يتلقى البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، وأساقفة الكنيسة، العزاء اليوم فى ضحايا أحداث الخصوص والكاتدرائية المرقسية بالعباسية، داخل المركز الثقافى القبطى بالكاتدرائية، من المسئولين الرسميين والسفراء والدبلوماسيين الأجانب، ووفود الكنائس الأخرى. وأعلنت الكنيسة أن مواعيد تلقى العزاء ستكون على فترتين، من 11 صباحاً حتى 2 ظهراً، ومن 6 حتى 9 مساءً.
وعاد البابا بصورة مفاجئة إلى المقر البابوى بالكاتدرائية، مساء أمس الأول، منهياً اعتكافه بدير الأنبا بيشوى فى وادى النطرون، الذى بدأه مساء الأحد الماضى إثر الاشتباكات فى محيط الكاتدرائية، التى امتدت إلى المقر البابوى حيث مكتبه الشخصى. ورفض البابا دخول الكاتدرائية قبل زيارة مصابى اشتباكات الخصوص والكاتدرائية فى المستشفى القبطى ومستشفى الحياة، برفقة سكرتاريته، وتوجه بعدها إلى الكاتدرائية وتفقد فور وصوله الاعتداءات عليها، واطلع على فوارغ قنابل الغاز التى أطلقت عليها أثناء الاشتباكات.
والتقى البابا، أمس، أسر ضحايا الخصوص والكاتدرائية، بعيداً عن وسائل الإعلام التى رفض المقر البابوى وجودها لتغطية اللقاء، فى ظل حالة الحزن والحداد التى تعيشها الأسر، كما عقد المجلس الملى العام للكنيسة، واللجنة القانونية التى شكلها المجلس بتكليف من البابا لمتابعة التحقيقات والملاحقات القانونية لكل المتهمين والمتورطين فى قتل الأقباط والاعتداء على الكنائس منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى اشتباكات الكاتدرائية، اجتماعا مساء أمس، حضرته هيئة الدفاع المشكلة للدفاع عن مصابى وضحايا الخصوص والكاتدرائية، لمتابعة آخر التطورات والإجراءات القانونية والأمنية، وساد الهدوء الكاتدرائية طوال أمس، فيما رفضت الكنيسة فتح أبواب الكاتدرائية الرئيسية المطلة على شارع رمسيس، وفتحت باباً جانبياً واحداً للدخول والخروج.
ويعاود البابا، إلقاء عظة الأربعاء فى موعدها غداً، داخل كنيسة الأنبا رويس، بالكاتدرائية، بعد إلغائها الأسبوع الماضى، كما يجرى أول زيارة إلى كنائس محافظة سوهاج غداً، تستمر حتى الجمعة، ويدشن خلالها كاتدرائية جديدة بدير الأنبا شنودة، رئيس المتوحدين بالدير الأبيض، كما يلتقى عدداً من القساوسة والرهبان داخل مقره الخاص بالدير.
من جهة أخرى، طالب اتحاد شباب ماسبيرو، فى بيان رسمى أمس، مجلس الوزراء، بإصدار بيان رسمى يلزم كل أجهزة الحكومة بإعطاء الأقباط إجازة رسمية يومى «أحد السعف، وخميس العهد»، التى صدر بشأنها قرارات وزارية فى عهد جمال عبدالناصر، الرئيس الراحل، لتنظيم أعياد غير المسلمين. وقال مينا ثابت، العضو المؤسس للاتحاد، لـ«الوطن»، إن إصدار قرارات بتلك الإجازات ينهى حالة اللغط فى تلك الأمور، خصوصاً أن الحالة الوطنية لا تسمح بأى مهاترات، مضيفاً: «من جانبنا نراعى الحالة التى تمر بها البلاد، ونحرص على سلامة النسيج الوطنى، لذا نتمنى أن يصدر بيان من مجلس الوزراء يُلزم كل الجهات التابعة له بمنح الأقباط إجازة فى اليومين المشار إليهما، بعد كثرة ما عانيناه من تهميش وإقصاء لعقود لن نسمح باستمرارهما».