الأقباط متحدون - الدكتورة / الست ام قورني (٦)
أخر تحديث ٠٣:٣٥ | السبت ٢٥ مايو ٢٠١٣ | ١٧ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٣٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الدكتورة / الست ام قورني (٦)

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم : د. صفنات فعنييح
كنا قد فرغنا من هذة الاكلة الشهية .. ملوخية ورز وفراخ محمرة ..
هذة الاكلة لها مذاق اخر مختلف .. وانت تاكلها في جنوب افريقيا
في عزومة لها طابع خاص .. فصاحبة العزومة هي الدكتورة ام قورني
شابة مصرية تحمل في وجهها وقلبها وجسدها .. اسرار جمال مصر
حتي صوتها ..عندما استمع الية ..احس بموسيقي عبد الوهاب وهي
تتهادي علي مشارف سمعي .. توقظ كل رغبة لي في حب الحياة
وحب مصر .. اجل كان لهذا الغذاء طعم خاص ..  انتهينا من تناول
الغذاء فقلت لها اية رايك يادكتورة لما ننزل نتمشي شوية في مكان
هادي .. وناكل أيس كريم .. قالت لي اديني بس ١٠ دقايق .. اغير
هدومي .. واحط مكياج وننزل .. قلت لها وهو كذلك .. دخلت الي
غرفتها لتغير ملابسها .. بدون وجل ولا خوف ولا ارتباك حتي انها
لم تغلق باب غرفتها خلفها .. وثارت مصريتي في داخلي .. وسألت
نفسي .. اية اللي بيحصل دة .. هي الست دي مش خايفة لسمح
اللة اني ادخل عليها وهي تغيير ملابسها .. ويحدث ما يحدث ...
اي دة الكلام دة مش في طبعنا يامصريين .. هيا جابت الكلام دة
منين .. ازاي تسيب باب غرفتها بدون ان تغلقة  .. دا انا بس اللي
موجود في بيتها .. وعلي الجانب الاخر من فكري كرجل اخذتني
كل الافكار الوردية التي تداعب افكار الرجال في لحظات مثل هذة
افكار تتطيح بكيان الرجال وبتمسكهم بالفضيلة  .. انقذني من هذا
الفكر التربية المسيحية التي تعلمناها في الصغر وفي شرخ الشباب
ودخلت في معركة فكرية بيني وبين يوسف البار .. عندما جذبتة
امرأة فوطيفار .. من ملابسة كي تتلذ معة بحق ليس ملكهما ..
وصار كلام يوسف كالميكرفون في سمعي يردد كيف اصنع هذا
الشر العظيم واخطأ الي اللة .. وكأن يوسف مازال واقفا يردد هذة
العبارة فوق مسامعي واحسست ان صدي صوتة كموجات البحر
العاتية تدغدغ شواطئ اذناي ..واخذت راسى تتحرك يمينا ويسارا
في رغبة عارمة للخروج من هذا الصراع المدمر الذي اطاح بسلام
قلبي .. ولم يخرجني من هذا الصراع اللا صوتها الجميل وابتسامتها
الرقيقى وهيا بتقولي .. اية يادكتور سرحان في اية .. وسرعان ما
سمعت كل ابواب فكري قد اغلقت .. تماما .. ووقفت مكاني .. لقد عقد جمالها لساني واطاح بكل الكلام والقاة من نافذة المنزل  .. قالت
لي انا جاهزة .. قلت لها وانا كمان .. يالا بينا .....
خرجنا من منزلها ولاول مرة اجد نفسي اتصرف مثل الجنتلمان ..
فتحت لها باب العربية .. وقلت لها اتفضلي ... ووجدتها تنظر لي
وابتسامتها الواثقة لا تفارقها .. ولكني لمحت في ثنايا هذة الابتسامة
فهمها الانثوي الحاد ورايت الجواب بعيني في حركتها وهي تهم بدخول
العربية  فتحركات النساء وهم منتشون .. تحكي لك عن مدي سعادتهم
باهتمام الرجال بهم بل بالافتنان بهم .. ولم تجذب طرف فستانها ليغطي
ركبتيها الا عندما اغلقت باب السيارة وذهبت الي الجانب الاخر وفتحت
الباب وجلست استعد للسواقة ....
لم تتكلم ولم اتكلم انا .. وكأن كلانا قد اكتفي  بطوفان هذا الاحساس
الجميل الذي يتسرب الي القلب ويعلن .. انتهاء مدة العزوبية .....
ركنت السيارة في مكان خلاب .. ونزلنا نحن الاثنين .. نتمشى في ما
صنع اللة من اماكن خلابة لبني البشر .. لقد ولدت بيننا لغة للتفاهم
من نوع آخر .. لغة لا تعرف ولا توجد في افواة البشر .. لغة تسكن
القلب فقط وتعطي إشارات للقلب الاخر  .. يفهمها ويستجيب علي
الفور وهذا ما حدث .. احسست انها تريد ان تتبطأ زراعي ..ونحن نسير معاً ......
فابعدت زراعي من مكانة .. وادخلت زراعها في نفس المكان ..
وسرعان ما ضمت زراعي في صدرها بلطف يشيب لة شعر الانسان
وانا كمان احسست ان قلبي قد اخذ قرارة بان يقفذ من مكانة ..ويذهب
قافزا علي قمم الجبال القريبة يحكي لكافة الزروع العشبية كيف ابتدأ
الكون وماذا قال آدم لحواء عندما رآها لاول مرة .. احسست اننا نعيش
زماناً .. خارج الزمان .. احسست ان حتي الهواء الذي يلف المكان
قد تعطر .. واخذ يختال حولنا ..ولم يعد للكلام .. مكاناَ بيننا .. الي
ان وجدنا مكانا يشبة الطرابيزة وحولها كرسيان .. وكان الطبيعة قد
نحتتهما خصيصاَ من اجلنا فجلسنا كل في مقابلة الأخر ..
وكم احسسنا وكلانا ان الروح تستطيع ان تترك الجسد وتظل متعانقة
مع روح اخري  .. علي ما يبدو كلانا قد قررا فك هذا العناق كي
يبدأ كل منا في التعرف علي الآخر .. وبادرت بالسؤال ..
انت صحيح اسمك ام قرني ..واحسست بسؤالي اني استحضرها
من مكان بعيد .. أتت منة مسرعة كي تجيب سؤالي .....
والبقية في الدكتورة / الست ام قورني (٧ )
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع