ياسر أيوب
منذ 100 سنة بالضبط.. وبالتحديد في 24 مايو 1923.. نشرت جريدة الأهرام خبرا قد يكون جميلا أو مهما أن يعيد قراءته كثيرون اليوم.. فقد قالت الأهرام في هذا الخبر:
«أتحفتنا الشركات البرقية البارحة بنبأ اعتماد المؤتمر الدولى لكرة القدم للاتحاد المصرى فنهنئ هيئة الاتحاد بهذا النجاح العظيم.. ويصح اليوم أن يقول الرياضى المصرى إنه رياضى لأنه أصبح منتميا لهيئة مصرية معترف بوجودها دوليا، ولم يبق أمام الاتحاد المصرى من عقبة يخشاها.. فلنودع التحزبات والمحاربات والمنازعات الوداع الأخير.. ولنعن عناية حقة بذلك المولود السعيد وهو الاتحاد المصرى المحبوب، ولننصرف إلى العمل النافع بنفوس تعرف معنى الاتحاد.. ويجب ألا يوجد بعد اليوم أهليون ـ أي مشجعو الأهلى ـ ولا مختلطيون ـ أي مشجعو المختلط أو الزمالك ـ ولا قاهريون ولا اتحاديون ـ أي مشجعو الاتحاد السكندرى، ولا موظفون ـ أي مشجعو الأوليمبى ـ ولا غيرهم بل يوجد مصريون فقط.. وليعمل كلٌّ في ناديه ما استطاع للصالح العام».
وهكذا أبلغت الأهرام المصريين باعتراف الاتحاد الدولى لكرة القدم باتحادهم المصرى الذي تأسس في ديسمبر 1921.. ولم يكن الأمر سهلا أو عاديا.. فقد كان الاتحاد الرياضى المختلط لا يزال قائما ولا يزال يصر على أنه منذ 1910 الجهة الرياضية الوحيدة التي من حقها مخاطبة العالم خارج مصر.. وكانت مشاركة مصر في دورتى استكهولم الأوليمبية 1912 وأنتيويرب 1920 قد تمت عن طريق مراسلات بين اللجنة الأوليمبية الدولية وأنجيلو بولاناكى الذي يدير الاتحاد المختلط وأيضا الأوليمبية المصرية كسكرتير عام لها.. وإذا كان هذا الاتحاد المختلط قد اضطر آسفا وحزينا لقبول أن يملك المصريون اتحادهم الكروى الخاص بهم.. فقد سعى جاهدا حتى لا ينضم هذا الاتحاد المصرى الكروى الجديد للاتحاد الدولى.. لكن فوجئ بولاناكى بأنه في هذه المعركة لا يواجه فقط مسؤولى الكرة المصريين برئاسة جعفر ولى باشا رئيس الاتحاد المصرى.. إنما انضم إليهم الأمير عمر طوسون رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية.
وأثناء اجتماع الاتحاد المصرى للكرة في 25 إبريل 1923.. قرأ جعفر باشا رسالة استثنائية بالغة الأهمية من الأمير عمر طوسون أكد فيها اعترافه باتحاد الكرة كجهة وحيدة تدير كرة القدم في مصر، وأنه سيبلغ الاتحاد الدولى لكرة القدم رسميا بهذا الأمر.. وتضمنت تلك الرسالة أيضا تعيين صاحب العزة فؤاد بك أباظة وكيل اتحاد الكرة ممثلا للاتحاد في اللجنة الأوليمبية المصرية.. واستند جعفر ولى باشا لهذ الخطاب مع طلب رسمى بالانضمام للاتحاد الدولى.. واجتمع الاتحاد الدولى في مدينة لوزان السويسرية في 21 مايو 1923 حيث تمت الموافقة على الطلب المصرى لتصبح مصر أول دولة إفريقية تنضم للفيفا.. وكاد جعفر باشا يصبح وكيلا للفيفا حين خاض انتخابات 1924 في باريس التي خسرها بفارق قليل رغم أن مصر لم يمض على انضمامها للاتحاد الدولى سوى عام واحد فقط.. وهكذا بدأت حكاية مصر والفيفا.
نقلا عن المصرى اليوم