الأقباط متحدون - عام2013 عام التناقضات ..و..2014 عام التعويضات
أخر تحديث ١٠:٣٢ | الثلاثاء ٣١ ديسمبر ٢٠١٣ | كيهك ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٠٥٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

عام2013 عام التناقضات ..و..2014 عام التعويضات


بقلم : صفوت بسطا

ونحن نحتفل في هذه الأيام بنهاية عام 2013 ، ونستقبل عام جديد 2014 
متمنياً لكم جميعاً عاماً سعيداً ومباركاً ، وأن يعم الحب والسلام في كل العالم
 
  مع نهاية عام  "2013 " المليئ بالأحداث والتغيرات التي لا تعد ولاتُحصي ، وهذه الأحداث والمحطات الهامة جداً في تاريخ بلدنا الغالي "مصر" خاصة وفي كل العالم من حولنا 
نودع عام " 2013 " وسط حالة من الرضا والقبول من جهة ، وبين الرفض والأستنكار والقلق من جهة أخري 
 كان عام فاصل في تاريخ بلدنا مصر وشعبها العظيم  الذي أبهر العالم كله في قوة عزيمته وإيمانه بقضيته ومواجهة كل التحديات ، وأستطاع أن يقوم بأكبر ثورتين في العصر الحديث (25 يناير ، 30 يونيو) وأستطاع الخلاص من  نظام "مبارك " الذي جسا علي صدورنا  لثلاث عقود متتالية !! ، ثم نظام " الأخوان المسلمين " الذي لم يحتمله المصريين أكثر من سنة واحدة !! ، والذي كان أخطر نظام بل وأخطر جماعة عرفها العالم وعرفتها  "مصر" والتي عانت منها علي مدار 85 عاماً كاملة ، والتي كان لها تأثير مباشر وغير مباشر(أردنا أوأبينا) علي الشارع المصري وعلي المصريين وسلوكهم بل وحياتهم اليومية ، وكان لهم أكبر الأثر علي توجهات المصريين لما صًدروه إلي عقولهم وأذهانهم من أفكار مغلوطة وغير حقيقية عن نظرتهم للدين (أي دين) سواء بالأيجاب أو بالسلب !!! ، وإستطاعوا أن يكتسبوا إليهم الغالبية العظمي من المصريين المسلمين وخاصة الذين يعانون من الفقر والجهل والأمية ، كل هذا كان تحت ستار الدين والدين منهم براء !! ، وكل هذا أيضاً ليصلوا إلي أهدافهم بأقصر الطرق وأسهلها ومن سابق خبرتهم ومعرفتهم بطبيعة المصري المتدين بطبعه والغيور علي دينه ، وكان لهم ما سعوا إليه ، ووصلوا إلي حلمهم الأكبر والذي حاربوا من أجله طوال هذه السنين ألا وهو  حكم مصر
 
 ومن عظم تدبير ومعونة ولطف الله بالمصريين أن سمح أن يصلوا إلي الحكم ليقعوا في شر أفعالهم ، ويظهروا جلياً علي حقيقتهم للشعب المصري والذي كان الأغلبية منهم يتعاطفون معهم من أجل النزعة الدينية للمصريين فقط  ،  بالأضافة إلي غبائهم السياسي وإنعدام الحس الوطني والذي عًجل بسقوطهم السريع والمدوي ، ورجعوا إلي السجون التي أتوا منها !! وفي النهاية  تم إدراجهم كمنظمة إرهابية خطرة علي الأمن القومي للبلاد 
    هذه كانت الحسنة الوحيدة والعظيمة جداً لهذا العام المنصرم 2013 ، ونرفع أيدينا بأسمي معاني الشكر والحمد لله الخالق الأعظم ومدبر هذا الكون ، والذي أنقذنا وأنقذ مصر من هذه الجماعة الأرهابية الخطيرة ، وكلنا ثقة في أنه سوف يُكمل جميله معنا ويأتي اليوم الذي تتطهر فيه مصر من كل أثارهم وأفكارهم وبقاياهم 
وفي المقابل لا نستطيع أن ننسي أو أن تُمحي من ذاكرتنا ما عانينا منه  في هذا العام " 2013 " من أحداث جسام ورعب وقلق في كل مكان ، عاني منها المصريين جميعاً  وأكتووا بنار الأحداث ، وعاصر المصريين هذه الولادة القيصرية المتعثرة جداً المتعلقة بالتخلص من هذه الجماعة الأرهابية 
وكالعادة !! كان للأقباط المصريين الجانب الأكبر من الأحداث والتعديات والأرهاب ، وكان لهم النصيب الأكبر فقط !! في التخريب والهدم والرعب والضحايا ، وحتي لا ندخل في التفاصيل و(فتح الجراح) !! يكفي أن ننوه فقط عن الهجوم الغاشم علي "الكاتدرائية" المرقسية الكبري بالعباسية في أبريل 2013 في حالة كانت الأولي من نوعها في تاريخ مصر !! لما تمثله الكاتدرائية من رمز للكنيسة المصرية الوطنية العظيمة ، وهذا الهجوم الغاشم حدث في عهد الأخوان الأرهابيين ، ولا ننسي أيضاً الخراب والدمار والذي طال ما يُقارب من 100 كنيسة في كل أنحاء المحروسة فقط يوم فض إعتصام رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013 ، وما تلاه من هجمات إرهابية خسيسة في أماكن كثيرة
 
، ومن دواعي الأسي والألم أنه حتي اليوم ماذالت أثار الخراب والدمار تصرخ إلي الله وإلي المسئولين في بلدي وتقول ... لماذا لم يتم إعادة الأعمار والبناء للكنائس المخربة حتي الأن !!!؟؟؟
 
 هذا هوبإختصار التاريخ الأسود للأخوان المسلمين الأرهابيين وإنتمائاتهم الغير مصرية بالمرة ، وفي المقابل ظهرت الوطنية الحقيقية في موقف الكنيسة المصرية الأصيلة من كل الأحداث التي تعرض لها الأقباط  وكنائسهم ، وضحت بالغالي والنفيس من أجل بلدنا مصر ، وإعتبرت الكنائس المحترقة بأيدي الأرهابيين قربان حب وتضحية من أجل مصر
  
  كان عام "2013" صعب جداً وكثير الأحداث والتغيرات ما بين فرح وحزن ، ما بين قبول ورفض ، ما بين كشف للحقائق وإستمرار الغموض لحقائق أخري ، مابين إختفاء وكشف حقيقة أشخاص (البرادعي) كمثال ، وبزوغ  نجم جديد وبطل فريد مصري أصيل (البطل السيسي) ، مابين دستور معطل إلي دستور جديد متوافق عليه من أغلب المصريين ،  ما بين إنتهاء عهد الأخوان وبدء عهد جديد إلي الرجوع للخلف وعهد الأرهاب الأسود في أوائل التسعينات !!؟؟
 
لذلك لم أجد أنسب وصف لهذا العام المنصرم "2013 "غير أنه عام .... التناقضات
 
ولكن ... ونحن نستقبل أول  بشائر العام الجديد " 2014 " ميلادية ومع إحتفالنا بعيد الميلاد المجيد للسيد المسيح - له كل المجد - ملك المحبة والسلام ، والذي بارك مصر بلدنا  مع العائلة المقدسة ، وجاء إليها بالسلام والأمان وجال بها من شرقها وغربها ، ومن شمالها لجنوبها راسماً عليها علامة الصليب المقدسة ، رمز الخلاص من كل عصور الظلمة والجهل والأرهاب
 
نستقبل هذا العام " 2014 " بكل الأمل وبكل التفائل وبكل الفرح والأمان في وعود إلهنا  الصادقة والأمينة  أننا في رعايته وفي حماه وأنه سوف يعوضنا عن كل ما عانينا منه  وعن كل الظلم الذي شاهدناه ولمسته أيدينا ، وعن أيام الجهل والظلمة والأرهاب والكراهية البغيضة 
وأنه سيعوضنا عن السنين التي أكلها الجراد ، وتعود مصر لكل المصريين ، بلد الأمن والأمان والحب والسلام والوحدة الوطنية بين كل المصريين ... ولنبدأ بدأ حسناً ... من غير إخوان ولا إرهاب ولا قلق 
 
بمشيئة الله وبرعايته وحمايته وبتدبيره وبإتكالنا عليه  ستكون سنة " 2014 " سنة .... التعويضات
 
وأنتهز هذه المناسبة وأتقدم بأجمل التهاني القلبية للعالم كله بأعياد رأس السنة الميلاية الجديدة ، وأعياد الميلاد المجيدة 
أتقدم بأسمي وأرق المعاني لكل إنسان في العالم بأن يعيش في سلام ومحبة وأمان 
أتقدم بالتهنئة إلي كل المصريين مسلمين ومسيحيين وحتي لو كانوا لا دينيين 
أتقدم بالتهنئة إلي كل أهلي مسيحين مصر بالداخل والخارج
أتقدم بالتهنئة إلي قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني 
وإلي كل أبائي المباركين أعضاء المجمع المقدس ، وكل الأكليروس وكل الشعب القبطي
 
كللت السنة بجودك وأثارك تقطر دسماً
عيني عليك من أول السنة إلي أخرها
كل عام وأنتم بخير

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع