الأقباط متحدون - بموافقة الآثار.. تدمير جبانة أثرية لإقامة محطة تقوية للمحمول
أخر تحديث ١٤:٠٤ | الاربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٣ | ١٣ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٤٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بموافقة الآثار.. تدمير جبانة أثرية لإقامة محطة تقوية للمحمول

منطقة آثار يتم هدمها واستبدالها بمحطة تقوية محمول
منطقة آثار يتم هدمها واستبدالها بمحطة تقوية محمول
فوضي‏...‏ غياب أمني تتغييب للقانون‏...‏ بلطجة‏...‏ضياع إداري‏...‏ إهمال‏...‏ كل تلك الأفعال المرفوضة أصبحت من سمات المجتمع المصري وقد اعتدنا عليها‏..
ولكن ان تمتد يد الاهمال والتدمير المتعمد إلي إحدي ثرواتنا فهذا أمر مرفوض تماما ويجب عدم السكوت عليه... هل من المعقول أن تؤدي الفوضي الي بيع وتدمير آثارنا تحت سمع وبصر السادة المسئولين الذين صموا الآذان عن صرخات المواطنين وبعض أصحاب الضمير؟ هل من المعقول أن تمنح الأراضي الأثرية لمن يريد؟ هل من المعقول أن تتحول المناطق الأثرية إلي غابات أسمنتية من المباني وغيرها؟ كل تلك التساؤلات فرضت نفسها داخل المجتمع السكندري الذي يتندر بمفردات وتفاصيل كارثة جبانة القباري التي جثمت فوقها قاعدة خرسانية تمهيدا لاقامة شبكة تقوية لإحدي شركات المحمول... والأدهي أن هذه الكارثة حدثت بموافقة ومباركة وزارة الآثار... وكله بالقانون!!!
 
وكم هي المخاطبات والرسائل والمكاتبات الرسمية طوال السنوات الماضية بين أروقة وزارة الآثار التي شددت علي ضرورة عمل سور حديدي مناسب لطول وارتفاع الموقع وبوابة بنفس مواصفات سور مقبرة الورديان الملاصقة للميناء حتي يليق بالمنظر الحضاري للميناء, ولم يحدث شيء وللتعرف علي الجبانة الغربية التي تم الكشف عنها يمكن الرجوع إلي ما قاله استرابون بالقرن الاول قبل الميلاد من انها مدينة الموتي, وقد تم اكتشاف اكثر من(80) مقبرة من هذه الجبانة منذ عام2004 اثناء انشاء كوبري27 بمنطقة القباري وحتي الآن لم يتم الكشف الكامل عنها.. والجبانة من العصر البطلمي تحتوي علي سرير جنائزي ملون بالالوان الطبيعية الرائعة وزخارف وسقف قبوي مرسوم عليه ايروس إله الحب ومعاونيه واوان فخارية نادرة وعناصر من العصر البيزنطي.. هذه الجبانة تمتد لاكثر من كيلو متر مربع غربا ونصف الكيلو متر شرقا وامتدادها يصل الي ارض مركز شباب العبور.
 
وقد ظل وضع الجبانة كما هو لعدة سنوات لم يقترب احد من اهالي المنطقة لموقعها لعلمهم التام انها آثار حتي فوجئوا اوائل شهر سبتمبر عام2012 بمعدات ولوادر تقوم بحفر موقع الجبانة فأسرعوا الي ابلاغ الاثري يسري الجرجاوي الذي كان يشغل مدير اثار غرب الاسكندرية في السابق ومنذ ستة أشهر أصبح مدير بادارة النشر العلمي بمنطقة اثار الاسكندرية والذي سارع الي ابلاغ الدكتور مديرا عام آثار الاسكندرية تليفونيا بما يحدث بالموقع.... ولكن لم يتحرك ساكن لاحد من السادة المسئولين حتي وصل الامر الي قيام المتعدين علي الجبانة الاثرية بعمل قاعدة خرسانية وسط الجبانة مع تكسير جزء كبير منها من أجل انشاء محطة تقوية لاحدي شركات المحمول... هنا جن جنون المواطنين الذين اطلقوا العديد والعديد من الصرخات المدوية فقام مسئول الاثار السابق بمخاطبة مدير آثار الاسكندرية بمذكرة رسمية بتاريخ2012/9/9 يستغيث بالوزارة, ويطالب بإيقاف أعمال تدمير الجبانة.. ولكن هيهات العمل مازال مستمر علي قدم وساق دون توقف فأعمال الحفر مستمرة ليلا ونهارا ولم يتحرك أحد من السادة المسئولين.
 
إلا أن المفاجأة المدوية: والتي لم يجد المواطنون سوي الوقوف في وجه التعدي علي الجبانة المفاجأة هي حصول الشركة علي موافقة وزارة الآثار بالقيام بأعمال الحفر والانشاءات بتاريخ2012/9/11!!! وهذا يعني أن الموافقة تمت بعد يوم واحد فقط من تقديم البلاغ الرسمي لمدير عام آثار الاسكندرية!!! من منطلق ان شبكات المحمول أهم واكثر فائدة من الاثار... ولا عزاء في الاثار!!!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.