CET 00:00:00 - 19/01/2010

مساحة رأي

بقلم: فاضل عباس
نحن نفهم أن يكون هناك اختلاف بين المسلمين أو المذاهب في قضايا خلافية كثيرة بما يؤثر على الفتوى الصادرة عن كل مذهب، ولكننا لا نفهم هذا الكم من الفتاوى المتناقضة حول قضية واحدة يصدرها علماء دين من نفس المذهب!! فكل رجل دين يدعي الحق عنده وقد وصل التسييس الى مراحل متقدمة، أصبحت مصداقية بعض رجال الدين في مهب الريح بل الكثير منهم قد أساء إلى الدين الإسلامي بقصد أو بدون قصد حتى أصبح لدينا كم كبير من الفتاوى الدينية السياسية يفوق الحاجة وتحول بعض رجال الدين الى «درزي» لصنع الفتاوى على مقاس السياسيين وهي ظاهرة خطيرة لا تليق بمن قد أؤتمن على الإسلام فتحول إلى مسترزق من وراء الفتاوى. 
إن البعض من رجال الدين قد تحول إلى شريك في الأحداث السياسية لبعض الأنظمة العربية والإسلامية نتيجة هذه الفتاوى التي تصدر حسب الطلب وحسب ظروف النظام السياسي وليس كما يقول شرع الله، حتى تحولت ساحة الفتاوى إلى سوق كبير لمن يشتري ولمن يدفع أكثر بل إن الكثير من رجال الدين وحتى يحافظ على موقعه أصبح يعرض قدراته في اخراج الأنظمة من المحن السياسية بمخارج دينية وفتاوى متناقضة تبيح ما هو غير معقول والمشكلة الأكبر هي عندما يكذب رجال الدين بعضهم بعضا ويشعلون الحرب الإعلامية حول صحة فتاوى وفي النهاية الإسلام هو الخاسر الأكبر.
في الأسبوع الماضي صدر عن الشيخ يوسف القرضاوي وبعض رجال الدين فتوى تحرم بناء الجدار الفولاذي، بينما صدر عن شيخ الأزهر فتوى تبيح بناء هذا الجدار، ومن قبل نحن في البحرين هناك من أفتى بحرمة الانتخابات واليوم يفتي بأنها حلال ويشارك فيها!!، المفكر الإسلامي السعودي الدكتور عوض القرني، أفتي بضرورة ضرب المصالح الإسرائيلية بعد العدوان على غزة، ثم أفتى الشيخ صالح اللحيدان، رئيس المجلس الأعلى للقضاء في السعودية سابقا، «بأن المظاهرات التي تقوم بها الجماهير تنديدا بالعدوان هي من قبيل الفساد في الأرض، مبررا رؤيته بأن المظاهرات تصد عن ذكر الله»، كما أفتت مجموعة من العلماء أبرزهم الشيخ ابن جبرين، والشيخ ناصر العمر، بتحريم مبادرات السلام التي تتضمن الاعتراف بحق اليهود في أرض فلسطين، بينما أفتى آخرون بجواز ذلك. والداعية المعروف الدكتور عبدالرحمن الأطرم أصدر فتوى حرم فيها سوق الأسهم.
حتى انفلونزا الخنازير لم تسلم من الفتاوى فهناك من اصدر فتوى بحرمة وضع الكمامات على الوجه في الحج والعمرة!!، وهناك من يبيح ذلك ويطالب الحجاج به حتى يمنع العدوى وهناك من أفتى بوقف الحج هذا العام وهناك من حرم ذلك لذلك فما يحدث الآن من فتاو في العالم الإسلامي لا بد من إيقافها، وإيقافها يكون بإبعاد الدين الإسلامي عن الشأن السياسي فلا يجوز أن يظهر المسلمون هكذا عند الآخرين نتيجة هذا الكم من الفتاوى المتناقضة.
إن من يصدر هذه الفتاوى ويعتقد أنه يخدم الإسلام فهو مخطئ لان هذه الفتاوى تساهم في فرقة المسلمين وليس وحدتهم.

bumohd44@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق