الأقباط متحدون - الأميرة القادمة من جنائن النفط
أخر تحديث ٠٢:٣٤ | الأحد ٢٤ فبراير ٢٠١٣ | ١٧ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٤٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الأميرة القادمة من جنائن النفط

بقلم: نوري إيشوع

في 16/12/2011، قدمت أميرة كويتية، عمرها 31 عاماً الى مدينة مونتريال الكندية قادمة من مدينة نيويورك الأمريكية، نتيجة معاناتها من مرضٍ عضال في القلب،  كان في إستقبالها في مطار بيير ترودو، طاقم أطباء إختصاصيين بالأمراض القلبية مع سيارات إسعاف مجهزة بكل الأجهزة الطبية الضرورية.  نُقلت الأميرة الحاملة معها أروع عطور النفط الى مشافي جامعة ميغيل طبعا في مونتريال، سارت على السجاد الأحمر المفروش خصيصاً لسموها في أروقة الجامعة التي مرت من خلالها ناهيكم عن عشرات الباقات الوردية التي كانت تزين كل جوانب المكان.
 
أدخلت الأميرة الى غرفة العمليات فور وصولها بعد أن تم تجهيزغرفة إجراء العمل الجراحي قبل تشرفها  و بعد أن تجاوزت بطريقة سحرية أدوار كل المرضى الكنديين الذين يعانون من نفس المرض و ينتظرون إجراء نفس العملية منذ أشهر! علماً بان الذين يحتاجون الى إجراء عملية صغيرة لا تتطلب بقائهم في المشفى  يوماً واحداً، ينتظرون على الدور مدة لا تقل عن ستة أشهر على الأقل. و المرضى العاديين الذين يدخلون المشفى بناءً على مواعيد مسبقة  ينتظرون ساعات حتى يراهم طبيب!
 
بعد إجراء العملية بنجاح، انتقلت الأميرة الحسناء الى غرفتها الفخمة المحجوزة مسبقا و المزودة بكل وسائل الراحة، مع طاقم طبي دائم يتابع مراقبتها باستمرار مع مترجم عربي 24/24 ساعة.
كيف حصل هذا التجاوز الفاضح الذي أصاب في الصميم أخلاقية مهنة الطب في بلدٍ  يدّعي المساواة و الديمقراطية و العدالة؟
 
منذ إيام تناولت الصحف المحلية في مدينة مونتريال هذا الموضوع الحساس و هذا التجاوز الرهيب و احتل صفحاتها الرئيسية بعد أن علمت تلك الصحف، بان الوصفة السحرية لهذا التفضيل و هذا التجاوز الغير مهني و الغير أخلاقي، هو حصول إدارة جامعة ميغيل، على مبلغ 200000 ماثتي ألف دولاراً كندياً ثمن إجراء هذه العملية، و قد عللت الإدارة سبب تجاوزها أدوار مرضاها بان الغاية تبرر الوسيلة والدافع كان إنسانياً بحتاً!؟ و كأن المرضى الكنديين ليسوا ببشر و لا يشملهم الدافع الإنساني علماً بان هؤلاء، هم من يدفع الضرائب السنوية و ليست الأميرة!
 
السبب الذي دفعني لكتابة مقالي عن هذه الأميرة هي:
 إن كل التجاوزات التي تحصل في العالم و خاصة العالم العربي، وصفتها السحرية هي أريج آبار النفط التي تخدر الضمير العالمي و الإنساني و الأمثلة على ذلك بالعشرات و لكنني سأكتفي بالتالي:
 
شراء قطر القيمين على الفيفا بملايين الدولارات و فوزها باستصافة كأس العالم 2022
شراء دول الخليج ضمائر الذين يسمون معارضة سوريا و قادة دول الغرب بشن حرب كونية على سوريا لقتل شعبها و تدمير حضارتها و بناها التحتية.
شراء السعودية و قطر سكوت أمريكا و تابعيها بغض النظر عن جرائم القتل و التشريد و الأضطهاد و الذبح بحق شعوب آمنة و تهجيرها من أوطانها الأصلية على إيادي منظمات إرهابية وهابية قانونها شيطاني بدعم سعودي قطري تركي و تحت خيمة أمريكا و ربيبتها إسرائيل! سوريا، مصر، ليبيا، نيجيريا و العراق و غيرها.
 
شراء السعودية بحفنة دولاراتها ضمائر الغرب و كل منظمات حقوق الإنسان لتغض الطرف عما تمارسه من إضطهاد و قمع حريات عرقي، ديني، عنصري بحق الأقليات المقيمة على أرضيها و سلبهم أبسط حقوق الإنسان و هي العبادة و ممارسة طقوسه الدينية! و منعهم من بناء دور عبادتهم، علما بان السعودية و قطر و الخليج  ينفقون بليارات الدولارات لبناء عشرات المساجد في كل دول العالم!؟
شراء قطر و السعودية إنسانية القادة العرب  وجعلتهم تابعين لإسرائيل و الغرب فغيروا إسم جامعتهم التي اضحت بحق جامعة  المؤمرات و شرعنة الغزوات و الجرائم ضد الإنسانية و الشعوب.
 
أليست حفنات الدولارات هي التي نّصبت اللصوص و قادة الشغب و الإجرام لتحكم مصر و تونس و ليبيا و ذئاب عثمان لتنهش بلحوم بني الإنسان؟
أخيراً و ليس آخرأ، أليس محتملاً جدا، رؤية العالم للمشاهد البشعة،  بتطبيق الحد بقطع الإيدي و الرقاب بالسيف، أو جلد الزانية في ساحات المدن الرئيسية في الغرب و أوروبا مادامت الوصفة السحرية سارية المفعول؟
 
و سؤالي هو، ألم يحنْ الوقت لتفسد هذه الوصفة الخليجية القادمة من جنائن النفط  التي تغلغلت في عقول  ودماء قادة العالم حتى أضحت مرضاً خبيثاً يعشعش في ضمائهم و جعلتهم يضربون الإنسانية بيدٍ من بارود؟
لقد فسد العطر الخليجي القادم من آبار نفطهم الملوثة بعقولهم الأجرامية و ضمائرهم الميتة و قلوبهم الصخرية التي لا تعرف الرحمة و لا الشفقة! 
لقد فسدت الوصفة السحرية الفاسدة و بطل مفعولها.
وأن غداً لناظره قريب!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter