في قلب الحي الراقي،السكينة تملأ المكان، والهدوء يخيم على الأجواء، تقطعه أصوات صرخات قادمة من عقار متهالك، بكاء اهتزت له جدران المنزل قبل قلوب البشر، سكان عقار مدينة نصر فقدوا جارهم العميد ماجد أحمد صالح، أحد ضحايا عملية مداهمة الأمن لأحد أوكار الإرهاب بمحافظة القليوبية، المفاجأة القدرية جمعت بين سقوط ضابط القوات المسلحة بالتزامن مع انهيار منزله القديم، كأن الإثنين على موعد مع مفارقة ذكريات الحياة.

"البيوت تموت إذا مات أصحابها " قول للشاعر محمود درويش، تنطبق على المصير المتشابه بين ضابط المفرقعات بالقوات المسلحة ومنزله، البيت الآيل للسقوط تحول لكومة تراب تغطي ذكريات الضابط ماجد الذى أنتهت رحلته في الدنيا على يد إرهابيي القليوبية، "زى ميكون البيت عارف أن صاحبه مات" كلمات رثاء قليلة يحملها صراخ "سميرة"- إحدى جيران الضابط ماجد.

السيدة الأربعينية تضاعف لديها الحزن، منزلها المنهار وجارها الذي مات، تقول السيدة القاهرية "مش معهم البيت لكن الراجل اللى راح ميتعوضش كفاية انه ساب عياله وأهله ومات من غير ذنب"- وفقا لها، تستحضر "سميرة" وسط جيرانها محاسن ضحية الإرهاب "كان يعرف الحق وبيدافع عن حقوقنا كلنا عند صاحب البيت"- بحسب كلامها، مؤكدة أن الحالة التى أصبح عليها البيت متوقعه، حيث حاولنا مرات تنكيس العقار ولكنصاحبه رفض لإخراجنا منه والحي رفض بشرط الحصول على موافقة من صاحب- وفقا لقول ساكنة العقار المنهار.