بقلم جورج حبيب
اختفي قلمي وانتحي جانبا
وبحثت عنه فوجدته متباعدا
وقلت لماذا يا صاحب
انت عني بعيدا وغائب
صمت القلم ولم يجب
وفي صمته رايت العجب
وقال وصوته خافت
لقد اعتزلت فكن عني غافل
لقد رافقتك السنين
ووفرت لك فيها كل الحنين
والان وقد اصبحت معمرا
ضعفت ذاكرتي وشاخت عيناي
وزادت ضربات قلبي وضعفت رجلاي
ولم اعد لك كما كنت معينا
اشاركك الفكر واختر المفيدا
ا لبي ما تطلب ودون ان تعبر
وارفق بك وانت متحير
اترجم ما رايته احلاما
وان لم تخبرني اجعله متاحا
اتذكر السنين والسنين
وكيف كنا متقاربين
وكم جلست بجانبك
اكفكف الدمع واعاتبك
كنت اشاركك النفس
وابعد عنك كل هوس
كنا دائما توامين
روحا واحدة في جسدين
قلت ماذا يا قلم ولما هذا النحيب
وماذا جري انه لامر عجيب
قال لقد تواترت علي السنين
ولم يعد لدي بعد اليقين
فابحث لك عن قلم شاب
تستطع به ان تحقق ما عني غاب
فلديه من الافكار والكلمات الحديثة
واما انا فمدرستي صارت قديمة
والتقنيات لم اقدر ان اجاريها
ومعظمها لا دراية لي يها
ولست بجوجلا عالما
ولا بطريقته اعرف ان اكن باحثا
بعد قليل تنتهي ايامي
ومنذ فترة اعددت اكفاني
قلت لا تقل هذا يا صديقي
انت عشقي وحبي ورفيقي
فان مضيت وتركتني
سارحل بعدك والكل لا يجدني
وامتلات عيناي بالدموع
واحتضنته هو بكل خشوع
وعلت اصواتنا في عناق
وقلت لن اتركك الا يوم الفراق
وسنذهب للقبر كلانا
واللحد لن يحتوي الا سوانا
يا قلم انت شريكي
حبي وحياتي وتاريخي
وان هرمت ما بقي منك يكفيني
وحدك اسامر ولك اشكو تنهيدي
وكل يوم لك معي هو عيدي
فلا تهجرني فانت خليلي