط دون العمل على ذلك من قبل العالم من خلال الضغط على تلك المنظومة ومن يقف وراءها ممولاً كان أم تاجراً وهو ما يعني طرفين الأول هو المال الديني أياً كان مصدره والثاني رجال الدين المجرمين تجار هذا الدين ورعاة التطرّف والتحريض الديني والحض على التمييز والكراهية والعنف.

من المعيب والعار أصلاً على العالم الذي يقول عن نفسه انه حراً أن يترك هؤلاء الضباع والوحوش الضالة أحرار وهم يدعون ليل نهار ويحضون في ذلك مريديهم وأتباعهم وهم بعشرات الملايين على الآخر المختلف "النصراني" واليهودي والدعوة لقتله واستباحة أرواحه وحرماته وممتلكاته وتشتيت شمله وتفريق جمعه وتيتيم أبناءه وأخذ نساءه سبايا.. إن تلك الدعاوي جرائم كاملة الأركان تستوجب الملاحقة والتوقيف والعقاب الفوري وهو في رقبة العالم الحر لأن حكومات البلدان العربية والإسلامية تعتاش على إرخاء الحبل للإرهاب وأطرافه وتلك الحكومات في أغلبها تستمد شرعيتها الشعبية المحلية من تماهيها مع الخطاب الشعبوي والتفضيلي للأغلبية والتمييز العنصري والإقصائي الاستئصالي تجاه الآخر، فكلما زادت الجرائم والمجازر بحق الأقباط زاد رصيدها المحلي لدى الأغلبية، وكلما زادت التفجيرات الإرهابية أياً كان أهدافها وخاصة مسيحيي وأقليات الشرق زاد رصيدها ودعمها الدولي.

قبل اثنتي عشر عاماً كتبت مقالاً أنهيته بصورة اعتبرها البعض سوداوية لأنني ذكرت عقب مجزرة إرتكبت بحق الأقباط في حينه أنه إذا لم يحدث التغيير المطلوب فاليوم الذي سنقول فيه كان أقباطاً هنا قد بات قريباً.. أجزم أنه خلال تلك الاثنتي عشر عاماً قد حدثت هجرة كبرى لأقباط مصر وعموم مسيحيي وأقليات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتيجة لتلك المجازر والمجازر الأخرى بحقهم والتي لم تتوقف يوماً.

للعلم، هناك يومياً بضعة جرائم بحق أقباط مصر قد تكون قتل أو اعتداء على كنيسة أو اعتداء على متجر قبطي أو خطف أو أسلمه أو حرمان من الأطفال في حال الزواج المختلط الذي يصادر به الطرف المسلم حقوق الطرف المسيحي بمعنى ان جرائم الإبادة مستمرة ضد الأقباط في كل لحظة وهي لن تتوقف كما ذكرت إلا بتوقف تلك المنظومة الاجرامية "النصوص الدينية التشريعية والمال الديني ورجال الدين" وهو أيضاً وكما ذكرت لم يحصل بعد ول

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع