الأقباط متحدون - إهمال وعدم خبرة
أخر تحديث ٠١:١٠ | الأحد ٢٤ فبراير ٢٠١٣ | ١٧ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٤٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

إهمال وعدم خبرة

أى انتخابات هذه التى يتحدثون عنها؟ هل هذا وقت مناسب لإجراء الانتخابات والبلاد فى حالة اضطراب لم نشهد لها مثيلاً؟ ثم كيف يتم تحديد موعد الانتخابات فى أيام الأعياد القبطية، وتحديد أيام الإعادة أيضاً خلال الأعياد القبطية؟!
 
إن البلاد تشهد فى الوقت الحالى حالة غير طبيعية من الغضب بدأت مع الذكرى الثانية لثورة يناير، وتصاعدت مع تجاهل السلطة الحاكمة لأسبابها حتى وصلت لأول مرة إلى حد العصيان المدنى الذى نشهده هذه الأيام فى منطقة القناة، والذى قد ينتقل قريباً إلى مناطق أخرى، فهل هذا هو الوقت المناسب لإجراء انتخابات تتنافس فيها الحكومة والمعارضة، فتزيد نار الاضطرابات الحالية اشتعالاً؟ إن الانتخابات بطبيعتها كثيراً ما تشهد مواجهات تصل فى بعض الأحيان إلى الدموية، فهل من الحكمة أن نجرى الانتخابات وسط مواجهات الغضب الحالية؟
 
ثم ما هى تلك العبقرية الإخوانية التى اختارت من دون أيام الله أيام أعياد الإخوة الأقباط لإجراء هذه الانتخابات؟
 
فاليوم الأول الذى حدده قرار رئيس الجمهورية لإجراء الانتخابات، وهو ٢٧ إبريل، يتزامن مع «أسبوع الآلام» فى نتيجة الأعياد القبطية، واليوم الثانى يتزامن مع «أحد السعف»، أما جولة الإعادة وهى يوما ٤ و٥ مايو فتتوافق مع عيد «النور» وعيد «القيامة»، فما هذه الجليطة التى لم نعتدها من قبل، وما هذا الجهل بأعياد قطاع عريض من المواطنين؟!
 
لقد أثار قرار الرئيس بدعوة الناخبين فى الأيام المذكورة استياء وغضباً شديدين فى جميع الكنائس والطوائف المسيحية لما فيه من عدم اكتراث من جانب الإخوان الذين يحكمون البلاد بالأعياد الدينية لإخوانهم المسيحيين.
 
وأكاد أجزم بأن المسألة ليست مقصودة، لكن ألا يملكون فى الرئاسة نتيجة يعودون إليها قبل تحديد أى مواعيد من أى نوع، حتى لو كانت مواعيد مقابلات لرئيس الجمهورية يمكن أن تتزامن مع عيد الأضحى أو المولد النبوى أو غيره؟ ما قلة الخبرة هذه التى أصبحنا نعانى منها فى كل القرارات الصادرة من رئاسة الجمهورية؟ لقد أدى هذا الإهمال إلى رجوع الرئاسة عن الكثير من قراراتها طوال الأشهر الماضية، وها هى تتخذ قراراً جديداً غير مدروس كسوابقه، مما يعنى أنهم سيضطرون للرجوع عنه كما حدث مع سوابقه.
 
فكيف يستقيم الحكم بهذه القرارات، التى تؤكد عدم كفاءة أجهزة الحكم، والتى للأسف تزداد مع كل يوم جديد؟
 
msalmawy@gmail.com
نقلاً عن المصري اليوم 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع