الأقباط متحدون - السكَّينة اللى على رقبة مصر !!
أخر تحديث ٠٢:٣٠ | السبت ٢٥ مايو ٢٠١٣ | ١٧ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٣٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

السكَّينة اللى على رقبة مصر !!

نعم، فى الليلة إياها خيم الحزن على بيوتنا المصرية فى الشارع والحارة والزقاق والدرب والعطفة، وانسابت الدموع من المآقى على حال شباب من قواتنا المسلحة والشرطة، تم أسرهم وظهورهم من خلال عرض شريط فيديو مُهين يستغيثون فيه، ويناشدون الرئيس مرسى سرعة الإفراج عن ذوى مختطفيهم من أجل الإفراج عنهم، مما كاد يذكرنا بمشهد أسرانا لدى الأعداء عام 1967، والذى لم نبرأ من تبعات قسوته المهينة إلا برؤية مشهد القائد الإسرائيلى عساف ياجورى وعدد هائل من الأسرى الأعداء وهم جلوس على الأمتار الأولى المحررة من سيناء، وقد رفعوا أياديهم فوق رؤوسهم، مع الأيام الأولى لنصر أكتوبر1973 وكاميرات التليفزيون العربى ( المصرى الآن بعد طلاق شعار القومية العربية ) تجوب بين صفوف الأسرى مزغردة متباهية ( حتى لو كانت الصورة بدون ألوان )، وعندها فقط تبلسمت الجروح مع استرداد الكرامة.

وكنت آنئذ وقبل حرب أكتوبر الطالب الجامعى الذى يمارس وأبناء جيله فعل الخروج فى تظاهرات غاضبة، تطالب بالثأر وإزالة آثار العدوان لدفع الرئيس لاتخاذ قرار الحرب، نرفع شعارا ناصريا بالعند فى السادات «ما يؤخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة»، وأذكر أنه قد تردد فى أواخر الزمن الناصرى قول الفريق عبدالمنعم رياض للرئيس ناصر «أرجوك يا سيادة الرئيس لا تقبل عودة سيناء بلا قتال حتى لو عرضوا عليك الانسحاب الكامل منها بلا قيد أو شرط». فقد كان يرى الفريق النبيل الوطنى أن عودة سيناء بلا قتال سوف ينشأ عنها خلل اجتماعى وإنسانى وقيمى، ورسالة سلبية نصدرها للأجيال القادمة والطالعة بقبول فكرة النكوص عن النهوض لدفع ضريبة الدم لاسترداد الكرامة.

إنها الكرامة، التى تتحرك الشعوب لنيلها، وكانت الهدف الأبرز لثورة 25 يناير ولم يتم الاقتراب بخطوات جادة لاستردادها حتى الآن، وما حدث ويحدث كل يوم ينال أكثر من كرامة الوطن والمواطن وصولاً للمشهد الأخير عبر فيديو المهانة، وما قيل فى ذلة على لسان أحدهم: «لو احنا غاليين عندك ياريس زى جلعاد شاليط، الجندى الإسرائيلى، افرج عن المعتقلين من أجل الإفراج عنا»، ومناشدتهم وزير الدفاع بقولهم: «معدناش مستحملين التعذيب يا وزيرنا، يا وزير الدفاع رجالتك بتموت وانت قاعد على الكرسى افرج عن المعتقلين والحقنا»!

ولكن، هل كنا فى تلك الليلة الظلماء نفتقد لبدر تليفزيون «عبد المقصود» وعلى قناته الأولى، لهرولة مذيع سهرتها الرئيسية وطاقم برنامج السهرة الأهم على تلك القناة الحكومية، لقضاء المساء والسهرة مع المحامى حازم صلاح أبو اسماعيل (وبتجاوز السؤال عن صفة الرجل السياسية التى تدفع تليفزيون الوطن لتدبير ذلك اللقاء بينما الجماهير لديها ملايين الأسئلة حول حادث الاختطاف، تنتظر مسؤولا للرد عليها، فحتى صفة المرشح السابق لرئاسة الجمهورية قد سقطت بثبوت جنسية الوالدة الأمريكية ورفض ترشحه بحكم قضائى).. فقط أسأل، ما المقصود بتقديم السهرة الحازمية، وهو الرجل الذى هاجم القضاء والجيش والإعلام، بالتصريحات المتعاقبة بجرأة وكراهية، وهو الذى قام بتجهيز جماعات تحاصر مؤسسات القضاء والإعلام ومقار الجرائد وغيرها، ويحاكم الآن رجال من جماعته بعد التورط فى أفعال مُجرمة بالقانون والدستور، حتى لو كان إخوانياً؟!

أما الأدهى والأمر فهو مخاطبة المذيع لنجم السهرة المحامى بــ «فضيلتكم»، وهو يردد متهللاً بفرحة من حقق السبق الإعلامى والتفرد الحصرى، منافقاً مستعطفاً ضيفه فى بداية الحوار، قائلاً «فضيلتكم رمز وطنى كبير».. ولا تعليق!

ومع بعض التعقيبات السريعة فقط، أتركك عزيزى القارئ مع نماذج من بعض الأسئلة، وبعض الأجوبة التى قد لا تكون لأسئلة مذكورة، للاقتراب من أهم ملامح تلك السهرة التى أتت لتضيف أحزانا على أحزان.

س: فضيلتك رمز وطنى كبير ومحبوب لماذا لا تبادر بالتواصل مع جبهة الإنقاذ؟

ج: دول ناس قرروا إنهم مش هيسيبوا البلد إلا لما تخرب.

وتعليقاً على عدم استجابة جبهة الإنقاذ لدعوة الرئيس للحوار، قال المحامى غاضباً «مش عايزين تتفاهموا عنكوا ما اتفاهمتوا، وازاى الرئيس يعود لدعوتهم؟.. أنا كلمت الريس وعاتبته لأن ده إهدار لهيبة الحكم !! (يتحدث معاليه عن إهدار هيبة الحكم.. طيب بلاش انت علشان خاطر الحزانى فى البيوت !!).

وحول إصدار الرئيس الإعلان الدستورى البشع والمعيب، قال الضيف المفكر «الريس عندما أصدر الإعلان الدستورى أصدره لأنهم كانوا هيحرقوا البلد.. ما تطلبوش من الرئيس الشىء ونقيضه» !

ثم معقباً على رد فعل الجيش على أسر بعض من شبابه «يعنى إيه جيش وقوات تروح سينا، مش كفاية العملية نسر هيه اللى جابت الحاجات دى» (يقصد رد فعل المتطرفين) !

ثم يسأله المذيع وهو فى قمة الخجل والتأدب فى حضرة الضيف عن الشاب عضو تظاهرات «حازمون»، فيقول نصاً «الشاب الجميل، وعلى فكره ده جارى واتحكم عليه بالمؤبد، و... » ورغم أن المذيع وصف الشاب بأنه جاره الجميل، يقاطعه الضيف «القاضى حكم غيابى علشان يجيب الولد ترهيبا له» !

ثم بنعومة ورقة يخاطب المذيع الضيف «فضيلتك ربنا يعزك، بيقولوا إنه إنت بتمثل الجناح اللى بيرهب المعارضة» قاصدًا حصار مدينة الإنتاج الإعلامى، فيبادر الضيف المذيع مبرراً «حصار الإنتاج الإعلامى كان حماية للوطن وكان رغبة للتهدئة.. كنت باشيل سكينة من على رقبة مصر».

نعم فضيلتك، إنها سكاكين الجهل والكراهية لوطن لا يعرف ولا يعرف أهله من يحكمونه، بعد أن اعتبروه مجرد ولاية يجهزونها فى مقرهم بالمقطم لتسليمها لسلطان الزمن القادم.

ولهم سيقول شعبنا العبقرى «انسوا.. كان غيركم أشطر».

نقلان عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع