قالت مراسلة التليفزيون الفرنسى «فرانس ٢٤» فى تغطيتها للوقفة الاحتجاجية للمثقفين بدار الأوبرا أمس الأول: «رأيت حضارة خمسة آلاف سنة تنتفض فى وجه محاولات حصارها.. فكل كاتب أو فنان أو موسيقى مصرى ممن شاركوا فى الوقفة هو وريث حضارة أثرت الإنسانية، ولم تستطع عصور التردى وسنوات الاستبداد النيل منها، فهل يتمكن الإسلام السياسى اليوم من القضاء عليها؟!».
وقد استضافت القناة عدداً من رموز الحركة الثقافية المصرية من ذوى الوجوه المعروفة دولياً فأكدوا جميعاً أنهم لن يسمحوا بالقضاء على الثقافة التى كانت هى قوة مصر الحقيقية على مدى التاريخ.
وبالأمس أعلنت واحدة من أكبر دور الأوبرا فى العالم وهى أوبرا باريس وقف عروضها يومين «تضامناً مع أوبرا القاهرة فى محنتها»، كما أوقفت أوبرا براج أيضاً بجمهورية التشيك عروضها لمدة ٣ أيام خلال فترة نهاية الأسبوع، احتجاجاً على قيام حكومة الإخوان بوقف مديرة أوبرا القاهرة عن العمل.
ووسط زحام المثقفين والكتاب والفنانين أمام المسرح الكبير بالأوبرا وجدت وجوهاً من خارج الحقل الثقافى، وقد اقترب رجل أسمر عجوز من حيث كنا نقف أنا والمخرج خالد يوسف، الذى أثبت منذ بداية الثورة أنه أحد أهم المعبرين عن ضمير الفنانين المصريين، وقال: «ستنتصرون عليهم إن شاء الله، لأن النور أقوى من الظلام، وإذا سطع النور لابد للظلام أن ينقشع»، قلت له: «هل أنت شاعر؟» قال: «كل إنسان مصرى داخله شاعر وموسيقى وأديب وفنان، فهذه الفنون هى التى صنعت الشعب المصرى على مر العصور.. أنتم الذين تصوغون وجداننا فكيف يقصونكم؟ إنهم يقصون أنفسهم، وتلك ستكون نهايتهم».
ونظرت فى وجوه الحضور فأدركت صحة ما قاله ذلك الرجل، فالمثقفون هم ضمير الأمة وهؤلاء المحيطون بهم هم الشعب الذى جاء يدافع عن وجدانه وعن ضميره وعن عقله، لذا فلابد ـ كما قال الرجل ـ أن تنتصر الثقافة.. لمصر.
المصرى اليوم