الأقباط متحدون - بين يديك أستودع وطني
أخر تحديث ٠٥:٥٣ | الخميس ٢ مايو ٢٠١٣ | ٢٤ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بين يديك أستودع وطني

 بين يديك أستودع وطني
بين يديك أستودع وطني
بقلم : ماجدة سيدهم 
" في  طريق الجلجثة  تنضج الآلام ..يُطرح الخبز قمحا ويحصد الحالمون  كأس  المسرة "
                                ************
 * في البدء كانت مصر وكانت مصر أم الأرض وكانت الأرض مقفرة بلا نبت أو ملح أو ماء، منذ البدء كانت المأمن المضيء وبيت الحماية السعيد، هنا على ضفاف العذوبة هدأت كل مطاردات التعقب لهيرودس  وعلى عشب الحقول اتزنت أولى خطوات طفولة الهارب من بطش المملكة ، في ذات العطفة لعب مع أطفال المدينة ، ومرحت أصابعه ببرودة  الجداول الصغيرة ،فرك الحنطة ومع بواكير الشغف أطعم طيورا تفيض بريقا ،القمح  بالغ التورد ..يشبهه كثيرا، وذات الرحى التي لطالما طحنت مريم مكنونها وشعيرها وكرومها  فصرت َللحياة خبزا ونبيذا ،أتذكـُر تلك الشجرة والتي متى اتكأت على جذعها أمك كانت تخبئ في قلبها كل حكمة طيبة  وتاريخها وأساطيرها وأسرارها وكيف من صوف الوداعة كانت تغزل رداءً بسيطا  يكفي كل الأصحاب ..؟..أتذكـُر كومات الحطب المتوفرة وكيف بصمت احتملها  كتف يوسف ، يسد شجا أو يصلح طاولة ،الأجران والبيادر والأمسيات تستضيئ  بنوارات التناغم  ودسم الحنين ، أتذكـُر أغنيات الناطور والكتابة الأولى على التراب  كيف أفرخت دربا من المحبة وحتى منتهى الصلب ..؟  
 
 "نعم .. لم أنس يوما درب النيل واحتواء دلتاه ،  لم أنس يوما  إشباع الجموع على موائد  أخناتون  وكيف لنقوش الألم تكتب مسرة الحزن حتى منتهى الحب والرجاء ، يا له من وطن يختلف ، كليَ الثراء وعجيب التفرد " 
 
 يا سيد،  أوانينا فرغت من حليبها الطازج  وطعم المطر خلا من بهجة الهطول ،الثعالب أفسدت تخومنا ، ،ما عادت تفرح موائدنا ولا معاولنا ولا دفاترنا ،فقدت الأغنيات مواسم الخصوبة ، إلى طريق الجلجثة  نصعد، هناك  نغني جروحنا وخيباتنا ، نسأل بدالة الحالمين  سكيب رحمة وظل شجر يكفي كل الاصدقاء، لذا  بين يديك أستودع وطني  ..
 
*مازال الدرب  يشق الطريق لخطوات جديدة 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter