ويعتبر قصر عابدين من أعظم وأفخم القصور الملكية، وقد بلغت تكاليف بنائه 700 ألف جنيه، وكان مبلغا خياليا وقتها، وتم فرشه بالأثاث والستائر والسجاجيد، وجدده الملك فؤاد عام 1924م، وأنشأ قاعة العرش، وهى قاعة غريبة الطراز، وقد زينت جدرانها بالنقوش والرسوم والآيات القرآنية.

 

يتصدر القاعة كرسى العرش المخصص لجلوس الملك ومن حوله عشرة مقاعد من الخشب المذهب المكسو بالحرير الأحمر لجلوس الوزراء، وقد صنعت أرضية القاعة من خشب الباركيه، وعلقت بالسقف تحفة ضخمة بلغت تكاليفها آنذاك 400 جنيه مصرى، وتبلغ قيمتها بأسعار اليوم 4 ملايين جنيه، ويوجد بالقصر العديد من القاعات والأجنحة منها "البهو البيزنطى" أجنحة الضيافة لكبار الزوار، وقاعة المسرح الملكى، وقاعة التشريفات، وقاعة الولائم، ومكتب الملك.

 

وكلما مررت أمام هذا القصر، تذكرت يوم 1 سبتمبر 1881 ورأيت بعين الخيال أحمد عرابى باشا ممتطيا صهوة جواده، وقد أحاط به الضباط والجنود فى مواجهة الخديوى توفيق المطل عليه من شرفة القصر الرئيسية، وهو يقول بغرور: لقد ورثت ملك هذه البلاد عن أبائى وأجدادى وما أنتم إلا عبيد، فيرد عرابى باشا: "لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا وعقارا، فو الله الذى لا إله إلا هو أننا سوف لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم".