نادر شكرى
قال القمص يونان كاهن كنيسة العذراء مريم بخاتم المرسلين بالعمرانية بالجيزة ، ان الله هو المعزى ويسكب تعزية الروح القدس فى القلوب المجروحة ، ونحن فى هذه الضيقة التى بدا يوم الاثني الماضى وانتهت بهذا الوجع الذى نتألم له جميعا لاسيما الاب والام وكل افراد الاسرة وكل الذين عرفوا مينا أو من لا يعرفه وكل من لدية انسانية شعر بهذا الالم .

واضاف  فى كلمته بجنازة مينا عبد السيد الذى عثر على جثته أمس بعد اختفائه يوم الاثنين الماض : لا استطيع تعزيتكم ولكن الله هو الذى يعزى ويعزينا ونجد التعزية فى كلمة الله ، ونتذكر ان الله قال فى العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن نثق انه يطعينا التعزيات ، والانسان المسيحى يعرف قيمة كلمة الله يفتخر بالضيق ويفتخر بالتعب لان الله لم يقول فقط سيكون لكم ضيق بل فرحنا ولكن ثقوا ان قد غلبت العالم ، وفى تجاربنا يعظم انتصارنا بالذى احبانا ، والله يعلم طبيعتنا البشرية الضعيفة والتى تتأثر ولذا الله الذى سمح بهذه التجربة وسمح ان نعرف جثمان مينا فنحن نثق فيه رغم الالم والوجع .

وتابع كاهن الكنيسة فى كلمته عن مينا انه كان محبوبا ولذا منذ اول يوم والجميع يصلى لاجله واليوم تملىء الكنيسة بمشاعر الحب لهذا الشاب الذى تدخل الله ليكشف عن جثمانه بعد هذا الاختفاء ولم تجرفه المياه فى اماكن مجهوله ، مقدما شكره للاجهزة الامنية وللنيابة لكل مجهودهم فى هذه القضية مشيرا اننا نثق ان جهات التحقيق سوف تكشف الحقائق فى هذه القضية ونحن نصلى لاجل ذلك ،وان يعطى الله العزاء لاسرته ونياحة لهذا الشاب الذى عاش بحب وبساطة وخدمة وجميعا نتألم لفراقه .

وكان الطب الشرعى انتهى من تشريح جثمان مينا اليوم وتم الصلاة عليه بكنيسة العذراء بالعمرانية وسط حضور المئات من الاقباط ، حيث تم استقبال نعشه بالزغاريد والفرح اشارة لزفه للسماء ، وقدم والده كلمة شكر لكل الحضور وللاجهزة الامنية وتمنى كشف الحقائق فى هذا الحادث .

مينا عبدالسيد، من أبناء حي العمرانية بمحافظة الجيزة، تخرج في كلية الزراعة جامعة القاهرة، ويعمل في إحدى فروع مطاعم كنتاكي بمدينة السادس من أكتوبر، والذي تغيب عن أسرته منذ يوم 24 من شهر يناير الجاري، أثناء عودته من عمله، وظلت الأسرة تبحث عنه ولكن دون فائدة، حتى تلقت أمس الصاعقة الكبرى من خلال مكالمة هاتفية تطلب منهم الحضور للتعرف على جثة ابنهم الذي تم العثور عليها مُلقاة في الصرف الصحي.

وقال الاب أنهم بعد ذهابهم للمشرحة وجدوا جثة ابنهم وعليها بعض الإصابات تمثلت في كدمات وتورم شديد في منطقة الوجه والعينين، وانتشار بقع سوداء لم يُعرف سببها بعد، بالإضافة إلى تجلطات دموية أعلى الأنف ، وانهم فى صدمة كبيرة .

واشار الاب ننتظر تقرير الطب الشرعى وتفريغ الكاميرات للتعرف على الحقائق فى وقاته متعجبا قائلا " من يفعل هذا بمينا وهو مثل النسمة وشاب هادىء محبوب من الجميع ، وانه منتظر فى كل دقيقة للتعرف على الحقائق حتى يرتاح قلبه .

خرجت الام امام جثمان ابنه وهى تطلب من النساء بالكنيسة اطلاق الزغاريد فرحة بابنها ، وظل الشقيق الاكبر يحتضن امه ووالده طوال الجنازة ، وتوافد المئات من مناطق بعيدة لمشاركة الاسرة فى العزاء والجميع ينتظر نتائج التحقيقات .