الأحد ٢٤ فبراير ٢٠١٣ -
٣٧:
٠٨ ص +02:00 EET
بقلم: عـادل عطيـة
عندما نقول: "التالتة تابتة"، فنحن نقصد أن المحاولات الأولى قد تخفق، ويكون التوفيق في الثالثة!
وقد قيل أن هذا المثل الشعبي، مأخوذ عن حكاية انجليزية عسكرية للتحذير!
وأكثر من يستمع إلى هذا التحذير، هي المرأة، عندما يصرخ زوجها في غضبه: "علىّ الطلاق بالتلاتة"!
ولا أعتقد أن المرأة التي تحت التهديد بيمين الطلاق، أو التي أدركتها بالفعل مصيبة الطلاق، في حال يسمح لها بالتساؤل: لماذا بالثلاثة؟!..
ولا أعتقد أيضاً أن الرجل في هذا الموقف، لديه الاستعداد؛ ليشرح لزوجته، أو التي كانت زوجته، إذا كانت تملك من قوة الاعصاب؛ لتسأله عن مغزى الثلاثة، فيتفذلك قائلاً لها:
أن رقم ثلاثة هو رقم التحديد: فللتعبير عن الأجسام يلزم على الأقل ثلاثة أبعاد، ولتحديد المكان يلزم على الأقل ثلاثة محاور.
وللمادة ثلاثة أحوال: صلبة، أو: سائلة، أو:غازية.
والذرة تتكون من جزئيات ثلاث.
والكائنات الحية: حيوانات، أو: اسماك، أو: نباتات.
والإنسان كائن ثلاثي: جسد، ونفس، وروح.
وبعيداً عن استخدام: واحد، اثنين، ثلاثة قبل الحركة الرياضية، أو: السينمائية.. فقد قرر رئيس كل الاخوان، أن يكون للمواطن ثلاثة أرغفة في اليوم.
وقبل أن نتسرع في ادانة هذا القرار، ونقول: إذا كانت الارغفة الثلاث قادرة على اشباعنا، فماذا نفعل إذا جاءنا ضيف وليس ضيوف؟!..
أقول قبل أن نتسرع في قرار الإدانة، علينا أن نتفهم الفكرة العبقرية من وراء هذا التخصيص:
فكثيراً ما نسمع اثنين يقولان بلغتنا العامية: "أكلنا مع بعض عيش وملح"؛ للتعبير عن علاقتهما الحميمية.
ولكن للاسف فان كل الخيانات تأتينا من الذين أكلنا معهم عيش وملح!
وهنا أراد رئيس كل الاخوان، أن يبعدنا عن الصدمات العاطفية التي تؤذينا في مقتل!
المشكلة أنه قضى على نصف المشكلة، وترك لنا النصف الآخر وهو: الملح!
صحيح أن الملح قد يداوي ـ في نظر الرئيس ـ فساد شهيتنا، التي تطمع في أكثر من ثلاثة أرغفة، ولكنه أيضاً: يكوي جراحنا، ويستخدم للتعبير عن الاستهزاء بنا.. واسألوا الناطقين بالطز!...
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع