الأقباط متحدون - مشروب السم
أخر تحديث ١٣:٤٠ | الاثنين ١٤ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ٦ | العدد ٣١٥٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مشروب السم

مشروب السم
مشروب السم
بقلم : إبراهيم صالح 
يبدأ إعطاء الطفل  المصرى جرعات هذا المشروب "مشروب السم " وهو مابين الثالثة والخامسة  من عمره وذلك عندما يبدأ الوالدان فى  ممارسة هوايتهما المشتركة والمفضلة  لديهما فى التسلق فوق أذن  صغيرهم   فيقولون له محذرين و منتهرين:"هذا مسيحى فأحذر منه  لأن مصيره النار وبئس المصير " وهم أيضا لا ينسون  فتاتهم من ذلك فيقولون لها :"هذا فتى فابتعدى عنه ولا تقربيه فهو  وحش ادمى يريد نهش جسدك " ويستمر تعاطى السم  يستمر  يستمر  تستمر الجرعة  بزيادة إلى ان يكبر الطفل  وتنتعش فيه هرمونات الرجولة  وإلى ان تظهر أنوثة الفتاة  الأمامية والخلفية  هنالك فى هذا التوقيت بالتحديد يبدأ مفعول السم فى الظهور  تبدأ المادة الفعالة  فى العمل  بقوة فلا هذا يطيق هذا فى العمل  بسبب إختلاف الدين ولا هذه تقبل ذلك بسبب إختلاف الجنس والسبب  فى هذا كله مشروب السم التعليم الأول الذى قال بخصوصه الحكيم  :"التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر "  وبحسب الجرعة الأولى تكون نتيجة المفعول أو تأثيره  فزيادة الرفض الدينى تؤدى إلى عمليات إستشهادية وثأر لله من الكافر الفاجر به  أكثر وأكثر  وكثير من رفض الآخر الذكر أو الآخر الأنثى يؤدى إلى أمراض جنسية وإنطواء وعزلة بحسب قاموس علماء النفس  ومزيد ومزيد من اللعب على القبلية وعنصر الدم النقى تؤدى إلى فوضى الصعيد  كما نرى كل يوم ومجتمع الهجرة المنتفعة  والغش كما نرى كل لحظة  وكما يقول المثل الشعبى أيضا وهو فى هذا لم يكذب هذه المرة  

:" البلد اللى ميعرفكش فيها حد شلح واجرى فيها "  وقديما كنا نعالج هذه القضايا  أو نتائج ما بعد النقش على الحجر بإتباع نظرية  قعد الشيخ مع القسيس  قدام شاشة التليفزيون  وخليهم يبوسوا بعض وارفع شعار تحيا الهلال مع الصليب  فى  المظاهرات والجامعة  وخليهم بردو يبوسوا بعض ولكن لم تعد هذه النظرية صالحة الآن  بالت وبال أمرها  هذا لأن مجتمع العيال المجتمع  القديم المغلق  على نفسه  الذى لا يتوضأ  من مياه مشكوك فى طهارتها لم يعد كما فى الماضى  ممنوع الإقتراب أو الهمس  فى أذنه من الغرباء لدواعى عدم الفتنة فالعيل كبر وفهم أن الكلام بتاع الكبار  كان كله كلام عبيط ميخشش عقل  حيوان  من جنس الحمار  وفئة الجحش المربوط  بل أن الطفل الآن أصبح  واعيا ومنتبها لكل ما يحدث حوله كما أصبح  لا يقبل شىء ما لم يقتنع به  وبحجيته  ولكن ما هو الحل  ؟حتى لا نكون ندابين  للحظ   داعين للبكاء وكفى  إلى ذلك سبيلا  وحتى لا أدعى  أن الحل  عندى فى جيبى بصفتى  عالم  وفقيه زمانى فالحل معروف وواضح وصريح  ليس لى فقط بل للجميع  وهو يكمن  فى  التغيير   نعم التغيير الحقيقى التغيير ابو نفس  مش ابوغصب  وهو لا يتحقق على أرض الواقع بخلع  فانلة ولبس فانلة أخرى  كما لا يتحقق بزيادة  جرعات الأغانى الوطنية  على القنوات الرسمية  لا عفوا حضرتك فهمتنى غلط فالتغيير ذلك المقصود ليس من الخارج الى الداخل كما نحاول  كل يوم ونفشل أيضا كل يوم لا بل من الداخل للخارج   التغيير من القلب  لان منه يخرج الشر ومنه أيضا يخرج الخير  .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع