فيه جهود للوحدة الكنسية لكن الوحدة الكنسية لابد أن تبنى على الإيمان الصحيح .. وفيه نظرية موجودة عند الإنجيليين ويبدو أنها تنتقل للأرتودكس بسبب إغرائها وحلاوتها ، وهذه النظرية يبدو أنها متأثرة بالحياة الناصرية ، والحياة الناصرية أن الإنسان يتعب فى الدراسة ويحصل على الشهادة وحينئذ تنتهى حياة التعب وتبدا حياة الراحة حيث وفر عبد الناصر الوظائف الخفيفة الكتابية أو الصورية لجميع الخريجين ..

فإذا تعب الإنسان فى الدراسة ونجح فيها توفر له الدولة الناصرية جميع إحتياجاته . والنظرية الدينية تقول إن الإنسان يسلم حياته للرب وبعدها تنتهى مسئولية الشخص ويتكفل الله بكل شىء ( كما كان عبد الناصر يتكفل بكل شىء للخريجين ) ، فبعد التخرج لا تعب ولا عرق ولا إنتاج لكن راحة وهدوء وسعادة ، وبعد تسليم الحياة للرب يتمتع المؤمن بكل شىء وكل راحة وتعزية وسعادة إلخ . لكن الإنجيل لايقول هذا الكلام لكن يتكلم عن الباب الكرب والطريق الضيق والصليب والإضطهادات والزرع والحصاد والتعب والألم ثم يأتى الجزاء الروحى أو المادى فى الأرض وفى السماء عن هذه الأتعاب والآلام . ويبدو أن النظرية الناصرية لاتخرب الأرض فقط لكن تخرب الحياة الروحية أيضاً .