الأقباط متحدون - إلى كنيستي الوطنية
أخر تحديث ٠٨:٥٦ | الأحد ٢ يونيو ٢٠١٣ |   ٢٥ بشنس ١٧٢٩ ش   |   العدد ٣١٤٥ السنة الثامنة  
إغلاق تصغير

إلى كنيستي الوطنية

بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
 
على هامش أزمة تحويل مجرى نهر النيل وإنشاء سد جديد في أثيوبيا وتبعات مخاطر تلك الأزمة ، انطلق من يدعون أنهم الكنيسة والكنيسة هم والشاشات الفضائية في انتظارهم في شوق ولهفة ، والمواقع الإلكترونية جاهزة لرسائلهم وبياناتهم اللي تبرز كلامهم بصورهم ذات الدلالات لشخصيات لوذعية ، أما ما قالوه ، فقد جاء على لسان أحدهم " كشف فلان أن رئاسة الجمهورية تواصلت مع البابا تواضروس، المتواجد حاليا في أوروبا، للتدخل لحل أزمة تحويل مجرى نهر النيل، للبدء في بناء سد النهضة بأثيوبيا .وأوضح في تصريح لـه أنها ليست المرة الأول التي تتدخل الكنيسة المصرية لحل الأزمة بين مصر وإثيوبيا حول مياه نهر النيل، وقد سبق للبابا شنودة التدخل في عصر مبارك؛ لحل الأزمة، مشيرا إلى أن الكنيسة المصرية في عهد ما بعد الثورة مازلت تحتفظ بروابطها التاريخية مع الكنيسة في إثيوبيا، علاوة على وجود عدد من الكنائس المصرية هناك.وأشار إلى أن البابا تواضروس يبحث في إرسالة الأنبا باخوميس، المسؤول عن ملف إفريقيا بالكنيسة إلى إثيوبيا، للتوصل لحل مرضي للطرفيين، علاوة على وجود وسطاء بين الكنيسة في مصر والحكومة الإثيوبية لمحاولة تفهم الوضع هناك.وأكد أن قضية المياه تمس الأمن القومي للوطن، والكنيسة في مثل تلك الظروف تنحي الخلافات جانبا من أجل المصلحة الوطنية، لافتا إلى أن الكنيسة ستعمل ما في وسعها لمحاولة حل الأزمة، والوصول لأكبر مكاسب لمصر، بعيداً عن أي خلافات سابقة" ..
 
والمتأمل لنص التصريح يرى أنه فضلاً عن خلوه من المعلومات التي ينبغي الإشارة إليها ، حول الاستقلال النسبي للكنيسة الأثيوبية الآن عن الكنيسة المصرية وأنها لم تعد تابعة لبابا الإسكندرية كما كان في زمن البابا كيرلس السادس ، وإن تم الاحتفاظ بعلاقات إنسانية وروحية طيبة ، فقد تضمن كلاماً لا يصح ولا ينبغي ذكره في هذا الظرف ، قال " والكنيسة في مثل تلك الظروف تُنحي الخلافات جانباً من أجل المصلحة الوطنية، لافتاً إلى أن الكنيسة ستعمل ما في وسعها لمحاولة حل الأزمة، والوصول لأكبر مكاسب لمصر، بعيداً عن أي خلافات سابقة" .. أظن أنه من غير اللائق الحديث عن خلافات بين الكنيسة والدولة بأي إشارة ، فنحن بصدد الكلام عن مصالح وطن يحاول مواطن مصري " البابا " الدفاع عنها ، ثم الحديث حول خطوات عمل الكنيسة بأريحية صاحب القرار لا مجرد ناقل خبر مسألة غريبة جداً ...
 
أما القنبلة المدوية كانت في صدور تصريح من قداسة البابا ينفي فيه جملة وتفصيلاً الخبر ، وقد عانى البابا شنوده في أيامه الأخيرة من خروج مثل هذه التصريحات ، وقالها صريحة واضحة " ماعنديش مستشارين قانونيين ولا غير قانونيين ، وانا فقط المتحدث باسم الكنيسة " .. لكن هناك إصرار لاستخدام العلاقة بالكنيسة للتلميع الورنيشي حتى لو شكل ذلك خطورة في زمن الاحتقان .. فما أدرى من سارع بالتصريح عن خطة ونية قداسة البابا في التعامل مع القضية لأسباب قد يكون من بينها شكل التنسيق مع أجهزة الدولة وأن المصلحة العليا تقتضي اختيار وقت ولغة وشكل الكلام..
 
لعاشر مرة أناشد الكنيسة سرعة إنشاء مكتب إعلامي ومركز للمعلومات وإيقاف الهواة عن مخاطر أفعالهم، وبالمناسبة كان لندوة أقباط متحدون وقفة رائعة في هذا الصدد عبر كلمة الكاتب والمفكر الدكتور ميشيل فهمي في هذا الصدد ، مما أغضب أحدهم وثار قائلاً لقد جئت للمؤتمر بحالة فلانة المتهمة بإزدراء الأديان ولكنكم مشغولين بالهجوم على الكنيسة .. أمر غريب لأن الندوة وموضوعها بعيد عن قضايا الاضطهاد والأمر الثاني هو الفكر القاصر الذي بتنا نعاني منه ، هو توجيه الاتهامات الرذيلة لكل صاحب رأي ينشد تطوير الإدارة الكنسية ، وفي عهد بطريرك دارس لعلوم الإدارة ويدرسها وأعلن أن إصلاح البيت من الداخل هو خطوة أولى لبداية حبريته التي نأملها رائعة يارب ..

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter