د.مجدى شحاته
بينما يموج العالم حولنا بتطوراته وانجازاته المتلاحقة والمزهلة فى مختلف مناحى الحياة . فضلا عما يواجه العالم من تحديات خطيرة تهدد وجودنا ذاته
على جانب أخر نرى محاولات فى منتهى العجب والغرابة تهدف الى استهلاك جهودنا وطاقاتنا وتشتيت الفكر وتغييب العقل ، حيث تتصاعد وتيرة الجدل التى تلقى بظلالها المعتمة مع بداية كل عام ميلادى جديد ، حول جواز تهنئة المسيحيين فى العالم بعيد الميلاد المجيد وبداية العام الميلادى الجديد . وهو اليوم الذى شطر الزمن على وجه كوكب الارض الى زمنين متمايزين زمن ما هو قبل الميلاد وزمن ما بعد الميلاد . شاهدنا على مواقع التواصل الاجتماعى حملات غير مبررة وغيرمقبولة تنتقد وتهاجم بشدة سماحة الشيخ الفاضل احمد الطيب شيخ الجامع الازهر لمجرد تهنئة المسيحيين بمناسبة حلول العام الجديد وعيد الميلاد الجديد . وحملة اخرى ممنهجة ، مسعورة ، هائلة ، ضد لاعب الكرة محمد صلاح فخر مصر والعرب ، لمجرد نشر صورة مع عائلته الصغيرة وخلفهم شجرة عيد الميلاد فى منزلهم بالمملكة المتحدة !! هذاالنهج من الاعتراضات ليس بالامر الجديد ، لكن الملفت للانتباه والدهشة تلك الوتيرةالمتصاعدة بشكل غير مسبوق هذا العام تحديدا !! الامر الذى يؤكد اننا لسنا بصدد مجرد تيار دينى متشدد او حتى متطرف ، ولكن نحن امام تيار سياسى دخيل فى اطار دينى ، تيارخبيث يهدف الى السيطرة على عقول وفكر البسطاء من المصريين بغرض بث روح الانشقاق والانفصال والانفصام والفرقة والاستعلاء على الاخر واعلاء للفهم المتطرف المتخاف لخلق مناخ من التوتر والقلق وعدم الاستقرار .