CET 00:00:00 - 23/12/2009

مساحة رأي

بقلم: إيهاب شاكر
من المعروف أنه عندما تزرع أرضًا بالتفاح لن تحصد منها قمحًا أو شوكًا بل تفاحًا، وعندما تزرعها قطنًا لن تحصد منها قشًا بل قطنًا.
هذا هو قانون الزرع والحصاد المعروف منذ عرف الإنسان الزراعة، وهناك آية في الكتاب المقدس شهيرة جدًا تقول: "لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا.  ( رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 6 : 7).
وقد قال السيد المسيح لبطرس عندما حاول أن يدافع عن الرب يسوع حينما جاء اليهود والرومان ليقبضوا على الرب يسوع: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!"
 
إذًا هذا المبدأ أو القانون هو قانون إلهي ولابد أن ينطبق ويتم حرفيًا، وبالفعل هو يتم كما رأينا في مجال الزراعة، لكن لم يقصد الرب هنا مجرد تطبيقه في المجال الزراعي، بل أخذ موضوع زرع الأرض كمثال لما يقصده بالفعل وهو سلوكنا وأفعالنا، وهذا ما يتضح من كلام الرب مع بطرس عن السيف. وأقتبس ما كتبه الأخ محب نصيف في إحدى تأملات طعام وتعزية في كلامه عن موضوع الزرع والحصاد إذ قال:"الزرع ليس هو أن تسقط بذرة عفوًا عن غير قصد، وليس هو مجرد زلة أو عثرة، بل الزرع هو عملية تخطيط وتنفيذ وقرارات ومتابعة وإصرار واستمرارية. إنه طريق سار فيه الشخص بإرادته، وهو توجُّه فكري في أعماقه قاده أن يفعل ما فعل. وأوضح مثال على ذلك ما فعله يعقوب بالاتفاق مع رفقة لخداع إسحاق (تك27)، وما فعله داود مع بثشبع وأوريا"  2صم11

إذًا هو قرار اختياري مقصود ومدبر ومدروس، والنتيجة هو كما قلنا حصاد من نفس النوع، وهذا ما يؤكده الكتاب المقدس إذ يقول: "فمَنْ يزرع للجسد، من الجسد يحصد فسادًا، ومَنْ يزرع للروح، فمن الروح يحصد حياة أبدية ) غل 6: 8 . (ومَنْ يزرع بالشُح فبالشُح أيضًا يحصد، ومَنْ يزرع بالبركات، فبالبركات أيضًا يحصد)  2كو 9: 6 (.

وتطبيقًا لهذا القانون بالحرف، قام الصحفي العراقي "سيف الخياط" برشق الصحفي منتظر الزيدي بفردتي حذائه، وذلك خلال ندوة كانت مقامة على شرف الزيدي في نادي الصحافة العربي في العاصمة الفرنسية باريس. والزيدي هو الصحفي الذي رشق الرئيس السابق بوش بفردتي حذائه في إحدى المؤتمرات الصحفية في العراق.
الغريب، أن يُرشق الزيدي في نفس النوع من المؤتمرات وهو مؤتمر صحفي، وفي نفس الشهر الذي فعل هو فيه فعلته العام الماضي. ألا ترون المفارقة الغريبة، لكنها ليست غريبة بل هي تطبيق عملي للقانون الإلهي. " فمن قذف بالجزمة فبالجزمة يُقذف" ما أريد أن أعرفه هو هل كان الحذاء الذي قُذف به الزيدي من نفس المقاس الذي قذف به الرئيس بوش؟!!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق