بقلم: نبيل المقدس
غريب فعلا أنت يا زمان ... وزي ما قالوا وسمعنا عنك , مالكش آمان .. أسألك سؤال يا زمان ياريتك ترد عليه قبل فوات الأوان : ليه تفرق قلوب مشيت سوا مشوارها .. وإتْعَاهَدّتْ .. وفَرَحَتْ قد ما فـَرَحَتْ .. ولما قــَرُبَتْ جنيّ ثمرة أيامنا الحلوة .. إبتعدتْ , وأخذتْ معك كل شيء فيه آمان .. ليه كِده يا زمان ؟ .. ده أحنا كنا أعز أصحاب .. وعشنا طول عُمرنا أحباب... أنا و عبد الوهاب صاحبي بن الحاج عبد التواب ؟؟؟
" وآه لو بإدينا .. ما كناش بعدنا , ولا ليلة واحدة .. وكنا فضلنــا سوا للنهاردة وبعد النهاردة .. حبايب حبايب , ما يقدر علينا الزمان ."
في تاريخ مصــر منذ ما أوجدها الله علي الأرض , لم نعرف كشعب مصري معني كلمة "إنقسامات" .. لم نقرأ في تاريخ مصر أننا إنقسمنا إلي عشائر او قبائل أو جماعات او فصائل تناصر أو تضاد حاكم فرعوني او والي روماني او أو خديوي جاء من بلدان العرب او سلطان من بلدان الأسيتانة أو ملك أصوله ألبانية أو ظابط جاء بثورة وجعلناه رئيسا . كانت وحدتنا طيلة هذه القرون هي سبب نهضتنا .. كنا متفقين علي سياسة واحدة , وكان الشعب المصري له أغلب الكلمة الأولي .. لأننا أصحاب هوية واحدة قوية وشخصية ثابتة فرضناها علي كل من جاء يحكمنا من جنسيات مختلفة .. قاومنا سوا المستعمرين من أول الهكسوس مارين بالرومان وما تلاهم من عرب وألبان .. فقد أورثناهم هويتنا وشخصيتنا حتي أصبحوا هم فينا وليس نحن فيهم ..
لم نتطبع بصفاتهم ولا بعاداتهم , وبالرغ أننا تعرضنا لكثير من التباينات الدينية , لكن تمسكنا بمبدأ الوطن موازيا لهذه الديانات .. عمرنا ما إنقسمنا أو إنشطرنا في السياسة العامة للبلاد . كنا نشارك بعضنا البعض في الأحزان والأعياد ... ياما فرحنا الليالي .. وكل ليلة عيد , سهْرنا النجوم في الحب والمواعيد .. كنا دايما كل أيامنا سوا .. حتي بعدنا كان سوا , ومهما تحلف لي إنك هتفضل معايا علي طول , كنت أشعر أنها ليالي فيها البعد هيطول .
" وآه لو بإدينا .. ما كناش بعدنا , ولا ليلة واحدة .. وكنا فضلنــا سوا للنهاردة وبعد النهاردة .. حبايب حبايب , ما يقدر علينا الزمان ."
إلي أن جاء هذا اليوم المنحوس والتي كنا لا نتوقعه .. لأن الله قد أعطانا وعود بمباركة لأرض مصر .. فقد ذكرها في كتابه بأرض الكنانة ... وانها هبة النيل العظيم .. ومبارك شعبي مصـــر . وبدأت بشائر التقسيم في يوم الإستفتاء العظيم في 9 مارس 2011 الذي أقره المجلس العسكري السابق بعد ثورة شبابية والتي إتضحت أخيرا أنها ثورة إخوانية .. بدليل هم المسئولين عن نشر الفوضي وإطلاق أبواب السجون علي مصراعيه وهروب قيادتهم ومعهم المسجونين لكي يملأوا البلاد رعب وخوف . ولأول مرة في تاريخ مصر العميق والطويل تدخل السياسة في الدين علي ايادي هؤلاء الهاربين من السجون .. ووضعنا قلوبنا علي صدورنا نحن المثقفون خوفا من عواقبها .. ولأن الشعب متدين إنحازوا إليهم وهم لا يعلمون أن إسلامهم مختلف تماما عن الإسلام الحقيقي الذي نعرفه منذ 1400 سنة . غريب أنت يا زمان .. هو أحنا إفترقنا ليه ؟ .. جرالنا ايه ؟؟ .. إزاي في ليلة واحدة نرضي بفراقنا وإنشطارنا ؟ .. أكيد هو الزمان .. إيوه الزمان .. ما أقدرش أقول غير الزمان .
" وآه لو بإدينا .. ما كناش بعدنا , ولا ليلة واحدة .. وكنا فضلنــا سوا للنهاردة وبعد النهاردة .. حبايب حبايب , ما يقدر علينا الزمان ."
الهوية المصرية تختلف تماما عن الهوية العربية .. وتختلف عن الهوية الإفريقية بكاملها ... كل الدول العربية والإفريقية تحاول أن تتشبه وتلتصق وتكتسب صفات المصري .. نحن شعب متباين لا تدركها ولم تفهمها الجماعات الدينية المتطرفة . ثقافات الشعب المصري مسيحي او مسلم لها مواصفات خاصة منذ الأزل .. فهو يمقت الإحتلال وقضي حياته كلها في طرد الإستعمار .. لم يستسلم لأي بلدة غازية وهذا ما لا تعرفه الجماعات الإسلامية بجميع انواعها وفصائلها .. هم يظنون فقط أن مصر جزء من أمة دينية.
منذ هذا الإحتلال الإخواني وحشتني يا مصر عنيك .. وياريتك تبقي طول العمر محوطانا .. شعبك مستنيك .. ومعاه طيفك ليل ونهار .. يا ما أتمنينا تيجي النهاردة قبل بكره .. وإزاي نعيش من غيرك ؟ .. والله حرام فراقنا عن بعضينا .. مافيش غير نجيلك كلنا متمردين علي إللي خطفوكي مننا .. ونقولك أحنا كلنا لبعض وهانفضل سوا .. والزمن للعاشقين أحسن دوا .. وادي أنت بعدتي .. لكن بفضل الله وارادة الشعب أحنا جايين نرجعك لينا يوم 30 – 6 – 2013 . ( مع الإعتذار للفنانة فايزة احمد)