الأقباط متحدون - حرق اقباط مصر
أخر تحديث ١١:٢٦ | الأحد ١٦ سبتمبر ٢٠١٢ | ٥ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٥ السنة السابعة
إغلاق تصغير

حرق اقباط مصر


كان صوتها مذعوراً، فهي مسلمة اختارت أن تكون داخل كنيسة قصر الدوبارة مع اخوانها المسيحيين، حتى لا يتم الإعتداء عليها من قبل المحتجين أمام السفارة الأمريكية. لكن الإعتداء التمهيدي حدث وحطموا سور الكنيسة وبدؤوا في حرق المكتبة والقاء القنابل المسيلة للدموع
 
وقنابل المولوتوف في صحن الكنيسة الأمامي. ولم يتوقف الحشد الهمجي رغم أنني اتصلت أنا وغيري مستنجداً بقادة كبار في وزارة الداخلية، لكن الهمجيون رحلوا مع أول ضوء للنهار.
 
المفارقة أن هذه الكنيسة هي ذاتها كانت ملاذ للثوار واحتضنت مصابي الثورة وكانت تعالجهم داخلها. ووقتها لم يخف القائمين عليها من بطش النظام السابق، فهي تشارك بطريقتها في ثورة يناير المجيدة. هذه الثورة التي وحدت المصريين بكل اطيافهم وعقائدهم وافكارهم السياسية. الثورة الحلم ب "عيش حرية عدالة اجتماعية"، الحلم بوطن يتساوى فيه كل المصريين في الحقوق والواجبات.. وطن لا يحاسب مواطنيه عما يؤمنون ويعتقدون، وطن له دولة تحمي حق مواطنيها في أن يعتنقوا ما يشاؤون.
 
لكن للأسف حصد الثورة وركبها من يريدون لمصر أن تكون دولة دينية، ومهدوا المناخ الداعم لأن يتجرأ متطرف ويحرق الإنجيل علناً، ويهدد في المرة القادمة أن حفيده سيتبول عليه. هذه ليست اهانة للادارة الأمريكية، ولكنه في الحقيقة لمعتقدات ملايين من المسيحيين المصريين.
هذا المشهد المخجل يحدث لأول مرة في مصر، وهذه المشاهد المخزية زادت بعد الثورة، بل ووجدت من يتواطئ بالصمت والتراخي في مواجهتها. ووجدت رئيس اخواني لا يعتذر للأقباط المصريين لاهانة كتابهم المقدس، كما يطالب هو باحترام النبي صلي الله عليه وسلم. فهو ليس رئيس جمهورية المسلمين في مصر، ولكنه موظف لدى كل المصريين على اختلاف عقائدهم، ودوره هو حمايتهم جميعاً.
 
صحيح أن التمييز ضد المسيحيين والبهائيين والشيعة والنوبيين والبدو وغيرهم ميراث طويل من الاستبداد والقمع، ولكنه في الحقيقة زاد بشكل مخيف بعد ثورتنا النبيلة. ووجدنا من يقول علنا من الإخوان وغيرهم "اللي مش عاجبه يشوفله بلد تانيه".
 
لذلك فطبيعي أن يشعر المسيحيين بالرعب، ولكن الحقيقة هي أنهم ليسوا وحدهم، فقطاعات من المسلمين يشعرون بالرعب ايضاً. فما رهو الحل؟
تتكاتف كل القوى التي تريد "عيش حرية عدالة اجتماعية"، في مواجهة هذه القوى الهمجية، والذين يدعمونها من وراء ستار
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.