الأقباط متحدون - حازم إسماعيل : الله أغلى من مصر ومن كل الشعب
أخر تحديث ٠٢:٣٧ | الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٢ | ٥ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٤٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

حازم إسماعيل : الله أغلى من مصر ومن كل الشعب

حازم صلاح أبو إسماعيل
حازم صلاح أبو إسماعيل
أكد الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية، أنه لن يترشح مرة أخرى فى الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أنه يميل إلى النظام الرئاسى الكامل لتكون السلطات محددة، بما يكفل صناعة دولة نموذجية.
وقال أبوإسماعيل فى حواره لـ«اليوم السابع» إن الرئيس محمد مرسى تم إكراهه على الإطاحة بالمشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع رئيس المجلس العسكرى السابق، والفريق سامى عنان، رئيس الأركان، بقرار أمريكى.. وإلى نص الحوار.
 
> كيف تنظر إلى صلاحيات رئيس الجمهورية فى الدستور؟
- بالرغم من أن هذه كانت قضية مهمة ثم عندما وجدت وضع الجيش والشرطة صغرت القضية عندى، لكن مع ذلك أنا أميل أساسا إلى النظام الرئاسى الكامل لتكون السلطات محددة، وفى مقابله جهات رقابية من الأسود تتمثل فى الجهات البرلمانية والمحاسبية.. هذا النظام يصنع دولة نموذجية، ولذلك أنا أعتقد أن الدستور ينقصه زيادة فى السلطات الرئاسية تقابلها زيادة فى السلطات الرقابية.
 
> هل صحيح أن الدستور الحالى يمنحك حق الترشح لرئاسة الجمهورية بالرغم من أى عوائق قانونية؟
- هذا انحراف منك شخصيا، لأنك تسألنى عن شىء القضاء حكم فيه وكونك لا تسير مع حجية الأحكام القضائية فهذا انحراف صحفى، ومع ذلك أنا لن أرشح نفسى مرة أخرى لرئاسة الجمهورية.
 
> هل ترى أن الرئيس تمكن من القضاء على عسكرة الدولة بعد إحالة المشير طنطاوى والفريق سامى عنان إلى التقاعد؟
- أعتقد الآن ما قلته من أول لحظة ولم يتغير رأيى، وهو أن هذا الإجراء تم بقرار أمريكى عبر تابعى أمريكا فى الداخل المصرى من أجل أن تزول الشخصيات التى تثير حفيظة الشعب من أجل تمرير بقية المصالح للقوات المسلحة والجيش، وهذا يماثل إزاحة حسنى مبارك من أجل أن يبقى النظام الذى كان موجودا.
 
> كيف يقبل الرئيس بهذا السيناريو؟
- إكراهًا.. فهو يظن ليس أمامه إلا هذا، وأن هذا أقصى ما يمكنه الوصول إليه وأنا لا أقول إنه مصيب لكن أشرح الوضع فقط.
 
> من يمكن أن يكره الرئيس على شىء وهو فى سدة الحكم؟
- هو ينظر إلى الفلول والجيش والشرطة والتيارات السياسية التى أرى أنها متهمة.. توزيع الأدوار بين هولاء جميعا شىء يزعج، ولذلك رأى أنه لا يستطيع أن يحقق أكثر من ذلك، وهو مخطئ فى هذا الظن.
 
> معنى كلامك أن الولايات المتحدة الأمريكية تفعل كل شىء فى مصر.. أليس كذلك؟
- أمريكا تلقى الأطراف كلها علانية، وهى تستطيع أن تقوم بدور الوسيط فقط.
 
> بمناسبة أن أمريكا تلقى كل الأطراف.. كم مرة التقيت بأطراف أمريكية؟
- كثير.
 
> هل استمرت اللقاءات بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية واستبعادك من السباق الانتخابى؟
- كثير.
 
> ما مستويات المسؤولين الأمريكيين الذين يلتقون بك؟
- «ضاحكا»: لم ألتق أوباما حتى الآن.. المستويات مختلفة.
 
> وما طبيعة النقاشات التى تجرى بينك وبينهم؟
- هم لديهم إصرار وتصميم على تمرير قرض صندوق النقد الدولى، ولديهم تصميم على تمكين القوات المسلحة برؤسائها الجدد وعدم التعرض لصلاحياتهم.
 
> بماذا كنت ترد عليهم؟
- ما أقوله فى السر هو نفس ما أقوله فى العلن.
 
> أثناء ترشحك للرئاسة كنت تقول إن نجاح أوباما مرهون بنجاحك، وهاهو نجح رغم استبعادك من الانتخابات.. ما تعليقك؟
- عندما كنت مرشحا ولم يكن هناك مرشح إسلامى آخر قلت إن نجاح أوباما مرتبط بنجاحى، أما إذا سقطت ونجح عمرو موسى فسينجح رومنى، وعندما تم استبعادى وأصبح لدى الإخوان المسلمين مرشح فى الانتخابات الرئاسية قلت إذا نجح مرشح من الإخوان هنا فى مصر وفى تونس وفى ليبيا، فلابد أن ينجح أوباما.
 
> كيف توقعت هذا على الرغم من أن أوباما تعرض لهجوم عنيف واتهاما بدعم الإخوان؟
- لو بنفهم كويس هنفهمهم أوى.. هذا الأمر يشبه تماما استطلاعات الرأى التى جعلت أوباما ورومنى متساويين عن عمد رغم أنهم ليسا متساويين.
 
> أراؤك بشأن قرض صندوق النقد الدولى تأرجحت طوال الفترة الماضية بين القبول والرفض.. ما رأيك النهائى؟
- أنا لم أغير رأيى من القرض مطلقا، وكنت دائما أقول إن هذا الأمر قيد الدراسة، أما الآن بعد أن تبين لى أن هناك تكوينة سياسية عالمية لتوريط مصر، فإننى أعتقد أن هذا القرض هو جزء من جر مصر إلى مزيد من التوريط وتمكين القوى العالمية من مصر، وإنه له أبعاد سياسية قبل أن يكون له أبعاد اقتصادية وإنه جزء من إجبار القيادة السياسية التى ربما رأت أن تتعامل معه كعنصر من عناصر التعامل مع الوضع العالمى، ولذلك أنا ضد هذا القرض تماما وأرفضه رفضا قاطعا مهما كانت عناصر دراسة الأمر الاقتصادية.
 
> هل حاولت أن تعرف ما هى الاشتراطات المصاحبة للقرض؟
 
- على أقل مستوى من المستويات اشترط صندوق النقد الدولى نفس الاشتراطات التى اشترطها من قبل على حكومة نظيف وحكومات حسنى مبارك، وهذا الكلام قيل نصا وصراحة من مسؤولى صندوق النقد الدولى، لكن أنا الآن لا تعنينى الشروط الاقتصادية وإنما أراه جزءا من خطة سياسية خاصة أن الحكومة لم تعلن حتى الآن أى دراسة جدوى لجذب استثمارات ضامنة للأرباح، وبالتالى أنا أعتقد أن تعطيل وجود النموذج الاقتصادى الأصيل فى البلد الذى يجذب الاستثمارات بناء على الجدوى الواضحة يصنع مناخا ملائما للقرض.
 
> كيف تقيم هذه الفترة من عمر مصر تحت رئاسة محمد مرسى؟
- أولا: هذه الفترة تعتبر شهادة ضد التيارات السياسية غير الإسلامية بأنهم لم يكونوا مهتمين ببناء الدولة بعد الثورة على مقاييس صحيحة، وإنما مارسوا التربص والترصد والطعن من الخلف وتمنى الفشل.. ثانيا: الاتجاهات الإسلامية وتحديدا الإخوان وحزب النور كانوا من الطيبة بحيث كانوا خاضعين لمنهج عدم إغضاب التيارات السياسية الأخرى وهذا أدى إلى عدم قطع خطوات كافية.. ثالثا: أثنى كثيرا على الذكاء الأمريكى وعلى اقتدارهم على إدارة المشهد العالمى وأشهد لهم بالذكاء الهائل وامتلاك الأدوات.. ورابعا: أعتقد أن لحظة الإعلان عن بدء الحزب الذى أستعد لتأسيسه صارت مسألة إنقاذ واستمساك وطنى.
 
> أليس غريبا حين أسألك عن تقييمك لمحمد مرسى ألا تتحدث عنه وتتحدث عن أطراف أخرى؟
- لأن الأطراف الأخرى تضغط عليه، وتقييمى أنه من كثرة الذئاب والثعالب حوله فإنه يحاول أن ينظر ذات اليمين مرة وذات اليسار مرة، وبالتالى فإن درجة الاستقرار غير كافية، فضلا عن أن أمريكا تقدم له الجنة البديلة عن هذه النار، فهو الآن بين نار الفصائل السياسية بالداخل وجنة أمريكا.
 
> لماذا لم يلتقك الرئيس مرسى حتى الآن رغم أنه التقى المرشحين السابقين للرئاسة؟
- طبيعى أن يلتقى الرئيس بمن يناوئونه ويتربصون به ويقفون ضده بهدف حل المشكلة الوطنية، وأنا لا تنطبق على هذه الصفة.
 
> لكن الرئيس التقى وفدا من العلماء والمشايخ بعضهم فى الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التى أنت عضو بها وهؤلاء ليسوا مناوئين للرئيس.. فلماذا لم يلتقك معهم؟
- لقاء السياسيين يختلف عن لقاء رموز الدعوة والإرشاد، فضلا عن أنى لست عضوا فى أى هيئة مطلقا، وعلى الرغم من أن الهيئة الشرعية وضعوا اسمى معهم، وهذا فضل منهم على، لكن هذا لم يكن باتفاق فاعتبرته مكرمة.
 
> هل وصلتك الدعوة للقاء الرئيس التى تحدث عنها الدكتور ياسر على؟
- أنا لا أتحدث عن هذه الأمور علانية.
 
> ليس سرا عندما نقول إنك التقيت حمدين صباحى قبل إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بأيام.. فلماذا انقلب الأمر بينكما إلى خصومة الآن؟
- أنا لا أنفى ولا أؤكد أننى التقيت حمدين صباحى، وأؤكد لك أن شيئا لم يتغير، والعلاقات الشخصية لا تزال على أرقى مستوى بينى وبين حمدين صباحى وغيره، لكن عنفوان الخلاف إذا ما مس عقيدتى فلا أترخص فيه وأنا أرى أنهم يجمعون الناس حول فكرة واحدة وهى ضدية الفكرة الإسلامية.
 
> تقصد من؟
- هم 4 وأنا سأدعوهم لمناظرة لأعرف موقفهم من تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.
 
> لماذا تدعوهم ولا تدعو الإخوان المسلمين الذين تقول إنهم أخذوا نفس موقف الأحزاب المدنية من الشريعة الإسلامية؟
- الإخوان المسلمون أفصحوا بوضوح عن موقفهم بما قالوه خلال يومى 9 و10 نوفمبر من خلال تصريحات محمود غزلان ومحمود حسين وعصام العريان وكثير من قيادات الجماعة فأصابهم ما أصابهم خلاص وصاروا واضحين.. والحقيقة أنا أدعو حمدين صباحى والبرادعى وعمرو موسى وأيمن نور لأسالهم بناء على ماذا جمعتم اليسارى مع الليبرالى؟.. وكيف جمعتم الثورى مع الفلول؟ وكيف يجتمع حمدين صباحى الذى يقال إنه محسوب على ثورة 25 يناير مع عمرو موسى الذى يقال إنه من الفلول؟ وكيف يجتمع البرادعى الذى يقال عنه إنه أب من آباء الثورة مع فلان الفلانى المعروف عنه أنه من الفلول.
 
> ما هو الغموض الذى ترى أنه يكتنف موقفهم؟
- موقفهم من الشريعة الإسلامية كأحكام فعلية وهل سيحرمون الخمر والزنا والربا والقمار أم سيتركونها، وهل سيتركون إعلانات السينما بها عاريات كاسيات يعتليهن الرجال أم لا.
 
> أليس من الأولى أن توجه هذه الأسئلة إلى الدكتور محمد مرسى الذى يحكم بالفعل؟
- لا.
 
> لماذا؟
- لأنه يريد أن يطبق الشريعة الإسلامية ولكن منهجه أن الأمر يحتاج إلى تهيئة أسبق ويقول ذلك علنا، أما هؤلاء فإنهم متهمون فى الوجدان العام بأنهم لا يريدون ذلك ولو بعد قرن من الزمان.
 
> لماذا تريد أن تتعامل معهم باعتبارهم متهمين حتى يثبت العكس؟
- كده.. هو أنت هتتحكم فى الوجدان العام.. الناس بتقول هذا الشخص صادق أو كاذب.. الوجدان العام ده مش بمزاجك.
 
> اسمح لى وليس بمزاجك أنت أيضا ولا بمزاج أحد.. فكيف تصدر حكما كهذا ونحن ليس لدينا آليات لقياس اتجاهات الرأى العام فى مثل هذه القضايا؟
- أنا فاهم إن الوجدان العام ليس ملك أحد لكن هذا ماحدث أن هناك من تم اعتبارهم «بتوع الإسلام» وآخرين تم اعتبارهم ضد الإسلام، ولذلك أنا أريدهم أن يفصحوا وينطقوا.
 
> كم مرة تم الاتفاق على المناظرة وإلغاؤها بعد ذلك؟
- ولا مرة حتى الآن لأنهم يتهربون.
 
> منتصر الزيات أعلن أنه كان هناك اتفاق لإجراء مناظرة بينك وبين حمدين صباحى فى منتدى الوسطية الذى عقد فى القاهرة أخيرا، لكن صباحى تهرب.. هل هذا صحيح؟
- لم يحدث أى اتفاق، ومنتصر الزيات لم يتكلم معى مطلقا منذ انتخابات الرئاسة وحتى الآن، ولم ألتقه ولم يحدث بيننا أى اتفاق، وأنا لست محتاجا لوسيط، لكن على أى حال أنا أطلب من «اليوم السابع» أن تتوسط لإجراء هذه المناظرة بينى وبين الذين يقومون بعمل ائتلافات وهم: أيمن نور، حمدين صباحى، عمرو موسى، محمد البرادعى، وربما عبدالغفار شكر، لكنى لا أعرف على أى أساس يقوم التحالف الخاص به، وستكون المناظرة حول قضية محددة وهى تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، وإن قالوا: نعم، فسوف أصفق لهم، وإن قالوا: لا، فسوف أصفق لهم أيضا، لكن كل ما أريده منهم «اأهم يطلعوا رجالة وشرفاء» وهم رجالة طبعا.. لا أريد إلا الرجولة والشهامة كأن يخرج أحدهم ويقول سأبقى على الخمر أو سأبقى على الزنا أو العرى أو الكباريهات.
 
> أسألك مرة أخرى.. لماذا لا توجه هذه الأسئلة التفصيلية للإخوان المسلمين وهم الذين يحكمون البلاد؟
- أنا أعلم الإخوان جيدا، وأفهم كل حاجة عنهم، ولست فى حاجة لسؤالهم عن شىء، ومع ذلك إذا أردتم أن يحضروا فأهلا وسهلا.
 
> ألا ترى أنه من الغريب أن يتناظر مرشحان سابقان لرئاسة الجمهورية؟
- أنا لا أتحدث معهم بوصفهم مرشحين سابقين للرئاسة، لكن بوصفهم «صنايعية» تحالفات حزبية.
 
> كيف ترى حظوظ هذه التحالفات فى الانتخابات البرلمانية القادمة؟
- الأصل ولا حاجة، لكن مع هذه المراحل المتلاحقة، فمن الممكن أن يحدث مثلما حدث فى انتخابات الرئاسة التى حدث بها ظرف خاص أدى إلى أن النتائج جاءت غير معبرة تماما عن الواقع.
 
> هل الـ5 ملايين صوت التى حصل عليها حمدين صباحى مثلا لا تعبر عن الواقع؟
- لا شك أن أصوات المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة كانت بعيدة كل البعد عن الواقع.. هى حقيقية لكنها مصنعة بنسبة كبيرة.
 
> مصنعة وحقيقية.. كيف؟
- هناك من ذهب فعلا وأدلى بهذه الأصوات فيما عدا الجزء الذى تم تزويره لأحمد شفيق.
 
> وهل أصوات باقى المرشحين حلال؟
- بها جزء من الحرام، وجرى تصنيعها وتوجيهها بلعبة كبيرة جدا، وبالتالى هى ليست مطابقة تماما للمستحق لكنها حقيقية.
 
> عندما نسمع أن رمزا سلفيا كبيرا مثل الشيخ ياسر برهامى جلس مع أحمد شفيق قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية هل هذا يفيد التيار المدنى؟
- سينتخبه من انتخب أحمد شفيق.. هذا مجرد افتراض.
 
> هل تتوقع أن ننتهى من وضع الدستور قريبا؟
- من الناحية العملية أتوقع أن يتم الانتهاء من وضع الدستور قريبا، وكأنى أرى أنهم اتفقوا على الانتهاء من الدستور.
 
> وماذا عن الخلافات بين أعضاء الجمعية التأسيسية؟
- لا أرى أن هناك خلافا بين أعضاء الجمعية التأسيسية إلا حول ما يتعلق بالإسلام، وأعتقد أن هناك تربصا بمجرد اللفظ بالإسلامية، وفيما عدا ذلك أرى أن حجم الخلاف قليل.
 
> وفى رأيك كيف سيتم حسم الخلاف حول المواد المتعلقة بالشريعة الإسلامية؟
- هذا الأمر يرتبط بطبيعة أعضاء الجمعية التأسيسية، وأعتقد أنه وفقا للأعضاء الحاليين سيتم تجاوز الخلاف.
 
> هل ترى أن المعركة الرئيسية حول الشريعة الإسلامية هى مجرد قنبلة دخان؟
- أتفق مع هذا الرأى، لكنى أرى أن النزاع والصراع حول الشريعة الإسلامية هو صراع حقيقى الآن، لكن دفع به عمدا من أجل أن يشغل الناس عن إعادة احتلال البلد من جديد، ثم سوف يتم حله فى النهاية قبل الاستفتاء على الدستور بعد أن يكون الكل قد غفل عن تحصين الشرطة والجيش ضد النظام الإدارى للدولة.
 
> إذا كنت تراها قنبلة دخان فلماذا شاركت فى مليونية الشريعة الإسلامية؟
- قلت إن هذا صراع حقيقى، ولذلك فإننا نخوضها بشكل حقيقى.
 
> ألا ترى أنك انزلقت لمعركة سيتم حلها فى النهاية كما تقول أنت؟
- الله عز وجل أغلى من مصر ومن كل شعب مصر.. الله رب ومصر وشعبها عباد لله وأنا لا أساوى بين عبد ورب، فإذا ما وضعت شريعة رب العالمين فى الميزان فهى رقم 1.
 
> كيف تشارك فى أزمة ترى أنها تهدف للتغطية على مواد أخرى فى الدستور؟
- ليس معنى أن النزاع حول الشريعة الإسلامية طرح من أجل التعمية على شىء آخر أن نتركها مهدرا، ومع ذلك أنا نزلت فى مليونية الشريعة الإسلامية استجابة لدعوة من دعا وأود أن أشير إلى أنه لو أن الجمعية التأسيسية بها إسلاميون غير الموجودين حاليا فالأصل ألا أقبل بالمستوى الذى وصلت إليه الشريعة فى الدستور، بل كان يجب أن يتضمن الدستور مادة تكلف البرلمان تكليفا صريحا بضبط القوانين القديمة وفقا للشريعة الإسلامية، إنما الآن فإن القوانين لا تتحدث إلا عن القوانين التى سيتم إصدارها.
 
> ما هى الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية فى القوانين المصرية؟
- القوانين المصرية مزدحمة بما يخالف الشريعة الإسلامية، فمثلا القانون المصرى يجعل الزنى حقا للرجل دون المرأة، ولو تعرض الوالد لابنته التى تمارسه الزنى تستطيع قانونا أن تحصل على تعهد عليه بعدم التعرض لها.
 
> كيف يحدث هذا وهناك قانون فى مصر يتضمن أكثر من 10 مواد لمكافحة الدعارة والفجور؟
- هذا القانون لايخص الزنى.
 
> لكن المتهمين فى قضية الشواذ الشهيرة تمت معاقبتهم وفقا لقانون مكافحة الفجور.. أليس كذلك؟
- لأنها كانت ممارسة علنية، أما مثلا لو أن فتاة دخلت فى هدوء إلى منزل، ودخل وراءها شاب فى هدوء ووقعا فى الزنى، وأقرا بهذا فلا جريمة فى هذا ولا بمقتضى قانون الفجور وبالمناسبة فإن الشذوذ لا يوجد فى القانون المصرى ما يجرمه، وكذلك تداول الخمور وبيعها.
 
> لكن القانون المصرى يعاقب على فعل السكر البين فى الطريق العام؟
- نعم، لكن بيع الخمور فى ميدان عام مباح، وكذلك الربا مباح، وأيضا يجوز للدولة الترخيص بإنشاء نواد للقمار.
 
> لكن القانون يحظر على المصريين دخول نوادى القمار.. أليس كذلك؟
- هذا كلام يخص التفاصيل وليس الحلال والحرام، لكن مبدأ التصريح بنواد للقمار موجود وأيضا الكباريهات والرقص الشرقى تسمح به القوانين المصرية.. كل هذا تسمح به القوانين المصرية فأرجو ألا يخرج علينا أحد ويقول الشريعة الإسلامية مطبقة فى مصر.. شبعنا من هذا النصب.
 
> أليس رئيس الجمهورية هو من بيده سلطة التشريع الآن؟
- بلى، ولكن من قال أن نترك للسلطة التنفيذية أو للسلطة التشريعية أن تفعل ما تشاء.
 
> أقصد لماذا لا تطالب الرئيس باستخدام صلاحياته التشريعية لتنقية القوانين مما يخالف الشريعة الإسلامية؟
- لأن الشريعة الإسلامية وفكر رئيس الدولة، وفكرى أنا أيضا يقول إن الأمر لا يأتى فجأة وإنما يحتاج إلى تمهيد وإلى توطئة وتجهيز المجتمع الذى قضى عشرات السنين، بعيدا عن الشريعة الإسلامية، فالتوقيت الحالى ليس هو التوقيت بالضبط، لكنك الآن تضع الدستور وبالتالى لابد أن تضع فيه المبدأ وتترك التفاصيل إلى الوقت الملائم.
 
> وفقا لمصادر حضرت لقاء الرئيس مع مشايخ التيار السلفى فإنه أكد أن ما ورد فى مسودة الدستور هو القدر الذى يسمح به الآن من التدرج فى تطبيق الشريعة الإسلامية.. فهل تتفق مع هذا الطرح؟
- سنثبت له أنه من الممكن أن يسمح بأكثر من هذا بكثير، وأنا أتحدث عن التدرج فى العمل إنما فى النص الدستورى لا يوجد ما يمنع، وأعتقد أن الجمعية التأسيسية سلكت مسلك العبارات المبهمة وحمالة الأوجه المتعارضة، ولم تنهج منهج الوضوح، ولذلك هى متهمة بأنها تضعنا فى حالة التباس عن عمد.
 
> ألا ترى أن المادة المفسرة لمبادئ الشريعة الإسلامية كافية؟
- هذه المادة المفسرة تحمل عبارات حمالة أوجه وأرى أنها تحتاج لتفسير.
 
> لماذا تعترض على المادة 39 الخاصة بحرية الإبداع؟
- هذه المادة تجعل من حق أى كاتب أن يشن حملة صحفية لمدة 6 شهور يكذب فيها القرآن.
 
> لكن هناك المادة 40 التى تنص على تجريم الإساءة للرسل والأنبياء كافة.. أليس هذا كافيا؟
- هناك حرية كاملة لنشر الفكر الذى يكذب القرآن والإسلام دون إساءة فلو نشر كاتب مقالا بعنوان «من قال أن لا إله إلا الله؟» سيعتبر نوعا من الفكر وليس الإساءة.
 
> ألا ترى أن مطالبتك بإلغاء هذه المادة نوع من المصادرة للحريات؟
- الحريات المتعلقة بالعقيدة والفكر مكفولة بإطلاق، لكن عندما يلتقى الفكر بالنشر فى المجتمع فلابد من وضع عقد يحكم هذا الأمر.
 
> ما هو اقتراحك إذن؟
- أن ندخل إضافة لهذه المادة بأن الدولة تكفل حرية نشر الفكر ما لم تصادم العقيدة الإسلامية.
 
> وماذا عن العقيدة المسيحية؟
- العقيدة المسيحية فى دولة إسلامية تناقش داخل الكنائس.
 
> وفقا لهذا فإن رواية عزازيل ليوسف زيدان لا يمكن لها أن تخرج إلى النور؟
- لم أقرأ الرواية ولا أستطع أن أعلق عليها، لكن ما أقوله إنه طالما دين الدولة الإسلام فيجب حمايته من الإهانة الإعلامية.
 
> المادة 40 هدفت إلى حماية الأديان من الإساءة؟
- المادة تتحدث عن الرسل والأنبياء فقط، وللأسف الدستور ترك الإسلام نهبا للعدوان عليه بأى سبيل من سبل النشر، وقضيتى أن الدستور يأتى فى هذا الجانب بالذات ويجعلها عبارات غامضة وينزع إلى الصراحة والوضوح فى جميع الأمور.
 
> بعض الدول مثل إسرائيل لا يوجد بها دستور من الأساس، ومع ذلك فإن المجتمع يفرض على الجميع احترام قيمه.. فلم التخوف؟
- أنا أوافق على عدم وضع دستور مطلقا، أما إذا وضعوا دستورا فإننى لا أوافق على أن يخلو من الشريعة الإسلامية وإذا اضطررنا أن يكون النزاع حول هذه النقطة فهذه النقطة أغلى ما نتنازع حوله.
 
> أليس غريبا أن يكون هناك اعتراضات على وضع الشريعة الإسلامية فى الدستور رغم أن أغلبية الجمعية التأسيسية من التيار الإسلامى؟
- أنا لست راضيا عن أداء الإسلاميين داخل الجمعية التأسيسية، وأعتقد أن الإخوان المسلمين بما أعلنوه أخيرا أصبح لديهم نفس موقف الأحزاب المدنية من الشريعة الإسلامية تماما، وأعتقد أيضا أن الإسلاميين فى الجمعية التأسيسية ظنوا أنهم لا يمكنهم الوصول لأكثر من هذا، ولذلك أقول إن هذا الوقت لابد أن يسمع فيه صوت الشعب مباشرة.
 
> ما رأيك فى المطالبة بحل الجمعية التأسيسية؟
- أنا أدعو إلى أنه إذا لم تنجز الجمعية التأسيسية الدستور حتى يوم 12 ديسمبر أن يتم انتخابها انتخابا مباشرا من الشعب حتى يعرف بعض الناس أنهم لا حجم لهم مطلقا.
 
> تقصد من؟
- التيارات غير الإسلامية، وبالمناسبة أنا أتمنى أن يجرى انتخاب الجمعية التأسيسية مباشرة من الشعب، حتى نعرف من الذى يستطيع أن يخطو بقدمه إلى قاعة الجمعية التأسيسية ومن الذى دخل من باب المجاملة والبقشيش، وفى هذه الحالة فإننى سأخوض الانتخابات بقائمة من 100 عضو وسينجحون جميعا ويصبحون هم الجمعية التأسيسية.
 
> ما رأيك فى الجدل حول المادة الخاصة بالمرأة؟
 
- أتعاطف مع المخاوف وأطالب بتأمينها عن طريق نصوص صريحة، وأنا فى غاية الحماسة لكى أروى عاطفة المرأة تجاه الحقوق التى اكتسبتها، فمن حقها أن تطمئن لأنها ستبقى وزيرة وسفيرة وقاضية وتحصل على الدكتوراه والماجستير، لكن لابد أن تبقى عبارة دون إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية من أجل المبدأ نظرا لأن الحوار دار حول هذه الجملة.
 
> فى المقابل هناك من يتساءل لماذا أضيفت أحكام الشريعة عندما دار الحديث حول المرأة ولم تضف لباقى المواد؟
- لذلك أنا مصمم على أن تكون أحكام الشريعة جامعة لكل المواد وليس هذه المادة فقط.
 
> هل تقصد أن تقيد جميع مواد الحريات بعبارة «دون الإخلال بأحكام الشريعة الإسلامية»؟
- أقصد أن تكون هناك مادة تشير لجميع المواد.
 
> ألا ينطبق هذا على المادة الثانية؟
- هذه مادة «نصب» وضعوها بعبارة غير محسومة المعنى حتى يبقى اللبس، أما لو تضمنت المادة الثانية عبارة مثل أنه لا يجوز مخالفة الشريعة الإسلامية فهذا يكفى، لكن المشكلة الآن أنه لو وضعت عبارة أحكام الشريعة الإسلامية فسيتخوف البعض ولو تم إزالتها فسنتخوف نحن، وكل ذلك بسبب عدم الوضوح فى النصوص.. هل ممكن أن نكون كلنا محترمين.
 
> ما رأيك فى التعديلات الخاصة بمواد السلطة القضائية التى يرى القضاة أنها ستنال من استقلالهم؟
- السلطة القضائية يجب أن نحميها من تسلط السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية عليها ونحميها أيضا من السلطة القضائية نفسها، وبالتالى يجب وضع النصوص بحيث تحمى القاضى من الضغوط والمصالح.

> ما رأيك فى التعديلات الخاصة بالنائب العام؟
 
- التعديلات تتحدث عن مدة زمنية معينة للنائب العام وهذه فلسفة عامة جيدة.
 
> لماذا طرحت هذه التعديلات بعد أزمة الرئيس مع النائب العام؟
- لأن هذه الأزمة كشفت ضرورة أن يزول عبدالمجيد محمود من منصبه وهو معروف شأنه جيدا ولا يمكن أن يكون هناك شخص محصن تحصينا مطلقا وإلا نحتاج ثورة أخرى.
 
> البعض يرى أن هناك اتجاها للتنكيل بشخصيات معينة من خلال تفصيل مواد تستهدفها فى الدستور الجديد؟
- هذا خبل لأنه لم ينكل أحد به.
 
> ما رأيك فى أداء مؤسسة الرئاسة فى أزمة النائب العام؟
- أنا لا أرى عذرا لرئيس الجمهورية أنه لم يصدر قانونا حتى الآن يخلصنا من المتسلطين على السلطة القضائية مثل النائب العام، لأن البراءات فى قضايا قتل الشهداء صارت مثل المطر، وكنت أرى أن الرئيس بعد أن يصدر هذا التشريع يدعو جميع رموز السياسيين ويخاطبهم علنا ويقول لهم دماء الشهداء وحقوق المصابين صارت فى خطر، وسأصدر هذا القانون، ووقتها من يرفض يتحمل مسؤولية رفضه أمام الشعب ولن يستطيع أحد أن يرفض.
 
> المستشار طارق البشرى وهو محسوب على التيار الإسلامى اعتبر أن الرئيس تغول على السلطة القضائية ووصف عبدالمجيد محمود بأنه من أفضل نواب العموم الذين عرفتهم مصر فى تاريخها.. ما رأيك؟
 
- أنا لا أعرف هذا الكلام إطلاقا، لكنى أعرف عبدالمجيد محمود جيدا وأعرف جيدا أن البراءات التى تنزل كالمطر على قتلة ثوار 25 يناير كانت تستطيع النيابة أن تفعل أفضل مما فعلت.
 
> ما هو أفق الصدام بين مؤسسة الرئاسة والسلطة القضائية؟
- القضاة ليسوا أصحاب الحق على السلطة القضائية، وإنما الشعب هو الذى يصنع السلطة القضائية، وبالتالى من يضع نصوص السلطة القضائية هو الشعب وليس القضاة، هم فقط يقترحون بصفتهم ألصق الناس بمهنتهم، ولكن يمكن للجمعية التأسيسية أن تعصف بما يقوله القضاة.
 
> ما رأيك فى تهديد القضاة بعدم الإشراف على الانتخابات؟
- إذا أرادوا أن يمارسوا تهديدا على الشعب فلا كان نادى القضاة ولا كان القضاة.. الشعب إذا تلقى تهديدا من فئة فلتذهب هذه الفئة إلى الجحيم، وإذا هددوا الشعب بأنه إذا اختار دستوره بطريقة معينة بأنهم لن يتعاملوا معه فليذهبوا إلى الجحيم ما لم يعلموا أنهم سلطة يفصلها الشعب.
 
> لماذا تأخرت فى الإعلان عن حزبك؟
- أنا لا يتم استعجالى وأعرف جيدا التوقيت الذى يجب ألا أبكر عنه ولن أبكر عنه، لكن بالتأكيد سيكون هناك حزب ينافس الجميع إسلاميين وغيرهم ونيتنا أن نتمكن من خوض الانتخابات فى جميع الدوائر ونعد لذلك بمنتهى القوة الآن.
 
> هل لك علاقة بالشباب المصرى الذى ذهب للجهاد فى سوريا؟
- هذا الأمر مما يزرى الليبراليين والعلمانيين وبعض الصحف.. كيف ارتدوا فجعلوا المشاركة فى الثورة المصرية شرفا والمشاركة فى الثورة السورية عارا؟.. لو كان عند هؤلاء الشرف الثورى، والوطنى، والاستقامة لما اعتبروا أن المشاركة هنا تختلف عن المشاركة هناك، ولذلك أنا أحمد لأصحاب الاستقامة استقامتهم وأسجل على أصحاب اللوع والالتواء التواءهم.
 
> هل دعوت أحداً للسفر إلى سوريا؟
- هل تتخيل أننى لو دعوت أحدا أننى سأقول هذا فى حديث صحفى، لأنه إذا كان السؤال يلتبس فيه البعد السياسى مع البعد الأمنى فإنه عادة مما لا يجاب عنه، ومع ذلك فإننى ليست عندى معلومات عن الذين ذهبوا لسوريا أصلا ولو كان عندى معلومات لكان هذا شرفا.
 
المصدر : اليوم السابع

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.