الأقباط متحدون - أحزاب مصر الليبرالية غزال ميت
أخر تحديث ٠٤:٣٨ | الجمعة ٦ سبتمبر ٢٠١٣ | ١ نسى ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٤١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أحزاب مصر الليبرالية غزال ميت

 بقلم شريف منصور

هناك مثال في   اللغة الإنجليزية يقول " Deer in headlights "
A mental state of high arousal caused by anxiety, fear, panic, surprise and/or confusion, or substance abuse. A person experiencing the "deer in headlights" syndrome often shows behavioral signs reminding those of a deer subjected to a car's headlights, such as widely opened eyes and a transient lack of motor reactions.

التعبير السابق هو غزال في   مواجهة النور العالي لسيارة مسرعة. وهو يعبر عن حالة انتباه شديدة تحدث بسبب حالة قلق أو خوف أو حالة ذعر أو حالة مفاجأة و حالة ضياع و ارتباك عنيف. هذه الحالة يطلق عليها غزال في   مواجهة النور العالي. في  تشبيه من يقع تحت هذا التأثير بالغزال الذي يداهمه بغتة الضوء المبهر وينظر إليه بعيون مفتوحة ولكن ينتج عنه حالة ثبات وجمود لا حراك في مواجه الخطر. فيكون مصير الغزال هو الموت المحقق.

اليوم أشعر بأن أحزاب مصر الليبرالية واقعة تحت هذا التأثير للمرة الثانية علي التوالي. المرة الأولي في   25 يناير 2011 و المرة الثانية يوم 3 يوليو 2013.  الصورة المؤسفة تتكرر مرة أخري و حالة الجمود وعدم وجود أي حراك مقابل التغيير الفجائي في   الساحة السياسية يجعلني أعتقد أن الأحزاب الليبرالية المدنية المصرية ماتت يوم 25 يناير من هول المفاجأة.

العالم الشهير أينشتين قال أن أعدت التجربة مئات المرات بنفس المواد وبنفس الأسلوب ستكون النتيجة واحده.

الأحزاب الليبرالية المدنية ضاعت منها فرص لا حدود لها منذ ثورة 25 يناير 2011. لم يستعدوا لانتخابات مجلسي الشعب و الشورى ولم يستعدوا للدستور و لم يستعدوا لانتخابات الرئاسة. فلم يكن هناك بديل إلا للديكتاتوريين النصابين ليس لأي قوة فيهم ولكن لضعف الأحزاب الليبرالية و تشتت الأصوات بين العديد من الليبراليين و المدنيين لدرجة لم يكن الناخب الليبرالي نعرف من هو من او أي حزب يتبع.
و اكتشف الأخوان اللعبة يداهمون ويباغتون الشارع السياسي الغير منظم بسرعة في   كل شيء. فالنتيجة أن من كان مستعدا ومنظما هو من اقتنص المقاعد. علي الرغم من أنهم لا يستحقون و ان الغالبية العظمي من الشعب لا تريدهم. استعانوا بالأعلام الذي كان هو الأخر مبهورا باستطاعته أن يستضيف مجرمين خريجي السجون يحاورهم و يحاكيهم في   أمور لم يستطيعوا ان يتكلموا فيها من قبل. ليس بسبب منعهم من قبل نظام مبارك ولكن بسبب أن الغالبية العظمي منهم كان في   السجون.
فبدون أن يشعر الأعلام قدم اجل خدمة للإخوان و السلفيين جعلهم إبطالا وهم في   الكذب معٌلمين.

و ألان وحتى يومنا هذا لم نري مؤتمرا واحدا لأي حزب من الأحزاب يضع فيه تصوره للمرحلة لما بعد المرحلة الانتقالية. لم نسمع عن حزب واحد قدم تصور كامل للدستور ووقف يشرح للشعب وجهة نظرة. اكتفوا بوجود الفارس الفريق عبد الفتاح السيسي فهو من سيقوم بكل شيء وهم متفرجين. سيظل الحال علي ما هو عليه. الأحزاب ورقية تلفزيونية بلا أي طعم أو قوام كل همهم يشكون ويبكون و يشجبون.

مصر لا يمكن ان نختزلها في   شخص الفريق عبد الفتاح السيسي فهذا خطر ما بعده خطر. خطر علي الفريق عبد الفتاح السيسي شخصيا و خطر علي مصر التي وضعت كل بيضها في   سلة واحدة. وان كنت معترضا او مؤيدا للفريق السيسي كرئيس لمصر فهذا لا يمنع أن نفكر في   البديل . الفريق السيسي رفض الرئاسة لأنه يفضل أن يكون حامي حمي الشعب المصري. فمن يستطيع أن يأخذ مكانته ؟ لا تقولوا أن السيسي يتمتع بهذا التأييد لأنه يرأس الجيش المصري. بالعكس تماما الفريق عبد الفتاح السيسي جعل كل مصري خرج يطالب بالتغيير إحساس أنه يرأس الجيش المصري.

إنني انظر للانتخابات الرئاسية السابقة علي أنها أفضل ما حدث لمصر في   تاريخها السياسي الحديث.
لأنها أظهرت لنا مدي زيف غالبية   الشخصيات التي نجحت في   الوصول إلي مقاعد مجلسي الشعب و الشورى. و أظهرت لنا مرشحين الرئاسة كلهم علي حقيقتهم.  فتخلصنا من محمد الدكتور المزيف مرسي الأخوان المسلمين و من السلفيين و من الحزب الوطني و من كل الهلاميين الذين بلا سلسلة ظهرية الرخوين او العملاء و الهاربين من الميدان من أمثال ألبرادعي و ايمن نور و حمدين صباحي و احمد شفيق. و كشفت لنا مدي تورط بعض مؤسسات العمل المدني في   تمثيلية بيع مصر و أن حتى لم يكونوا متورطين مباشرة فهم علي الأقل ظهروا علي حقيقتهم كمرتزقة يرتزقون من مصائب الشعب المصري التي خلقوها بأياديهم.

نعود مرة أخري للوضع الانتكاسي الحالي التي تمر به مصر بسبب هزلية الأحزاب المدنية المصرية.
عزيزي الناخب المصري سيضعونك أمام الضوء العالي مرة أخري و تتسمر قدميك لا تعرف كيف تتحرك و إلي أين تذهب و سيدهسك مرة أخري المتطرفين ن أو النصابين. الفريق عبد الفتاح السيسي أخذكم إلي نبع الماء ولكنه لن يستطيع أن يرغمكم علي الشرب.

من اليوم فلينزل من ينوي ترشيح نفسه للرئاسة يجمع التوكيلات و يقدم لنا برنامجه ويستعد لمناقشته باستفاضة.
ومن ينوي أن يرشح نفسه لمجلسي الشعب و الشوري أن يبدأ في عقد الاجتماعات الجماهيرية يناقش فيها مشاكل الدائرة و يتعرف علي مطالب شعب دائرته. لا تنتظروا أن يفتح باب الترشيح لكي تكون من ضمن عدد الغزلان الميتة. 

أحزاب مصر المدنية و الليبرالية أن سرقت منكم الثورة المرة الأولي لحصافة اللص فهذا يحسب لكم و أن سمحتم أن تسرق منكم للمرة الثانية فأنتم تستحقون أن يدهسكم الشعب المصري.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter