الأقباط متحدون - حكومة الحرية والعدالة.. وليبيا ومنهج الندالة
أخر تحديث ٠٣:٤٥ | الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٣ | ١٠برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٧٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

حكومة الحرية والعدالة.. وليبيا ومنهج الندالة

كنيسة ليبيا - صورة أرشيفية
كنيسة ليبيا - صورة أرشيفية
بقلم: سمير حبشي
قالوا بفخر وتيه أن قطار العمر أتى بالربيع العربى ، وكما قد رُسم فى أذهاننا أن الربيع هو ورود الحياة وزهورها ،  ولكن سرعان ما سقط القناع ، ونصب اليقين مشانق للأمل ، وألقى به فى القاع ، وسيطر ليل أسود بظلامه على الجفون ، وسار قطار الربيع الواهى يهرس آلام البشر ، ويكشف عن مرآة الواقع الدامى .. واختلطت أوراق المصير فى حياة أقباط مصر بين السطو على ممتلكاتهم أو هدم وحرق كنائسهم ، وبين تهجيرهم أو خطف أولادهم ذكورا وإناثا ، نعم إختلطت الأوراق فى عالم تائه عجيب ، وأصبح القدر يسير فى حراسة الإسلام هو الحل .. ومن لا يؤمن بالإسلام كافر عاهر يجب أن يذوق كأس الذل . والعدل أمام بنود الشريعة  أصبح أبكم أخرس بل أعمى وكسيح ، وضاع الأمان فى زوبعة حقد وكره ، وغير قادر على مقاومة الريح .. وسالت دماء أقباط مصر ، وذهقت الأرواح وباتوا يا إخوتى والقلب جريح . 
 
نعم يعلم الجميع أن مسلسل جرائم الإسلام ضد أقباط مصر بدأت منذ الغزو العربى الإسلامى لمصر، ولكنه كان يأخذ أشكالا تختلف بإختلاف العصر واختلاف الحاكم ، يسير قطار الظلم الإسلامى بطيئا فى بعض الفترات ، وسريعا فى فترات أخرى .. ولكن مع ما أسموه بالربيع العربى قد تحولت الحياة إلى خريف لمسيحى  البلاد الإسلامية ، ليس فى مصر وحدها بل فى جميع البلاد العربية الإسلامية التى تتشدق بأكذوبة الربيع العربى .. وأصبح قطار الظلم الإسلامى يسير بأسرع عجلات الشر والجريمة ضد مسيحى الشرق الأوسط .. 
 
وتكشف لنا الأحداث المؤلمة عن أحد جرائم قطار الربيع العربى ، عن ما حدث لأقباط مصر فى ليبيا وفيما يُعرف بقضية " التبشير " . يقول أحد الضحايا كنا فى البداية نحو 37 شخصا ، واخذوا فى إكراهنا على تغيير ديننا ويسبوننا بأننا كفار ونصارى وريحتنا قذرة . اول شخص ذاق العذاب كان اكبرنا سنا وهو عم بشارة ، عروه وضربوه وعاد الينا ، وهو فى إعياء شديد . وبدأوا يعاقبوننا واحدا يليه الآخر ، وذاق مواطن اسمه اندراوس العورى اكثرالعذابات لانهم اكرهوه على النطق بالشهادتين ، أو شتيمة قداسة البابا شنودة .. بعد الفطور  يوم الخميس أخذونا الى "مارش" وهومكان مليئ بالزلط المدبب ، وطلبوا ان نقف على قدم واحدة ، ولمدة ساعتين عروهم وضربوا كل من يحمل وشم الصليب على يديه . وهددوهم بالقتل بالسيف وتفجيرنا بسلاح اربع عشر ونصف ، ويصرخون " سنتقرب بكم للرسول " . صورونا ونشروا صورنا على الانترنت ، واتهمونا بدعم منظمات داخل مصر وبالتبشير ، رغم ان اغلبنــــا لا يجيــــد القــــــــراءة والكتابــــــــة ، ولا يوجـــد ما يؤكد كلامهم  .
 
قبضوا على ابونا بولا وهو قسيس مصرى مقيم يخدم بالكنيسة المصرية بليبيا ، وحلقوا شاربه وشعره ، وحجزوه منفردا . وأخذ يتباهى احد الشيوخ امامهم قائلا : انا جبتلكم البابا بتاعكم " . فخشينا ان يكون نيافة الانبا باخميوس  .هذه بعض الكلمات الحزينة التى وصف بها أحد الضحايا ما حدث .. وعندما تقرأ هذا العذاب فى كلمات ، فلن تستطيع تتبع آثار بكائك عليهم أو السيطرة على الدموع فوق وجنتيك إذا كنت إنسانا ، أما إذا كنت ممن يؤمنون بالإسلام هو الحل فقد إنتزع القرآن والسنة من قلبك الآدمية ، وما يُفعل فى هؤلاء الأقباط من جرائم وحشية هو بالنسبة لك الصراط المستقيم ، وتنفيذ لوصايا إلهك الجبار العليم.. 
 
إن ما يخدش حياء الحقيقة أن هؤلاء الأقباط كانوا يمارسون صلاتهم داخل الكنيسة ، وأنا لا أعرف كيف تُفصل عليهم تهمة التبشير ، فهل كانوا يبشرون بعضهم البعض .. أكذوبة واضحة وتهمة ملفقة ، وهذا ليس بالغريب على من يؤمن بالقرآن كتابا مقدسا ، ألم ينصحهم بالكذب فى ثلاث ؟ !! .. 
 
حدث هذا يا إخوتى لأقباط يحملون الجنسية المصرية ،  بل هم الورثة الشرعيون لها ، فهل تحركت الديبلوماسية المصرية كما فعلت مع أعضاء تنظيم الإخوان الذين قُبض عليهم وهم يحاولون العمل على تخريب الإمارات ؟ !! . أى قُبض عليهم متلبسين بجريمة لها عقوبتها فى كل قوانين العالم .. ذهب وفد كبير برئاسة وزير الخارجية شخصيا للعمل على إطلاق صراح هؤلاء المجرمين ، واختفت كل مساعى الديبلوماسية المصرية للعمل على إنقاذ المصريين الأقباط المظلومين .. فهل ستهتم حكومة الإخوان بأمر الأقباط الكفرة وهم يقومون بنفس الأفعال والجرائم معهم فى مصر ؟ !! .. وقد قيل أن وراء هذه الجريمة وشاية من أحد المصريين المسلمين ضد إخوته المصريين الأقباط ، وهو معروف للمصريين واسمه عيسى الوسيع والذى ظهر بصحبة عدد كبير من الرجال منهم بزى الشرطة ، وشيوخ ملتحين وبزى جلاليب . واخذوا فى القبض على كل مواطن يُعرف أنه مسيحى ، واصطحبوهم الى كتيبة وهناك عرفوا أن هؤلاء يتبعون جماعة يطلق عليها شريعة الانصار .. فلا علامات إستفهام عندى ولا عجب فهذا المصرى الذى يخون إخوته المصريين ينفذ ما علمته الشريعة الإسلامية ، والتى ظهرت جليا فى كلمات مرشد الإخوان السابق عندما قال : " المسلم الماليزى أقرب لى من جارى المسيحى " .. وعندما عاد جثمان الشهيد إبن مصر عزت عطا الله إلى أرض مصر ، والذى مات من التعذيب لم يهتم أى جهاز حكومى كما فعلوا مع من أسموها شهيدة الحجاب مروى الشربينى حيث خرج ورائها كل من يحمل صفة حكومية أو إسلامية أو قانونية ولم يحضر جنازته غير إخوته الأقباط من جميع المذاهب .. 
 
يا إخوتى :  إن كل ما يحمل الحب من النبع الله الخالد يحولونه إلى سجون .. جعلهم القرآن والشريعة عمى البصر والبصيرة ، فيحاولون إجتياز نهر الحياة في سفينة مثقوبة .. ولكن لا تخافوا فسيدمر الله الدين الزائف وينقذ الأعمى وسيهشم المعبد الملطخ بالدماء ، ويدع شديد الرعد ينفذ إلى سجن الدين الزائف ، ويحمل إلى أرض مصر التعسة نور المعرفة التى عرشها ومملكتها عيون كل شريف .. ونكرر الكلمات الخالدة لقداسة البابا المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث ونحن نتذكره الذكرى السنوية الأولى لرحيله " مسيرها تنتهى ." " وازرع فى الأرض حبا تصير جنة .. وانزع من الأرض الحب تصير قبرا " وبكل الصدق هم يعيشون فى هذا القبر هذه الأيام ، لأن الإسلام قد نزع من قلوبهم كل بذور الحب ..

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter