الأقباط متحدون - حوار الأذنين
أخر تحديث ٠٥:٣١ | الاثنين ١٦ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ٩ | العدد ٣٢٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حوار الأذنين

حكاية تخيلية طريفة
للأديب والشاعر فايز البهجورى
 
 فى يوم من الأيام دار حوار بين الأذن اليمنى والأذن اليسرى .
قالت الأذن اليمنى للأذن اليسرى: نحن نعمل معا طوال الوقت . دون فترة راحة . نستقبل أصواتا بعضها عذب ومريح ، وبعضها الآخر مزعج  ومنفّر .   لماذا لا نتقاسم وقت العمل بيننا ؟
 أنا أعمل بعض الوقت وأنت تستريحين . وأنت تعملين بعض الوقت وأنا  أستريح .
قالت الأذن اليسرى : انه اقتراح جيّد  . ولكن كيف نستطيع  أن ننفّذه ؟
أجابت الأذن اليمنى  : نتفق على ذلك أولا . ثم نفكر معا فى الحل .
علّقت الأذن اليسرى على ذلك بقولها :  أنا متفقة معك على هذا الاقتراح  ولنبدأ  معا نفكر فى طريقة تنفيذه .

 سمعتهما الأنف  وتدخّلت فى الحوار .  قالت الأنف :
وأنا أيضا أعانى من نفس المشكلة  . أعمل طول الوقت . أستقبل روائح كثيرة بعضها  جميل وبعضها كريه . ليتنى أجد حلا لهذه المشكلة .

 سمعت العينان حوار الأذنين وتعليق الأنف . وقالت العين اليمنى للعين اليسرى : من حسن حظنا أننا  لا نعانى من هذه المشكلة .
فنحن نعرف متى نعمل ، ومتى نتوقف عن العمل .
 نفتح النافذة اذا أردنا العمل ، ونغلقها اذا أردنا الراحة .
سمعت الذقن كل الحوارات التى دارت  وقالت معلّقة عليها:
لكل منّا بلواه . أنا لا أعانى من  العمل فى أى وقت . لا أستقبل أصواتا ولا أضواء ولا روائح . ولكن مشكلتى فى  هجوم "المتطفلين" علىّ . فأنا أعانى من "غابة من الشعر" تصرّ على تواجدها فوقى ، بغير رغبة منّى " ولا أستطيع التخلص منها ودفعها بعيدا عنّى .
   سمعهم اللسان وقال معلّقا على كل ذلك:

وأنا أيضا أعانى من حماقات صاحبى. فهو فى بعض الأحيان يجعلنى أتلذذ بطعوم حلوة .
 ولكنه فى أحيان أخرى كثيرة  يلهبنى " بالمشطشطات" الحرّاقة . والأطعمة والسوائل والمشروبات الساخنة  ، لكى" يرضى مزاجه" ، دون " مراعاة لمشاعر واحساسات أعضاء جسمه".

حتى أسنانه أحيانا "لا تراعى حق الجوار" وكثيرا ما تعضنى ، ولا أستطيع أن أفعل شيئأ لرد عضاتها .
ثم تحرّك اللسان وقال :
 ما كل ما يتمناه العضو يدركه . والحلو ما يكملشى .
                       
   وفى الغرفة الخلفية  سمع " المخ" كل الحوارات التى دارت بين الأذنين  والعينين  والأنف والذقن واللسان .
 وانطلق من " المخ"  "صوت  العقل " معلّقا على ما سمعه :

عيب الانسان أنه لا يعرف قيمة الشيئ الا اذا فقده .
لا يعرف قيمة الصحة  الا اذا ذهبت عنه  .
لا يعرف قيمة أعضاء جسمه  الا اذا تعطّل دورها فى حياته .
 
ليت كل انسان  يتعلم كيف يحافظ  على ما لديه  من " نعم "  قبل ضياعها منه ، ويندم على ضياعها .

مشروع " موسوعة الألف قصة للبهجورى ".
( مجموعة القصص الطريفة )


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter