كتب : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
كنت في قمة الغضب الأسبوع الماضي نظراً لمفاجأة إعلان البعض ممن يطلق عليهم النخبة أنهم لن يشاركوا شعبهم 30 يونيو بفعالياته ، ولكن تراجع الكثير منهم أعاد لي السكينة ، ليس لمدى تأثير هؤلاء على المناخ الثوري الغاضب بقدر الإشفاق عليهم ، وكنت أتمنى أن يتذكروا وقفة زملاء أمام فندق فرمونت لن تنساهم الجماهير ولن تنسى لهم فعلتهم ..
أظن أن مؤتمرات الترويع والترهيب التي حدثت كانت خير معين لهم ليكتشفوا خطأ انسحابهم من المشهد ..وأعيد ما قلت " لست من بين هؤلاء أصحاب رسالات التخوين أوتوزيع الاتهامات على كل صاحب رأي مخالف ، بل أسعد وأتابع بكل شغف ما يطرحون ، فمنهم بالفعل من يحرك متاريس الثبات بعيداً عن فكرة ما أو رأي ، وباتت تمثل لزومية تتردد باعتبارها الحكمة في زمن الجنون أو المرفأ الحنون في مراحل الشرود والتوهان ، وبارك الله في من يدفع متابعيه نحو الحلول الإبداعية والتي باتوا يطلقون عليها "التفكير خارج الصندوق"..
ويكفي شعبنا الطيب ما يطالعه في وسائل الإعلام المختلفة من أخبار وتصريحات تبعث على النكد ، وأذكر برؤوس الأقلام التالية التي تناولها الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي :
• باكينام : المصريون حصلوا على جرعة ديمقراطية زائدة !!!
• الإمارات تحاكم " خلية الإخوان" ووقفة أمام سفارتها ضد " العريان" ..
• الحكومة تبيع السلع الغذائية " بالخسارة " قبل 30 يونيو !!
• اشتون سفيرة الاتحاد الاوربي تحذر من تفاقم الاوضاع الاقتصادية وتقول اوربا ستكون اول المتضررين..
• والسفيرة الاميركية تتدخل بشكل سافر وبتبلغنا الجيش موش هينزل تاني ..
• بوتين يقول رئيسها بيطاردني عشان اقابله..
• ومجموعة البريكس ترفض طلب انضمام مصر حتي لو عضو مراقب..
• وقنديل يؤكد نعم سوف نمنح استثمارات القناة بحق الانتفاع لمدة 49 عاما ..
• شركات السياحة الاوربية تعلن وقف رحلاتها الي مصر بسبب قرارتعيين محافظ الاقصرمنتمي لجماعة مارست الإرهاب وأيادي رموزها ملوثة بالدماء ..
• المستشارة الالمانية تلمج ان مصر قاربت لتكون دولة راعية للارهاب..
• وكالة موديز تصدر تقريرا سيئا جدا عن الاقتصاد المصري..
• الإخوان : المطالبون بانتخابات رئاسية مبكرة "مجانين" !!!
• الإخوان : لا نية لإعادة النظر في حركة المحافظين ..
وبعد التوقف عند تلك العناوين التي تؤشر لحالة خراب ، وان استمرارها يُعد حرقاً لوطن من جانب أغراب ما يعرفوش يعني إيه كلمة " وطن " .. ولو كانوا بحق أصحاب قيم ، فليتذكروا الدور الوطني للشيخ مصطفى المراغي شيخ الأزهر ووقفته التاريخية أمام الملك ، وكيف تم عزله وتشريده ، وأحيلهم للبيان الرائع لشيخ الأزهر الإمام الطيب علهم يفهمون ويدركون خطورة ما يفعلون ، يقول الشيخ الجليل في رده على فتاوى من وصفهم بـ "الطارئين على ساحة العلوم الشرعيَّة والفتوى"، بشأن تكفير من يخرج على طاعة "ولي الأمر الشرعي"، وضع الطيب هذه الفتوى في إطار "رأي الفِرق المنحرفة عن الطريق الصحيح للإسلام، وهو كلام يرفضه صحيح الدين ويأباه المسلمون جميعًا، ويُجمِع فقهاء أهل السُّنة والجماعة على انحرافه وضلاله".وحتى مع اللجوء إلى العنف لإسقاط النظام، رفض شيخ الأزهر توصيف هؤلاء الخارجين على الحاكم بـ "الكفر" بل اعتبرهم "عصاة"، مستشهدًا بما فعله الخوارج حينما خرجوا على الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ رابع الخلفاء الراشدين وقاتلوه واتهموه بالكفر.إذ قال إن "الإمام عليًا وفقهاء الصحابة لم يُكَفِّروا هؤلاء الخارجين على الإمام بالعنف والسِّلاح، ولم يعتبروهم مِن أهل الردة الخارجين من الملة، وأقصى ما قالوه: إنهم عُصاة وبُغاة تجب مقاومتهم بسبب استخدامهم للسلاح، وليس بسبب معارضتهم..