CET 00:00:00 - 02/03/2010

مساحة رأي

بقلم: صبحي فؤاد
يوم الأحد 12 فبراير عرضت محطة التلفزيون الاسترالية الـ إس ب إس لقاءًا مثيرًا مع الرئيس الليبي معمر القذافي، وخلال هذا اللقاء تحدث فيه عن فكرته لحل مشكلة الصراع الفلسطينى الاسرائيلي عن طريق قيام دولة اسراطين.. وقال بثقة عجيبة إنه لا مفر امام اليهود والفلسطنيين سوى قيام دولة واحدة مشتركة (اسراطين) تجمعهما معا ويعيشون فيه جميعا فى سلام .
وبخصوص حل مشكلة افغانستان فقال ملك ملوك افريقيا الزعيم القذافى ان حلها بسيط جدا .. الجيوش المحتلة ترحل عنها ويتركوا الافغان الطالبان يقيموا دولة لهم على غرار دولة الفاتيكان !!
وقال ساخرا : لماذا لا يسمح الغرب للطالبان بقيام دولة لهم مثل الفاتيكان على ارض افغانستان ؟؟

وقد دهشت مثل غيرى من تهكم وسطحية القذافى وتشبية دولة الفاتيكان المتحضرة المسالمة بالهمج المتطرفين الارهابين الطالبان الذين كانوا قبل الغزو يرجمون الرجال والنساء احياء علانية فى الشوارع بالحجارة لمجرد الشك فى سلوكهم ويعلقون المشانق فى الميادين العامة ويفرضون على النساء البرقع وعدم الخروج من منازلهن حتى لو كان بهدف التعليم والحصول على المعرفة ..
تعجبت كيف لا يعرف الرئيس الليبى العبقرى ان الطالبان لا يؤمنون بالعلم او التكنولوجيا او الفنون او اى نوع من انواع الابداع والفكر وانما كل ما يعرفونة ويمارسونة هو القتل وسفك الدماء والارهاب والعمل على اعادة البشر الى الكهوف وجعل حياة النساء جحيما لا يطاق باسم الشريعة الاسلامية والاسلام .
اما فيما يتعلق بجلوس القذافى على عرش ليبيا منفردا بعد طرد الملك منذ اربعين عاما فقال انة اختيار الشعب الليبى وادعى انة شخصيا لا يحكم ليبيا وانما الشعب هو الذى يحكم ويقرر .. بل وادعى ان ليبيا دولة ديمقراطية رغم ان اى طفل فى المرحلة الابتدائية يعرف ان اى دولة ديمقراطية لا يمكن باى حال من الاحوال ان يظل يحكمها رجلا واحدا لمدة اربعين عاما متواصلة.
واخيرا عندما سالة المذيع مالذى يريد ان يكتبة على قبرة عند موتة فرد بتواضع غير معروف عنة : عاش ومات بدون ان يفعل شيئا من اجل نفسة !!

وهكذا كما جرت العادة فى كل لقاءات الرئيس العقيد القذاقى اضاع فرصة عظيمة اعطيت مجانا لة لتصحيح الافكار والصورة السيئة الموجودة فى الاذهان عنة وعن شخصيتة المثيرة للجدل والسخرية لكن للاسف اهدرها بجدارة وترك انطباعا اكثر سوءا غير مريح وخاصة عندما دعا الى عودة الطالبان الى حكم افغانستان من جديد والسماح لهم بانشاء دولة لهم على غرار دولة الفاتيكان.
والغريب انة لم يمضى سوى ايام قليلة على هذا اللقاء المثير واذا بنا جميعا نفاجىء مرة اخرى بتصريحات هزلية غير مسئولية للرئيس القذافى بمناسبة الاحتفال بمولد النبى حيث حيث وجدناة يطالب المسلمين والدول الاسلامية باعلان الجهاد على سويسرا لانها دولة فاسدة كافرة تحارب الاسلام وتهدم ماذن الجوامع .. ودعا المسلمين لسحب اموالهم ومقاطعة البضائع السويسرية واعلان الجهاد والحرب عليها ..واعى انة لو كانت سويسرا دولة قريبة منة لاعلن الحرب عليها ..!!!
وكان من الطبيعى ان يتعرض القذافى بعد ادلاءة بهذة التصريحات الغريبة الشاذة غير الدبلوماسية ضد سويسرا لهجوم كاسح وانتقادات قوية من قادة الدول الاوروبية بل وطالب البعض بتقديمة للمحاكمة لدعوتة المسلمين فى دول العالم اعلان الحهاد والحرب على سويسرا .

ويجدر الاشارة الى ان ملك ملوك افريقيا الزعيم القائد معمر القذاقى قام بمطالبة الامم المتحدة منذ شهور بالغاء دولة سويسرا من خارطة العالم وتوزيع اراضيها على الدول المجاورة وذلك انتقاما من الشعب السلطات السويسرية التى عاقبت ابنة بالسجن اثناء تواجدة على اراضيها بعد قيامة هو وزوجتة بالاعتداء على الشغالة التى كانت تقوم بخدمتهم … يعنى فى بساطة شديدة الموضوع لا علاقة لة بالاسلام اوالمسلمين .. ولا علاقة لة بمنع بناء ماذن للمساجد فى سويسر وانما كل الحكاية وما فيها هى مجرد تصفية حسابات شخصية ورد اعتبار لابنة وكرامة العائلة المالكة الحاكمة فى دولة ليبيا الشعبية الجماهرية العظمى!!!

sobhy@iprimus.com.au

لمن يرغب فى مشاهدة لقاء القذاقى المثير بمحطة تلفزيون الاس بى اس الاسترالية:
http://www.sbs.com.au/dateline/story/watch/id/600321/n/The-Gaddafi-Interview

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ١٦ تعليق