CET 00:00:00 - 16/02/2010

مساحة رأي

بقلم: د. ياسر يوسف غبريال
نشرت مجلة روزاليوسف فى عددها الاخير ملفا عن الاقباط عنوانه الاقباط معزلون ام منعزلون وخلصت الى النتيجة المتوقعة والتى تروج لها المجلة والاعلام المريض كله الى ان الاقباط انعزاليون طبعا وان المجتمع يفتح لهم الاحضان ويغنى لهم تعال لبابا يا حبيبى ولكنهم اى الاقباط يفضلون البابا شنودة على اى بابا اخر .. ولكى تكتمل المصداقية الاعلامية استكتبت المجلة جناب اكرام لمعى واستضافت جمال اسعد وما شابه من اقباط البطاقة .. واما الصحفيين فمن نوعية روبير الفارس وكانت المجالات التى قالوا ان الاقباط انعزاليون هى الكورة والفن والصحافة والاقتصاد وحد الله بين الاقباط وبين السياسة والنقابات والمناصب والشرطة والجيش والعمل الخدمى وايضا مناقشة حياة القبطى العادى وما يلاقيه فى يومه من حاجات مش تخليه انعزالى بس لا دى ممكن تخليه يعزل اساسا .. وكل الذين تكلموا قالوا الحمد لله احنا مش معزولين ومش بنعانى من اى اعراض العزلة واللى يقول غير كدة يبقى منعزل ابن منعزل .. احنا واخدين اكتر من حقنا وعمر ما حد قالنا يا مسيحيين يا معزولين .. والحقيقة بعد قراءة الملف خلصت الى واحد من ثلاث احتمالات تطبق ليس على روزاليوسف وحدها ولكن كل انواع الاعلام فى بلدنا المحروسة والموكوسة بالاعلاميين من نوعية ( باحبك يا ابوخاتم ومنشة .. باحبك بس انا كشة ) !!
المهم يقع الاعلام عندنا فى ثلاث درجات قد يكون مصاب بها كلها او بعضها ولنأخذ موقفهم من مذبحة نجع حمادى كمثال لنفهم منظومة الاعلام فى مصر .. الاعلاميون عندنا
اما غافلون ..(ترك الشىء وسها عنه ) اى لا يعرفون .. لا توجد مذبحة اساسا ..
او متغافلون .. ( تعمد الغفلة ) يعرفون وينكرون ..مذبحة ونص وطائفية جدا لكن لا نقول ذلك حرصا على الوحدة الكروية بين مصر والجزائر ..
او مغفلون .. ( لافطنة له ) يعرفون ولكن ينامون فى العسل وكله تمام يا باشا ..نعم هناك حادثة فى نجع حمادى ولكنها نتيجة طبيعية لحادث فرشوط البشع الذى ماتت ضحيته معنويا ..على رأى كبير النواب ..
وقس على ذلك فى كل القضايا الاعلامية ما يختص بالاقباط وما لا يختص ولكن الاقباط بالاخص حكايتهم مع الاعلام حكاية .. تار بايت تقريبا ..
ولنناقش اليوم ملف العزلة بتاع روزاليوسف وفى ذلك فائدة ليس لاخوتنا فى روزا بل لكل الذين فى حلل الرز ..
اولا الانتقائية فى عرض مشاكل الاقباط فكما قلت تجاهل الاخوة فى روزاليوسف اسباب عزلة الاقباط ومجالات العزلة وحصروها فى سبب واحد وهو الكنيسة طبعا .. فكل شىء فى مصر يبدأ وينتهى عند تلك النقطة وبالامس رأينا من يحمل الكنيسة مسئولية مذبحة نجع حمادى (مثل الدكتور العوا) وقبل ذلك رأينا عبدالله كمال الذى هو بتاع رزاليوسف يقول فى برنامج تلفزيونى يقول ان عظة البابا بعد حادث نجع حمادى كانت تحريضية .. هو دا اعلامنا يسيب المهم ويمسك فى التافهة .. دم الشهدا لم يبرد وخرجت سكاكين الاعلام تذبح الاقباط مرة ومرات .. واتخيل انه قريبا هيكون عندنا شهيد العاشرة مساءا وشهيد روزاليوسف وشهيد وائل الابراشى وشهيد تامر امين .. ودول هيستشهدوا بالضغط والحسرة ..
ترجع اصول عزلة الاقباط الى فكرة الذمية التى كانت منهج التعامل معهم منذ دخل العرب مصر فهناك زى خاص ووظائف خاصة وكنائس مطاردة وجزية مضاعفة وهجوم متكرر على الكنائس وفصل تام بين الكنيسة القبطية وكنائس العالم والا اتهم الاقباط بالخيانة ولا يحق للقبطى دخول الجيش ولا ركوب الخيول ولا السير فى بعض الطرق ولا رفع الصليب فى الجنائز ولا اظهار الفرح بالاعياد بل وفى بعض الاوقات كانت هناك حارة للنصارى يسكن فيه الاقباط وتغلق عليهم ليلا بالضبة والمفتاح .. ولم يكن الاقباط سعداء بذلك وهم ليسوا جالية كالروم او الشوام بل من تراب مصر ونيلها .. وكانوا يتحينون الفرصة للخروج من شرنقة العزلة ومحاولة اثبات الذات وفى منتصف القرن التاسع عشر الغيت الجزية وسمح لاقباط مصر الالتحاق بالجيش واستمر نشاط الاقباط متناميا وبلغ ذروته مع بدايات القرن العشرين وحتى منتصف القرن عندما قامت الثورة وليس فيها قبطيا واحدا وبدأ التهميش مرة اخرى حتى جاء الرئيس المؤمن انور السادات وتنامت التيارات الارهابية التى كفرت الاقباط واستباحت دمائهم واملاكهم فعاد الاقباط مرغمين الى شرنقتهم مرة اخرى وهاجر بعضهم الى بلاد اخرى تحترم الانسان ولا تفرق بين الاديان .. عزل الاقباط فكر متأصل له جذور ممتدة وليست امرا عارضا ناتج عن حادث او شخص ..
 نترك التاريخ ونعود للحاضر فلم تقترب روزاليوسف من ملف العمل السياسى للاقباط ولم تقل لنا لماذا لا يوجد قيادات قبطية سياسة سوى فى التاريخ بالطبع قالت بسبب الكنيسة .. ولكنها لم تحلل لنا كيف ان الاقباط معزولون سياسيا على مستوى الاحزاب خاصة الحزب الوطنى ومستوى الشعب .. فلا يرشح الوطنى اقباطا ولا ينتخب الشعب قبطيا ولو كان نبيا .. فى المنيا التى ربعها اقباط لم ينجح قبطى واحد من العشرات الذين خاضوا الانتخابات على مدى الاعوام الماضية فلا يجد القبطى دعما من الحزب ولا صوتا من الشعب المحتقن والموجه ولذلك يخش الحزب الوطنى ترشيح اقباط .. ونعود لنموذج المنيا وفيها طبيب قبطى اسمه وجيه شكرى ترشح لمجلس الشعب عدة مرات على قائمة حزب التجمع من ساعة ما وعيت ع الدنيا ولم ينجح ولا مرة وان كان دخل الاعادة وعندها يخرج سلاح الدين ويقولوا ازاى تنتخبوا النصرانى .. طيب وجيه شكرى يعمل ايه اكتر من كدة اعتقد انه لن يرشح نفسه مجددا وقتها نقول عليه انعزالى ولا ايه بالضبط .. ومثله عشرات فى كل بقاع مصر وكان عددهم بالضبط81 قبطيا فى انتخابات 2005 .. منهم اثنان فقط على قوائم الحزب الوطنى منهما الوزير يوسف بطرس غالى ولم ينجح احد .. تانى اقولها لم ينجح احد سوى الوزير يوسف غالى لانه وزير ..
وقس على ذلك كل انتخابات يدخلها الاقباط بداية من اتحاد الطلبة وحتى النقابات مثل نقابة الاطباء التى لا يوجد فيها مسيحى واحد وكان الاخوان يتعمدون عقد الانتخابات فى اعياد الاقباط لتضييع اصواتهم ..والى الاخوة الصحفيين فى روزاليوسف اذكرهم بتجربة سامح فوزى الصحفى القبطى المحترم وسقوطه فى انتخابات نقابة الصحفيين على ايدى الصحفيين الاخوان ومحبيهم .. يا ايها الجالسون خلف المكاتب فى مبنى روزاليوسف فى شارع القصر العينى .. الاقباط يترشحون فى كل الانتخابات ولكنهم يسقطون .. فماذا نفعل ..؟؟ البعض يثابر والبعض ينسحب ..دا حتى الاقباط الذين تم تعيينهم فى مجلس الشعب لم يسلموا من الاذى فواحدة قيل لها اسكتى يا مسيحية وهى ابتسام ميخائيل رغم انها مهاودة على الاخر .. والاخرى وهو جورجيت قلينى تم اتهامها بكل العبر لانها قالت الحق فى موضوع نجع حمادى ونالت نصيبها من الشتيمة ايضا على صفحات روزاليوسف راعية الفكر الجديد فى مصر ..يبقى مين اللى بيعزل مين ؟؟
وفى الرياضة انتم اجبتم على الاسئلة بعناوين لا تحتاج لايضاح مثل القبطى الوحيد فى نادى دجلة والقبطى الوحيد فى منتخب الرماية .. بالذمة مش عيب انتم كتبتم ان هناك 700 فريق رياضى فى الكنايس ولم يسأل المحرر نفسه لماذا لا يلعب الاقباط فى الاندية العامة والفلترة التى تحدث فى منتخبات الناشئين والتى تستبعد المسيحيين رسميا ..بالاضافة للمناخ العام الذى نراه حاليا من الملائكة التى تلعب مع المنتخب وتشبيه جدو بخالد ابن الوليد واختيارات حسن شحاتة التى يقول انها تعتمد على التدين والصلاة واصبح منتخب الفراعنة منتخب الساجدين ازاى بقى يبقى فيه واحد مسيحى من الراشمين .. الراشمين الصليب يعنى .. دا احنا بقينا فضيحة عالمية بعد الرقص والمسخرة اللى عملها فريق الساجدين بعد المباراة .. يعنى ساجدين تحت الاضواء الكاشفة وراقصين فى حجرات خلع الملابس .. والفضيحة ليها ابعاد اخرى ..فقد اضطر قنصلنا فى ايطاليا ان يخرج ويقول ان اختيار اللاعبين فى مصر لا يتم على اساس دينى بدليل انه من خمسة عشر عاما كان عندنا لاعب مسيحى اسمه هانى رمزى وهو اللاعب الحيلة الذى لا يوجد غيره والذى عدى فى غفلة من الزمن وربما مستقبلا يحكى عن المضايقات التى تعرض لها طيلة مشواره الكروى فى مصر ..مش عيب عليكم شماعة هانى رمزى لم تعد تحتمل كل هذا الكذب ..وكمان مش عارف ليه لم تتكلموا عن الدورات الكروية الرمضانية والتى لا يوجد بها مسيحى واحد ولا الحكاية اقباط منعزلين وبس ؟؟
وفتاوى العزل يا مشايخ روزاليوسف ما اكثرها بداية من تحريم الاحتفال باعياد الاقباط و الاعياد المصرية القديمة مثل شم النسيم و الشيخ اللى افتى بعدم تهنئة الكفار باعيادهم .. حتى ازيك مستكترها ما بيقولهاش .. وريحة طبيخ الاقباط .. وشكلهم .. فاكرين حكاية الابلة اللى كانت عطشانة فاخرج طفل برىء اسمه كيرلس الزمزمية لتشرب الابلة فقالت له امام الفصل انها لا تشرب من مسيحيين !!! على اساس ان ميه كيرلس من حنفية الكنيسة والابلة المحترمة بتشرب مية زمزم بس .. المفروض كيرلس ده يطلع عامل ازاى .. انعزالى ولا معزول ..وعندما تقوم جمعيات قبطية بعمل مشاريع خيرية فى بعض القرى وتشمل المسلمين والمسيحيين يتم النظر لها بعين الريبة وتخرج دعاوى التبشير والتنصير وفلوس الفرنجة وتغيير الهوية واغراء السذج وانصروا دينكم ايضا وكدة فينسحب العمل الخيرى القبطى وينحصر فقط بين الاقباط وجدران الكنائس ..
يا عم اكرام لمعى مدارس الاحد ليس سببا فى عزلة الاقباط ولسنا فى حاجة لكى تذكرنا فى كل مقالة باعمال البروتستانت الخيرية .. اشم فى طريقة كلامك رائحة تفضل وتكرم واستعلاء محدش ليه فضل على مصر يا اكرام غير مرقس الرسول ..وليس عيبا ان يتعلم الاقباط دينهم وان يكون قادتهم الروحيين مثقفين ..والرهبنة ليس دعوة انعزاليه ولكنها دعوة روحية وليس المجتمع القبطى كله رهبانا ..والكنيسة لم تصطدم مع اى مفكر قبطى الا لو اصطدم هو بثوابتها .. ماعدا ذلك الكنيسة ترجو النجاح لاولادها فى كل المجالات لان فى ذلك قوة لها ..
انزلوا ايها القابعون فى روزاليوسف الى الشوارع وشوفوا البت المسيحية بتتعامل ازاى لانها سافرة اما المحجبة حتى ولو لابسة ابصر ايه تحت الحجاب فتنفتح لها كل الابواب ..وفى الجامعة لا توجد انشطة سوى الدينية منها ومنذ عام صدر منشور فى القصر العينى يحرم التعامل مع النصارى وان المرء يحشر مع من يحب وبعد ذلك تتساءلون لماذا ياخذ الاقباط جنب فى الجامعة .. دا فيه اقسام محرم دخول الاقباط فيها مثل النسا والعظام والمخ والاعصاب .. وفى كل الكليات الاخرى هناك العزل من المنبع .. لا يوجد قبطى ينال تقديرا يؤهله للتعيين فى الجامعة .. فتتناقص الاعداد تدريجيا ..
وهناك مجالات لا مجال لترقية الاقباط فيها مثل الجامعات والجيش والشرطة والخارجية والسلك الادارى كله وكم من حكايات مخزية لترقيات لم تدرك اصحابها لانهم مسيحيين فقط وارجوكم بلاش بقى حكاية الرجل الواحد .. فكلما تكلمنا قلتم محافظ قنا ووزير المالية وهانى رمزى وساويروس نصارى .. هما النصارى اربعة بس ولا لازم واحد من كل نوع .. ما ينفعش مثلا اتنين محافظين او تلاتة لاعبين كورة او خمسة وزرا او واحد رئيس جامعة !
وتكون النتيجة النهائية ان يشعر القبطى بغربة ليس بعدها غربة فى وطنه .. فيهاجر داخل مجتمع الكنيسة او مجتمع العائلة ..لكن فى اعلامنا دوما القبطى على خطأ لو لم يكن على الهوى او لم يكتب على ظهره كلمة welcome ..واسألوا جمال اسعد ومجدى ايوب واكرام لمعى ..
اعلام ..غافل .. لانه متغافل ..فهو مغفل .. وشكرا

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق