CET 00:00:00 - 27/03/2009

مساحة رأي

مكتب التنسيق للإلتحاق بالجامعات المصرية ، هو ما تبقى من العدالة والحياد وتكافؤ الفرص فى مصر .
الدولة الآن تحاول القضاء عليه فى صورة تجربة جديدة  من تجارب الثانوية العامة المتمثلة فى مشروع وزارة التعليم للنظام الجديد لامتحانات الثانوية العامة وقواعد القبول بالجامعات .
النظام الجديد يعود بالثانوية العامة الى نظام العام الواحد ، ويحدد القبول بالجامعات ثلاثة امتحانات هى :
1- امتحان على مستوى الجمهورية ويمثل 50% من الدرجات ، ويشمل المواد الأساسية  (اللغة العربية واللغة الأجنبية الأولي والتربية الدينية والتربية القومية) .
2- امتحان تقيمه المدارس و تشرف عليه المديريات ويمثل 50% من الدرجات منها درجات للحضور وللمدرسين دور فى التقييم ، ويشمل المواد التخصصية التي تقسم إلي قطاعات هي ( العلوم، والحاسبات، والاقتصاد والحقوق، والآداب ) .
3-  اختبار القبول الذي تنظمه الكليات المختلفة .

وبمقارنة مكتب تنسيق القبول بالجامعات بنظامه الحالى ، وشروط وُنظم القبول بكليات الشرطة والكليات العسكرية ، وبنظرة بسيطة الى أعداد الأقباط فى كليات مثل الطب والصيدلة والهندسة والسياحة ، ونظرائها من كليات الشرطة والكليات العسكرية ، نرى الفارق بين نظام عادل محايد معصوم العيينين عن الهوية الدينية ، ونظام آخر لا يعرف هذه العدالة ، وينبئنا نحن الأقباط كيف سيكون النظام الجديد وما هى الأسس التى سوف يقوم عليها التقييم ، بدءا من الدروس الخصوصية وتسريب الإمتحانات والرشاوى ، إلى الإستلطاف والإستظراف ، والتحيز ضد الأقباط ، مرورا بالسلامات والتحيات من بابى ومامى وحضرة الظابط ومسئولى الحى وزملاء العمل والدراسة ، وسوف يرتفع شعار " شيلنى و أشيلك " .
هل يعرف وزير التعليم كيف يقيّم اساتذة الكليات العملية الطلاب ، هل يعرف ما هي الأسئلة التى يطرحونها فى الإمتحانات الشفوية ، فقد لا يسأل الأستاذ طالبه فى أى شئ من مادته ، إنما قد يسأله فى الدين والسياسة وماذا أكل اليوم وغيرها .
وهل يعرف وزير التعليم كيف ُتدار الكنترولات المدرسية ، وكيف يمكن إنجاح طالب راسب بعلبة سجائر ، اوبعض أوراق ( بفرة) محشوة بأشياء يعاقب عليها القانون .

و فى النهاية نقول إن كان النظام الجديد سيعانى منه الفقراء والمهمشين ومن ليس لهم حول ولا قوة ، فسيبقى الأقباط هم الحلقة الأضعف والتى ستعانى بشدة من نظام يعتمد فى أغلبه على التقييم الشخصى ، و ما أكثر ما تخفيه نفوس الأشخاص فى منطقة موبوءة بالتعصب .
ولماذا نذهب بعيدا ، فتصريحات الأمس القريب – ردا على تقرير منظمة العمل – عن أعداد عيادات وصيدليات ومكاتب الأقباط ، خير دليل على سوء النوايا .
وكما أوضح الأستاذ عادل جندى فى مقاله الأخير بايلاف ، كم التعصب والتعنت فى تعيين وترقى الأقباط  فى الجامعة...... فيبدو أن مجرد دخول الأقباط الجامعة سوف يصبح ُحلما صعب المنال ... فهل تتنبه منظمات حقوق الإنسان المصرية لخطورة هذه القضية ، هل تحارب من أجل بقاء ما تبقى من عدالة و حياد وتكافؤ فرص فى مصر ؟؟  

h_ramsis@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق