CET 00:00:00 - 27/12/2009

شغل سيما

بقلم: هند مختار
كل سنة والناس كلها طيبين بمناسبة السنة الهجرية الجديدة .... أكيد التلفزيون الرسمي ها يحتفل بهذه المناسبة بأفلام دينية وتاريخية ..دينية زي الشيماء وفجر الإسلام والله أكبر وغيرها.. الأفلام التاريخية زي وإسلاماه وصلاح الدين . وغيرها
طبعًا في فرق بين الفيلم التاريخي والفيلم الديني، أنا هنا مش عايزة أتكلم عن الفرق بين النوعين من الأفلام، لكن عايزة أتكلم عن الفيلم الديني في مصر والعالم
العربي.. الأفلام اللي بتتناول ظهور الإسلام بتدور بين عالمين- وغالبا كل الأفلام بتكون بنفس الطريق- عالم ما قبل ظهور الإسلام ومابعد ظهوره ومباديء الدين وتأثيرها في اللي اتبعوها ...
معظم الأفلام دي إن ما كانش كلها أفلام مابتعجبنيش ولعيوب فنية بحتة، والسبب في العيوب دي خارج يد صُناع هذه الأفلام .. فالمؤسسة الدينية في مصر وهي الأزهر الشريف تضع قائمة من المحظورات تؤدي لتحول هذه الأفلام لأفلام كاركاتيورية للغاية ...
أول شيء ممنوع ظهور أي ممثل يقوم بتمثيل شخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولا العشرة المبشرين بالجنة ولا الخلفاء الأربعة، ولا زوجات الرسول ولا بناته ولا أحفاده زي (الحسن والحسين) وأغلب شخصيات آل البيت وأغلب شخصيات الصحابة الآوائل مش كلهم ..

ولا يبقى أمام المبدع إلا شخصيات الكفار يصول ويجول في تقديمها للمتلقي باعتبارها الشخصيات المسموح بظهورها بدون محاذير، وهنا العيب الخطير في هذه الأفلام ...
يتأثر المتلقي سواء في السينما أو التلفزيون بهذه الشخصيات والتي يُحشد لها نجوم التمثيل وعباقرته ...وتكون النتيجة المحزنة ترديد جملهم وعبارتهم والانبهار بآدائهم الراقي الرائع، أما الشخصيات المهمة صانعة الأحداث فلا تظهر إلا من خلال الروايات على لسان أبطال الفيلم من الكفار في الأغلب .. هناك استثناء وحيد لهذه الأفلام وهو فيلم الرسالة للراحل مصطفى العقاد حينما أظهر شخصية حمزة بن عبد المطلب وأداها الرائعان عبد الله غيث في النسخة العربية، وأنطوني كوين في النسخة الإنجليزية ...

أنا غير متبحرة في علوم الدين ولكن لا أعلم من أين أتى هذا الحظر ومن أي عقلية عبقرية ظهر هذا الحظر .. فالحظر يعتمد على الفكرة الرئيسية التي تقول كيف نأتي بممثل يمثل شخصية الرسول في فيلم، وفي فيلم آخر يقوم ممثل بتقبيل ممثلة أو عمل فيلم به بعض المشاهد الفاضحة ..
ياسلام! وحينما نأتي بممثل يمثل شخصية أخرى من الشخصيات المحظور ظهورها وتكون شخصية عظيمة في التاريخ الإسلامي ويصنع فيلمًا بالمواصفات السابقة لن يكون هذا عيبًا؟ في الإسلام بعث الله محمدا (ص) بشرًا ليتفاعل معه الناس، وليصنعوا مثله ولم يبعثه الله محظورًا مواصفاته الشكلية، معروفة أقواله، معروف كل شيء عنه، فقد بعثه الله من الناس وللناس .. لا أعرف ما هو السند الديني لهذا الحظر، بحثتُ لكني لم أجد ...
وإن أسلمنا بصحة وجهة النظر الأزهرية بالنسبة للنبي، فما هي وجهة النظر بالنسبة للباقين، الخلفاء الأربعة، والعشرة المبشرين بالجنة؟ فلم ينزل عليهم وحي ولا رسالة فلماذا لايظهرون؟ يقول بعض القائلين سوف تنمحي صورة النبي والصحابة وتحل محلهم صورة الممثل وكأن المتلقي طفل لا يستطيع التمييز ..

فلماذا لم يعتقد الجميع بأن يو براينر هو النبي سليمان وبأن جينا لولو برجيدا هي بلقيس ملكة سبأ في فيلم (ملكة سبأ) أو (Quoin of Sheba ) ؟. في جميع الأفلام المسيحية لم يعتقد أحد بأن الممثلين الذين قاموا بدور السيد المسيح عليه السلام أنهم مكانه عليه السلام.
فيلم الرسالة تعرض لمهزلة من نوع فريد، فبعد موافقة الأزهر والمجلس الأعلى للشيعة على ظهور شخصية حمزة وناقة الرسول وجزء من سيف الإمام علي، تغيرت الإدارات، وتم منع الفيلم من دخول الدول العربية ولم يشاهده العرب إلا مع ظهور الفضائيات.
إذن الموضوع موضوع إدارات لها أفكار دينية معينة وليس قضية مسلمًا بها ممنوع مناقشتها ولكنها وجهات نظر تحتمل المناقشة .. أعلم أن أغلب المسلمين سوف يهاجمونني ولكني مسلمة مثلهم وأتساءل لماذا بالبلدي.. عايزة أقتنع بالمنع ده!! أعتقد أحسن رد كان يمكن الرد به على الرسوم المسيئة للرسول هو فيلم يرد على من رسموا هذه الرسوم، وقتها كان الرد سوف يكون أبلغ.

في إيران وعلى حسب أقوال الرائع (أنيس منصور) في كتابه حول "العالم في 200 يوم" لوحات وميداليات تذكارية عليها صور الرسول (ص) والإمام علي ولم يقل أحد على إيران في يوم ما أنهم كفرة (ده حتى بقينا نقلدهم في الإسدال والملحفة والهم التقيل اللي جاي من عندهم) حتى أنهم قاموا بصنع مسلسل عن النبي يوسف ولم يعترض أحد ..
هوليوود صنعت فيلم عن سيدنا يوسف اسمه أمير مصر (PRINCE OF EYGPT) ،ولم يعترض أحد ..الموضوع يحتاج إلى وقفة وإعادة نظر وتفكير وإقناع حتى يستطيع المبدع السينمائي أن يبدع حقيقة.
بالمناسبة دي أحكيلكم عن فيلم الرسالة حدوتة ظريف أنطوني كوين بعد ما انبهر بأداء عبد الله غيث قال له (من حسن حظي إنك ما بتمثلش بالإنجليزيومن حسن حظك إني ما بمثلش بالعربي ) وكل سنة وأنتم طيبين ..ونكمل كلامنا عن الأفلام الدينية الإسلامية المره الجاية.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق