CET 00:00:00 - 31/01/2010

مساحة رأي

بقلم: إيهاب شاكر
في الوقت الذي تدعو فيه القلة القليلة من عقلاء هذا الشعب ومستنيريه بمبدأ المواطنة، وتطبيقه على كل المصريين، وفي الوقت الذي تصرخ فيه الأرض من دماء شهداء نجع حمادي، بسبب التطرف الأعمى، والهوس الديني الإسلامي، وما يسببه من عنف وقتل للأبرياء، في هذا الوقت بالذات، تطالعنا بل تفاجئنا وزارة التربية والتعليم، متمثلة في إدارة أبو حمص التعليمية، التابعة لمحافظة البحيرة، في امتحان نصف العام للصف الأول الإعدادي لمادة التربية الفنية، بمفهومها الخاص عن مبدأ المواطنة، متمثلاً في سؤال يطلب التعبير بالرسم عن مناسك الحج، حيث وقوف الحجيج وهم يلبسون ملابس الإحرام، ثم في سؤال التصميم الابتكاري، يُطلب من التلاميذ (وبالطبع مسيحيون بينهم) رسم الكعبة وكتابة عبارة ( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله).

خطر على بالي أنه ربما يكون مفهوم المواطنة هو نوع من الأمور الميتافيزيقية، أو شيء من اللوغريتمات، أو من الأعمال الفنية السيرياليزمية غير الواضحة المعالم، أو أن البعض في وادٍ والأغلبية الساحقة في وادٍ آخر، وأن القلة القليلة في بلد "الواء واء"، والأغلبية في بلد آخر، ربما يكون "الهاء هاء!!".
ما هذا الذي يحدث؟ وكأننا نؤذّن في "مالطة"، فما ذنب التلاميذ المسيحيين حتى يُفرض عليهم أن يرسموا ما لا يدرون عنه شيئًا، وما ليس لهم شأن به، بل ويُفرض عليهم أن يكتبوا الشهادتين، بعد العجز عن إجبارهم بالنطق بهما، ومن يدري، ربما تُؤخذ ورقة الإجابة المكتوب عليها اسم كل تلميذ، وتوثق ويُستخرج منها شهادات ميلاد أو بطاقات هوية تفيد بأن التلميذ قد أصبح مسلمًا بناءًا على كتابته الشهادتين بخط يديه!!!! يا للكارثة.

هل سيُنظر للأمر بهذه السهولة، إن حدث العكس( جدلاً) وطُلب من التلاميذ أن يرسموا صليبًا وعليه عبارة، عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد، أو لا إله إلا الله، والمسيح ابن الله؟!.
لقد تعبنا واشمأزت نفوسنا وأبصارنا وأسماعنا مما نراه ونسمعه في كل وقت وفي كل مكان، ومن تابع مباراة مصر والكاميرون، وسمع المذيع على ما أعتقد (علي محمد علي) وهو يهلل بأن سر الفوز هو الركعة والسجدة، ويهلل لتمتمة الشيخ حسن شحاتة مرشد فريق الساجدين، "حبيبي يا رسول الله" وآخر من أعضاء إدارة الفريق وهو يجري نحو الشاشة ممسكًا بيديه القرآن، وما قرأناه من أن المرشد حسن شحاتة لا يريد أن يضم للمنتخب من لا يصلي، وبالطبع هذا معناه أنه لن يضم يومًا لاعبًا مسيحيًا لا يستطيع أن يصلي مع الفريق صلاة الجماعة.

يا عقلاء هذا البلد أفيقوا، يا قادة مصر السياسيين والمثقفين والمستنيرين والعلمانيين انهضوا من غفلتكم، فالهوة التي تقترب من السقوط فيها بلدنا عميقة وموحلة ومميتة.
انظروا للبنان وتعلموا، انظروا للصومال، لليمن، لإيران، للسودان، لباكستان، وكل ما هو على وزن ستان، وتعقلوا وتدبروا، قبل فوات الأوان.
انزعوا المادة الثانية من الدستور، مادة التطرف، أخرجوا قانون دور العبادة الموحد من أدراجكم، امنعوا تجمع الموظفين والصلاة في أماكن عملهم وتعطيل سير العمل، امنعوا افتراش المصلين في الشوارع، وتعطيل المرور، وسد الطريق، امنعوا وضع الآيات القرآنية من أماكن المصالح العامة، ومن مناهج التعليم، انتفضوا وغيروا وجه هذا البلد الذي تشوه بكل هذه الأعمال، والتي نتج عنها كل هذا المرار، والعنف والقتل، وسفك دماء الأبرياء، يكفي، يكفي، يكفي.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق