الأقباط متحدون - مصر الحلم الجميل
أخر تحديث ١٨:٢١ | الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٣ | ١٠برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٧٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مصر الحلم الجميل

 كتبت :  جيهان خضير

 
أمام ثورة شعبية فريدة في تاريخ الدولة المصرية، خرج لأجلها الملايين إلى ميادين مصر قاطبة، يبتغون العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ويؤمنون بأن تحقيق تلك الغايات لن يكون إلا من خلال إقرار حقيقي لسيادة القانون وتطبيق صارم لمقتضيات حماية حقوق الإنسان ومشاركة فاعلة لجموع طوائف الشعب في إدارة شئون بلادهم.
 
وفي ظل مرحلة انتقالية تمنت جموع الشعب على كافة إختلافاتها السياسية والعقائدية أن يتحقق لمصر خلالها انتقال سلمي ومنظم ومتحضر لسلطة الحكم والتشريع إلى سلطات وهيئات مدنية منتخبة، تمارس اختصاصاتها في إطار تنظيم قانوني واضح، يحدد دورهاويقيم التوازن بين حقوقها وواجباتها وصلاحياتها، ويرسم من ثم صورة حديثة لنظام سياسي جديد يقوم على مقومات تصلح لإقامة دعائم جمهورية ثانية، تستحقها مصرنا الحبيبة.
 
وفي مواجهة تخبط قانوني وسياسي واضح ساد مرحلة مر على بدايتها عامان ولا يستطيع أحد التكهن بنهايتها فى ظل الحكم الإستبدادى الإخوانى.
أمام كل ذلك وفي مواجهة تلك الظروف ، غابت محاولات البحث عن الرؤية الشاملة لحاضر ومستقبل بلادنا، وزادت قدرة المواطنين على التحزب والتعصب، ومن ثم التفرق، وأصبحت الدعوة إلى التوافق أقصر الطرق للتناحر، ومن ثم بدأ الشعب في فقدان بوصلته وتراجعت طموحاته وأماله، وبدأ الناس يتناسون سبب ثورتهم وإنها لم تكن فقط للعيش ولكن كانت للحرية وللعدالة الإنسانية والاجتماعية ولإقامة دعائم نظام ديمقراطي لا يكتفي بالجانب الشكلي للديمقراطية كالانتخابات الدورية، وإنما يأخذ بمحتواها الموضوعي وجوهرها المتمثل في مجموعة من القيم والمبادئ والمثل الإنسانية التي لا تستوي ولا تستقيم الحياة الديمقراطية الحديثة بدونها، وفي مقدمتها المساواة وعدم التمييز والمواطنة وحريات الرأي والتعبير والعقيدة، بما يمكّن المجتمع بكل مكوناته من المشاركة في الحكم وتقرير مصيره بيده وبناء مستقبله. 
 
وإلافسوف تستمر بلادنا الحبيبية في مرحلة انتقالية دائمة لا نعبر فيها أبدا من عنق الزجاجة، بل والأخطر من ذلك هو أن غياب رؤية شاملة لمستقبل البلاد تتأسس على منهج مُتمدن يُدرك طبيعة الأمة المصرية وتاريخها القائم على التدين المعتدل والمحافظة الوسطية والانفتاح على العالم بثقافاته.
وقد جاء فصيل الإسلام السياسى"جماعة الإخوان المسلمين" يهدد باختزال الوطن واختطاف مستقبله من خلال تغيير ملامح البلاد وتحويل هوية العباد وفرض نماذج مجتمعية مستوردة تتسم بتصلب الفكر وضيق الأفق.
 
مبارك عبر ثلاثين عاما من السياسات الخاطئة قادنا إلي ما نحن فيه الآن، وإن شئت الدقة، فإن وصول الإخوان المسلمين إلي حكم مصر كان بسبب " الدولة الرخوة " التي أسسها مبارك في العشرين سنة الأخيرة من حكمه.
- أن " الدولة الرخوة " هي التمهيد الطبيعي والمقدمة الضرورية للدولة الفاشلةالتى نعيش فيها الآن التي تعجز تماما عن القيام بوظائفها الأساسية، فلا تحمى مواطنيها ولا تضمن سلامتهم أو قوتهم، وتعانى من اضطرابات داخلية وتدخل أجنبى فى شؤونها، وانهيار مرفق العدالة والأمن، وانتشار العنف المسلح وعدم الاستقرار والخوف من المستقبل.
 
ولا شك أن أولى متطلبات الخروج مما نحن فيه هو رسم تلك الرؤية وحدود ذلك المشروع المتمدن المعتدل القادر على اجتذاب تأييد عناصر الأمة المختلفة وإحداث اصطفاف مجتمعي وإجماع وطني لا يستثني طرف أو طائفة يمكن مصر من تحقيق نهضة شاملة ووضع قيم دعائم نظام سياسي يتيح للشعب بكل أطيافه وسائر أحزابه وتياراته حركاته المشاركة في العمل العام على أساس من الحرية والمساواة والمواطنة، وينشئ إطار قانوني يعلي سيادة القانون ويصون كرامة الإنسان وحقوقه، ويمهد لتحقيق آمال المصريين في الرخاء والازدهار وأن تسود العدالة الاجتماعية.
ولأجل ذلك يجب أن تتأسس الجمهورية الثانية على ثلاثة دعائم هي الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان، وهي الركائز التي تقوم بينها علاقة تكاملية تربط بينها وتجعل التمتع بأي منها مرهون بتوافر الآخر واحترامه. 
 
فنحن مازلنا فى ظل الجمهورية الأولى وكأنه لم يحدث ثورة راح ضحيتها زهرة شباب مصر.
ولإطلاق مرحلة جديدة في تاريخ مصر المعاصر ينعم فيها أبناء شعبها بكامل حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم.
ولابد أن يتم إرساء دولة سيادة القانون ،لادولة البلطجة والميليشيات المسلحة كفانا ما وصلنا إليه من تردى لكافة الأوضاع السياسية والإجتماعية والإقتصادية.
كفانا أخونة للدولة المصرية بلد الحضارة .كفانا منكم أنتم تريدونها إمارة ونحن نريدها مصر الدولة التى لا ولن تكون كما تريدون لها.
أبداً لن يركع شعب مصر لكم وسنقف ونقاوم حتى تعود مصر كما عرفناها وعرفها العالم ،إن لم تستطع أن تكون رئيساً لكل المصريين ولن تستطيع فعليك أن ترحل .
 
حتى نصل إلى الجمهورية الثانية التى يصبو إليها كل مواطن حر فى مصر.
فمتى يتحقق حلمنا الجميل؟
فقط عندما نقوم بوضع دستور يعبرعن كافة أطياف الشعب لاعن فصيل سياسى واحد فمصر لنا جميعاً وليست إمارة لهذا الفصيل.وأن يكون رئيس مصر رئيساً لكل المصريين وقتها فقط يتحقق هذا الحلم.
وإلى أن يتحقق هذا الحلم فنحن فى كابوس مزعج.
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter