CET 00:00:00 - 18/03/2009

مساحة رأي

بقلم: هاني رمسيس
بعد صراع قضائي دام خمسة أعوام قضت المحكمة الإدارية العليا، بأحقية البهائيين في استخراج الوثائق الرسمية ووضع شرطة «-» في خانة الديانة، وأيدت حكم محكمة القضاء الإداري السابق  بعدم إجبار البهائيين علي اعتناق إحدي الديانات المعترف بها رسمياً وهي الإسلام والمسيحية واليهودية ، ويقضي الحكم بإلغاء السياسة الحكومية القائمة علي إجبار البهائيين علي تغيير معتقداتهم أو الكذب بشأنها – أى التزوير -  في مقابل الحصول علي الأوراق الثبوتية اللازمة للتمتع بالخدمات والحقوق – إن كان هناك - المكفولة لهم بوصفهم مواطنين مصريين .

الحكم فى نظر البعض خطوة إلى الأمام ، وهو فى حقيقة الأمر عودة إلى ما كان معمول به منذ سنوات وفى عهود قريبة لم تكن تعلن نفسها (أزهى عصور الديمقراطية) ، ولو لم تتعنت وزارة الداخلية فى استخراج أوراق الهوية للبهائيين لما سمع أحد عنهم  ، ولما كان كل هذا الضجيج كل هذه السنوات .

 بهذا الحكم أصبح هناك المواطن المسلم والمواطن المسيحى والمواطن اليهودى والمواطن أبو شرطة ، والشرطة هى الاسم الكودى للديانة البهائية فى مصر ، والأمر مستوحى من النكتة التى تقول ، أن هناك مجموعة من العمال المسلمين كانوا يعملون فى بناء كنيسة وكانوا يغنون كعادة العمال ( هيلا هيلا .... صلى ع النبى ) فجاءهم من أخبرهم أنه لا يليق الغناء على هذا النحو وهم يعملون فى بناء كنيسة ، فكتب العمال ما يريدون غناءه على الجدار وبدأوا يغنون ( هيلا هيلا ... بُص ع الحيطة ).
 
النكتة بالطبع خيال علمى أو من زمن لم يكن يعلن نفسه أنه (أزهى عصور الديمقراطية ).

نعود الى الشرطة ، أى الحكم والذى لا أعرف كيف ستتعامل معه المؤسسات خلافا لأختراع ( بُص ع الحيطة ) أو (بُص ع الشرطة ) ، فكيف يملأون أوراق واستمارات جوازات السفر وشهادات الميلاد وقسائم الزواج ، و ماذا لو تزوج أحد البهائيين أو احدى البهائيات من الأديان الأخرى ، هل يعاقبه أو يعاقبها القانون برغم أن " الشرطة " لا تعبر عن دين معين ، وماذا عن أطفالهم فى المدارس هل يدرسون و يمتحنون ديانتهم أم يُفرض عليهم دراسة ديانة مغايرة .

وفى كل الأحوال فإن الأمر يُعد إختراع مصرى فريد ، فلا يوجد على وجه البسيطة كلها ، مواطن بشرطة إلا فى مصر ، ربما هذه هى الخصوصية الثقافية التى يدافعون عنها .. ربما .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق