الأقباط متحدون - ومر 366 يوماً
أخر تحديث ١٩:٣٧ | الثلاثاء ٩ اكتوبر ٢٠١٢ | ٢٨ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٠٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ومر 366 يوماً

بقلم: مينا ملاك عازر

 إذا عرفت أن سنة 2012 كانت سنة كبيسة، بما يعني أن شهر فبراير بها كان 29 يوماً وليس 28 يوماً كالمعتاد، حينها تعرف أن اليوم يكون قد مر 366 يوماً على عبور مدرعات الجيش المصري من فوق أجساد مسيحيو مصر، اليوم يكون قد مر 366 يوم على استنجاد الجيش المصري المدرب بالمدنيين لإنقاذه من مدنيو مصر، فالجيش المصري الذي وقف متابعاً لهدم كنيسة صول بأطفيح ثم أعاد بنائها بعد أن شاهد إتمام هدمها، وعاجزاً عن منع حريق كنيسة إمبابة وإعادة فتح كنيسة عين شمس، أوحل نفسه في دماء طائفية، فارتكب أول حادث طائفي يلصق بتاريخه باقي أيام حياته حين تورط في فض أول وآخر تظاهرة مدنية سلمية بشكل وحشي، باستخدام آلياته التي لم تتدخل في فض مظاهرات مجلس الوزراء ولا محمد محمود، فقد كان فيها أكثر حنية إذ استخدام رجالاً وليس آليات0 الجيش المصري الذي سطر تاريخاً عسكرياً جديداً وأعاد تعليم وتأهيل العالم كيفية القتال ومواجهة المستحيل في حرب أكتوبر، علم العالم أيضاً وبعد 38 سنة من تلك الحرب المجيدة، أقول علم جيوش العالم، كيف أنه لا يجب أن يتصادم جيش بشعبه وأن ذلك عار، المثير في الأمر أن تلك القيادات التي كانت تدير شؤون هذا الجيش لم يُنتظر عليها عاماً حتى أُطيِح بها من أحبائها، وفي طريقهم لأن يشرفوا بسجون مصر، من أين أتى هذا التناقض العجيب بين الجيشين؟ الجيش الذي اختلطت دماء مسيحيه بمسلميه في ملحمة العبور، والجيش الذي سفك دماء مسيحيه في فضيحة قتل الزهور، إلا أذا كان أمر جد على الوطن بأكمله ألا وهو الإقصاء والتطرف والجهل الذي جعل الجيش يدير فوهات مدافعه  لتظاهرة سلمية ليخضب بدمائهم سطور تحكي عن أكبر خطأ لجيش مصر ليس فقط لقتله مدنيين عزل، وإنما تضامنه مع أولائك الشيوخ الذي امتطوا صهوة الدبابات والمدرعات كما شهدت الأستاذة نوارة نجم لكي يجمعوا المدنيين المتطرفين ليشمتوا بقتلى مصر.أولائك القتلى اللذين لم يُشار لهم من الرئيس مبارك في خطابه الذي خطبه في ذكرى أكتوبر والذي دافع فيه عن نفسه وعن فشله الذي فشله في قيادته للبلد أثناء المئة يوم. 


صديقي القارئ، أنه ليس خطأ مني حين قلت أنه الرئيس مبارك، فصدقوني هو مبارك لكنه بذقن نتيجة بقاؤه بالسجن أو لرغبته في التقوى، وانظر لما قاله الرئيس مرسي لتتأكد أنه لم يكن أبداً الرئيس مدعي الثورية الذي أتى ليحم الثورة كما قال، فالرئيس مبارك أبو ذقن أخذ كعادته يشيد بإنجازات رجاله ويتلو علينا أرقام غير صحيحة ومزيفة أُملَت عليه من موظفيه ليس لأنه كان معزولاً مثل الرئيس مبارك إللي من غير ذقن لكن لأنه كان مسافراً يجمع علينا الفلوس، أخذ الرئيس مرسي يتلو علينا أرقام ويسخر من منتقديه –خليهم يتسلو- صحيح هو لم يقولها لكن كان لسان حاله هكذا، ينفي عنه تكلفة حراسته وتأمين صلاته، الرئيس مبارك المؤمن يعايرنا بأنه لم يدخل جيبه مليم واحد وكأننا قمنا بثورة لنأتي برئيس يستنزف موارد الدولة، ويجلب القروض من الخارج، وليس لينهض بالدولة من الداخل، لم يقدم لنا الرئيس مبارك أبو ذقن للآن مشروعه النهضوي في الوقت الذي تجلس فيه مصر والسودان مع إثيوبيا لتبن سد النهضة، في الوقت الذي يتوارى مشروع النهضة وراء ستائر الأرقام المدعاة تحقيقها، وكأننا شعب من الأسماك بلا ذاكرة تنسى حتى وعوده العلنية الغير مرتبطة بالمئة يوم، الرئيس مبارك يُحشَد له الحشود بالأوتوبيسات من قبل جماعته وحزبه ولا يعتمد على شعبيته الحقيقية لنرى كم من الناس سيتجهون لإستاد القاهرة ليسمعوه، الرئيس مبارك لم يعزل فقد خلعنا مبارك وابنه ليأتي لنا مبارك وجماعته ونبقى أمام هذه المسرحيات الهزلية،ال مدعية جدية غير محبوكة، الرئيس مبارك الجديد يخطب لساعتين متواصلتين دون أن يبشرنا بأمل، إلا بتصريحات تؤكد رفع الدعم عن غير مستحقيه، وهي نفس تصريحات مبارك، تؤكد أن الأنابيب ستوزع بالبطاقات الذكية وكأننا عدنا لعهد الحكومة الذكية، واتاريك يا أبو زيد لا رحت ولا جيت، بالذمة ده كلام، كنتم تنتقضوا سياسات فجاء عليكم اليوم لتنفذوها، هو ده بقى مشروع النهضة، طب ما كنتم جبتم مبارك القديم ينفذه ولا ده حب السلطة .
 
المختصر المفيد إحنا ما شلناش مبارك ليأت لنا من هو مبارك آخر بذقن، اتقوا الله بجد وعن حق أو استقيلوا.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter