الأقباط متحدون - تعود سيناء أو يذهب مرسي
أخر تحديث ١٦:٠٧ | السبت ٢٥ مايو ٢٠١٣ | ١٧ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٣٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

تعود سيناء أو يذهب مرسي

ما حدث من هجوم على رجالنا الشرفاء وانتهاك لحدودنا بفُجر وسفالة قبل عام وفي رمضان الماضي بالتحديد ساعة إفطار الجنود الصائمين والذي لا تزال دماؤهم مراقة وأرواحهم مزهقة دون رد أو ثأر أو عقاب لا يتعين أن نتسامح مع مرتكبيه أيا كانت جنسياتهم وانتماءاتهم لأنه عمل أقدمت عليه نفوس مريضة تربت على الغدر والخيانة ولم يردعها دين ولا ضمير ، وهو يدل دون أدني شك على مدى هوان الدولة ، وعلى أسلوبها الرخو الذي تتعامل به في كافة المواقف على حد سواء ، وإذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تكون جبانا ، ومن لم يرع حرمتي فلن أرعى حرمته ، ومن لم يحافظ على أواصر القربي والجوار فلن أظل إلى نهاية الدهر أحافظ عليها. ثم كانت حادثة اختطاف سبعة جنود شباب واحتجازهم وتصويرهم في صورة مزرية وارتباك القيادة السياسية سواء في كيفية التفكير أوطبيعة التعامل مع الجناة ثم حشد القوات لنجد الجنود السبعة بعد خمسة أيام على قارعة الصحراء مطلقي السراح .

إننا جميعا مشاركون بصورة أو أخري فيما يتلقاه الوطن من طعنات ، وقد تجاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا .. أيا كان الظالمون .. لقد تحملت مصر الكثير ويجب أن تثور لكرامتها وتحمي ترابها وتحفظ دماء أبنائها ، فانظروا لوجوه الضباط والجنود الذين استشهدوا على ضفاف مصر الرملية بيننا وبين الشقيقة فلسطين .. من يحدق في الوجوه الشابة التي رحلت أو التي عادت فسوف يلحظ الآمال التي تبثها نظراتهم والبراءة التي تتجلى في ملامحهم.. إن من يتأمل جيدا تلك الوجوه ويستمع إلى الأصوات فسوف يبكي عليهم حتى نهاية العمر.وسوف يشعر بفداحة التقصير الذي تم على كافة الأصعدة.
لقد آن الآوان كي نقف وقفة الرجل القوي المدافع عن الحق الذي ضاع على مدي خمسة وثلاثين عاما .. لقد قدم مرتكبو هذه الجرائم البشعة والتي لن تضمد جراحها إلا بالانتقام المضاعف الذي يدفع الجميع كي يفكروا عشرات المرات قبل الاقتراب من ذرة رمل مصرية أو نقطة دم لمواطن مصري اعتاد التواضع والفداء، إنها فرصة تاريخية كي نعيد نشر قواتنا المسلحة في سيناء بالكامل والعمل على تعميرها رغم كيد الأعداء وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ورغم اتفاقية كامب ديفيد .. لابد بعد الانتقام اللائق من تعديل فوري للمادة الرابعة التي تمنع القوات المصرية من التواجد في شبه جزيرة سيناء .. إذا لم يحدث هذا في غضون ثلاثة أشهر على الأكثر فإن المصريين جميعا عليهم أن يخرجوا محمد مرسي من قصور الرئاسة وأن تتم ملاحقته مثل القتلة والخاطفين، فليس أهلا لأن يبقى فيها يوما واحدا خاصة أن الفرصة التاريخية التي لم تتح لأحد قد جاءته على طبق من دماء الشهداء . النابهون فقط من يحولون الخسائر إلى مكاسب والكبوات إلى درجات للصعود ،والنكسات إلى آفاق مفتوحة .

إذا لم تتحرر سيناء خلال الأسابيع المقبلة من الاحتلال الأمريكي والإسرائيلى فلا نامت أعين الجبناء .. وأنا في طليعة الخارجين على مرسي ولن أسمح له بالبقاء ساعة لأنه لن يستحق الكرسي ولن يستحق الجنسية .

البعض خاصة القيادات ينظرون إلى سيناء على إنها منطقة نائية ومجهولة وبلا قيمة .. منطقة لا يجب تبديد الجهد والمال والوقت عليها أو على أهلها .. لقد قسمت اتفاقية كامب ديفيد اللعينة أرض سيناء من الناحية العسكرية إلى ثلاثة أقسام طولية بعرض من 70 إلى 100 كيلو ، وهي على النحو التالي :
قسم (أ) يسمح بتواجد 12000 جندي مع بعض الأسلحة الثقيلة وهو ملاصق لقناة السويس .

قسم (ب) وهو في المنتصف ويمتد من شرم الشيخ جنوبا حتى البحر المتوسط شمالا ويسمح فيه بوجود 4000 جندي مزودين بأسلحة خفيفة .
قسم (ج) ولا يسمح فيه بوجود أي عسكري ولكن توجد قوات شرطة وتم السماح منذ عدة سنوات بقوات حرس الحدود وهو القسم الملاصق للحدود مع إسرائيل وفلسطين .

هذا تقسيم الاتفاقية ، أما القيادات المصرية فقد اقتضت حكمتها منذ 35 سنة أن تبقي سيناء معزولة عن العالم تماما وشعبها محروم تماما من أية خدمات أو مشروعات ، اعتبرت القيادات وبالذات حسني مبارك أن سيناء منطقة (ج) بل منطقة أقل بكثير من هذا وبناء عليه تم إهمالها والنظر إليها على إنها مجرد خرابة أو منطقة خطرة وكأنها جزء من بحر الرمال الأعظم ، يفضل بل يجب عدم الاقتراب منها .

شبه جزيرة سيناء. الأرض المقدسة أرض الأنبياء والرسل والمكرمة في القرآن وتحلق في سمائها بركات دير سانت كاترين ورهبانه .. سيناء العامرة بثروات لا حصر لها .. سيناء القيم والتراث والعادات والتقاليد والآثار و التمر والزيتون .. سيناء النضال والفداء والبطولة ، عاملها النظام المصري ولا يزال كامرأة عجوز فقيرة ومحرومة تعاني الأمرين كي تذهب لصرف جنيهات قليلة من معاش زوجها الجندي الذي خاض عدة حروب دفاعا عن الوطن ثم رحل .. وهب روحه لبلاده ثم ترك من بعده أرملة لا يسأل عنها إنسان وهي مرمية في منفى الشيخوخة والعوز .

أيها المصريون تحركوا لتصحيح الأوضاع واضغطوا لتغيير الحال التعس الذي تعيشه سيناء ، إنها الثروة التي تنتظر مصر المنقسمة والضائعة في الفوضى ، التي يتناحر قادتها ونخبتها بحثا عن جزء من كعكة تعفنت من طول رشقها بالمعالق. ولا أحد من شدة العماء يلتفت إلى الكنز المدخر لهم مثل الولدين في سورة " الكهف " وقد تحدث الخضر بشأنهما إلى موسي .. إنه العماء وغيبة الضمير .. والمطلوب :
1 – الانتقام من مرتكبي الحادثين الإجراميين في رفح واجتثاث كل جذور الإرهاب الذي لن يتوقف طالما هناك سراديب اللصوصية ومزارع القتل ( الأنفاق ) أينما كانت ، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاعتداء على أرض الفيروز
2 – الإسراع بتغيير اتفاقية كامب ديفيد الملعونة بما يسمح بأن تضع مصر يدها عسكريا على كل شبر من أرضها دون تحديد لطبيعة الوجود العسكري جندا وتسليحا .
3 - البدء في تعمير سيناء بالكامل من خلال خطط تنموية علمية بحيث يمكنها خلال خمس سنوات على الأكثر استيعاب ثلاثة ملايين نسمة .
تحركوا إذن يا جماعة الفشل ومندوبكم في الرئاسة وإلا عليكم أن ترحلوا أو تعلنوا موت الضمائر .

نقلا عن الحوار المتمدن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع