وجه الدكتور فريدى البياضى، القيادى بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى وعضو مجلس الشورى، اللوم للرئيس محمد مرسى، بصفته على رأس السلطة التنفيذية، لعدم اتخاذه إجراءات رادعة بعد أحداث الكاتدرائية والخصوص.
وقال نجل الدكتور القس صفوت البياضى رئيس الكنيسة الإنجيلية، فى حوار لـ«الوطن»: إن مطالبة الدكتور صفوت عبدالغنى النائب عن حزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية، للكنيسة بمنع الشباب القبطى من التطرف وحمل السلاح ليس فى محله، خصوصاً أن الأقباط «مش قطيع يقال لهم اسكتوا فيسكتوا»، مؤكدا أن الكنيسة لا تملك سلاحا حتى تمنعه.
وأضاف: «بصفتى شاهد عيان على أحداث الكاتدرائية، فإن الأمن كان (بيهرج وبيتفرج)، على الأحداث، ورغم أنه (بيستأسد) عند مكتب الإرشاد، أصبح كالنعامة أمام الكنيسة».
كيف ترى الأزمة الراهنة بعد أحداث الكاتدرائية؟
- هناك حريقة فى قلب الوطن الذى ينزف، وعلينا أن نعترف جميعاً بأن هناك مشكلة حقيقية موجودة ولا يصح على الإطلاق أن تُحل بمسكنات تجميلية، وبصفتى طبيبا يجب أن أبحث عن جذور الداء وليس الأعراض.
بصفتك أحد شهود العيان على أحداث الكاتدرائية.. ماذا حدث؟
- عند مرور الجنازة من أمام الكاتدرائية بالعباسية، وجدنا ضرب رصاص حى علينا والأمن «واقف بيهرج»، تاركاً الجنازة دون تأمين و«بيتفرج»، بل كان يساعد على ضرب الكاتدرائية، وأعتقد أن الطرف الثالث لم يعُد خافياً لظهوره فى أحداث الاتحادية وبورسعيد ومعروف لوزارة الداخلية، لكنها لا تريد السيطرة على الأزمة، ويجب الاعتراف بوجود فتنة، وهناك من لا يحب الآخر ويحرض ضده، وللأسف تاريخ مصر الرائع تغير بسبب زيادة نسبة الجهل والتطرف.
الدكتور صفوت عبدالغنى دافع عن الرئيس مرسى بأنه ليس المسئول عن الأحداث الطائفية؟
- الفتنة الطائفية موجودة بالفعل منذ زمن، وهناك من يستغل بذورها لصالحه، لكن ألوم الرئيس مرسى بصفته على رأس السلطة التنفيذية ومسئولا سياسيا عن كل ما يحدث فى البلد، وعليه أن يتخذ إجراءات حاسمة وتشريعات لوأد بذور الفتنة، وإقالة الحكومة، خصوصاً أننا «معندناش حكومة بتستقيل».
ماذا عن قول «عبدالغنى» إن الأحزاب الإسلامية ليست طرفاً فى هذه الفتنة؟
- أنا لا ألوم الأحزاب الإسلامية، لكن هناك أشخاصاً يقدمون خطاباً دينياً تحريضياً، يحض على القتل والكراهية، ومع ذلك لا أنكر وجود خطاب دينى مسيحى متطرف، لكنه مجرد عنف فكرى.
لكن العنف الفكرى يؤدى للعنف المادى؟
- نعم، لكن هناك فرقا بينه وبين التحريض المباشر الذى نراه ونسمعه ضد المسيحيين.
ماذا عن مطالبة الكنيسة بتهدئة الشباب وعن ضرورة تخليهم عن التشدد وحمل السلاح؟
- أولا.. الكنيسة لم تعد قادرة على السيطرة على الشباب، فهناك حرية كبيرة ولا يوجد «وصى» عليهم، لأنهم ليسوا «قطيعا»، يسهل السيطرة عليهم، ويقال لهم «اسكتوا فيسكتوا».. والكنيسة لا نحملها مسئولية الإثارة أو التهدئة وليس لها أن تتدخل فى السياسة، وتصريحات «عبدالغنى» أمام مجلس الشورى تزيد الأمور فتنة، وأقول له: «الكنيسة لا تملك سلاحا حتى تمنعه»، وينبغى على الأمن أن يحمى الكنيسة، «ولا الأمن بيحمى مكتب الإرشاد فقط؟»، أجهزة الأمن لدينا تستأسد فى مواقف معينة وتصبح مثل النعامة فى مواقف أخرى.
ما تعليقك على ما قاله بعض النواب من أن تعلية أسوار الكنائس تثير تخوفات بعض المسلمين من وجود أسلحة بداخلها؟
- هذه مقولة عبثية المراد منها تفجير فتنة، وإن كان هذا حقيقيا فلماذا لم تضبطها الشرطة.. أما عن الأسوار العالية، فمن الطبيعى أن السور للحماية والدفاع لأن الكنائس هى التى يُعتدى عليها فى أى مشكلة طائفية.. وأؤكد أن سلاح الكنيسة هو كلمة الله ورسالة المحبة للأعداء والمسيئين.
ماذا عن المطالبات بتمكين الأمن من تفتيش الكنائس؟
- الكنيسة ليست فوق القانون، وإن كانت هناك دواعٍ أمنية، فالكنيسة يجب أن ترحب.