نادر شكرى
كثفت قوات شرطة الاقصر تواجدها بقرية " الحلة" مركز اسنا بمحافظة الاقصر ، للحفاظ على أمن القرية ، ومنع اى تجمعات اخرى بعد صلاة الجمعة ، بعد الاحداث التى وقعت فى وقت متأخر من ليلة أمس ، بعد تجمهر اعدادا كبيرة من المتشددين للاحتجاج على تقنين كنيسة من قبل لجنة تقنين الكنائس التابعة لمجلس الوزراء .
وقال أحد الاقباط ،ان قوات الامن منتشرة فى القرية وكثفت من تواجدها حول كنيسة الملاك ميخائيل بالقرية والشوارع المؤدية لمنازل الاقباط لحمايتها فى حالة تجدد التجمهرات ، وانتشرت بعض سيارات الامن المركزى بالقرب من بعض المساجد بالقرية ، للتأكيد على فرض الحالة الامنية حيث تم تعزيز التواجد الامنى بعدد من مدرعات الشرطة وقوات الامن المركزى والامن الوطنى .
وحذرت قوات الامن اى خروج على القانون أو اثار الفوضى سيقابل بردع قوى ، وتطبيق القانون ،حيث القت قوات الشرطة منذ الامس على اعدادا كبيرة من المتجمهرين والمتسببين فى احداث العنف والتعدى على الاقباط والتعدى على سيارات الشرطة .
وقال شاهد عيان ان المتجمهرين قاموا بتكسير عدد من سيارات الاقباط المتواجدة امام منازلهم ومنهم سيارة كاهن كنيسة القرية فضلا عن حرق بعض الدراجات البخارية التى يملكها اقباط ، وتكسير بعض سيارات الشرطة قبل وصول تعزيزات أمنية لردع المتجمهرين .
وتعود الاحداث الى وصول قرار رسمى بتقنين كنيسة الملاك ميخائيل ومبنى تابع لها ضمن لجنة تقنين الكنائس ، حيث يصلى الاقباط بالكنيسة منذ اكثر من 25 عاما ، وتم تجديد الكنيسة فى 2003 وتجديد مبنى الخدمات التابع لها منذ وقت قريب ، وكانت العلاقات طيبة ولم يسبق الاعتراض على صلاة الاقباط ، والكنيسة مكونة من ثلاث طوابق دون وجود لقباب او منارة ، وبعد وصول قرار التقنين دخلت الكنيسة ضمن الكنائس الخاضعة للحراسة الامنية فارسلت الشرطة غفير واحد الامناء للتواجد على الكنيسة ووضع بعض الحواجز الامنية امام الكمين الخاص مثل ما يحدث مع جميع الكنائس ،ودون اغلاق اى شوارع .
وعندما شاهد مسلمى القرية افراد الحراسة علموا ان الكنيسة اصبحت رسمية فغضب البعض وبدات مرحلة التأجيج والتحريض من بعض المتطرفين الرافضين تقنين الكنيسة ، وكما قال احد شهود العيان " انتم تصلوا كده لكن ليه تقنين رسمى " وعقب صلاة العشاء ، بدات التجمهرات والهتافات ضد الاقباط ، وبدأت بقذف بعض منازل الاقباط بالحجارة وتكسير السيارات المملوكة للاقباط والدراجات البخارية ،وحاولت قوة امنية صغيرة التصدى لهم ولكن تم الاعتداء على سيارات الشرطة وسط تهليل من المتجمهرين .
وبعد قليل تم ارسال تعزيزات امنية واطلقت قنابل المسيلة للدموع وبدات عملية الكر والفر حتى نجحت قوات الشرطة فى اخماد التجمهر والقبض على عدد من المتجمهرين ومرتكبى اعمال العنف ، وتم اعادة الهدوء للشوارع فى منتصف ليلة امس الخميس ، وبدأت تحقيقات الشرطة والامن الوطنى لرصد المحرضين وتتبع الحالة الامنية لمنع تكرار التجمهر مرة اخرى ، فى الوقت الذى قام كاهن الكنيسة باقامة قداسه المعتاد اليوم الجمعة وانصرفوا لمنازلهم والتزم الاقباط منازلهم وترقب صلاة الجمعة .
واكد الاقباط انهم ملتزمون بالقانون ولم يرتكبوا اى ذنب سوى الحصول على قرار رسمى بالتقنين ولم يحدث اى تغير حتى يتحول الامر لعنف ضدهم فهم يصلون بنفس الكنيسة منذ سنوات وحصلوا على قرار رسمى بالتقنين ولا يجدوا مبرر لهذا العنف فى ظل الرصيد الكبير للتعايش المشترك بين ابناء القرية .