CET 00:00:00 - 05/02/2010

شغل سيما

بقلم: هند مختار
ظلموها حينما قالوا عنها مارلين مونرو الشرق، أو إنها تتشبه بالنجمة الرائعة ريتا هيوارث، فعلى الرغم من الشبه الموجود بينها وبين هاتين النجمتين، إلا أن الجميع نسوا أهم ما يميز هند رستم على الإطلاق.. إنه سحر الشرق، وزخم الأسكندرية المولودة هند رستم على شواطئها في حي محرم بك في 12 نوفمبر سنة 1931..
هند رستم الهانم في الحياة وفي السينما أيضًا، ليست فقط ممثلة إغراء أو ملكة إغراء كما يقول الكل عنها ولكنها ممثلة من طراز فريد وبلغة أولاد البلد (ممثلة قادرة)..

هند رستمكان أول أدوار هند رستم على الشاشة فيلم اسمه "أزهار وأشواك"، أعقبه فيلم آخر اسمه "الروح والجسد"، ولأنها فنانة من طراز فريد، فقد رضيت أن تظهر سنة 1949 خلف ليلى مراد في أغنية اتمخطري يا خيل من فيلم "غزل البنات" في لقطة لم تستمر سوى دقيقتين ومن يرفض أن يظهر مع صاحبة أحلى صوت وأجمل طلة (ليلى مراد)؟!.

هند رستم ممثلة من طراز فريد جدًا قلما يوجد، فهي تعي جيدًا أنها ممثلة وليست فقط امرأة جميلة، كل دورها أن تستعرض جمالها، فلقد تخلت عن الأناقة ولعبت أدوارًا غاية في الصعوبة بعيدة عن الإغراء، مثلاً فيلم "امرأة على الهامش" الذي قدمت فيه دور الممثلة التي خفتت عنها الأضواء وظلت طوال الفيلم بثوب واحد وإيشارب، ودرتها ودرة السينما المصرية "باب الحديد" حيث دور هنومة بائعة البيبسي في القطارات بثوب بنت البلد، ولم تقم في هذا الفيلم بدور الإغراء، ولكن بدور المرأة المثيرة بعفوية، فهي "شقية شقاوة بنت البلد"، تحرك المشاعر بدون قصد، فهي جميلة ولا تتصنع الجمال، وأيضًا حينما قدمت الفتاة المقعدة في فيلم "الوديعة" فطوال الفيلم مثلت على الكرسي المتحرك ولم تستعرض جمالها أو جسدها بل قدرتها التمثيلية، كذلك دوراها الفارقان في فيلمي "شفيقة القبطية، والراهبة"، حيث تتغير الشخصية وتتلون معها هند رستم حسب تصاعد الأحداث، ففي الراهبة، قدمت الفتاة التي أحبت ودخلت الدير، ثم خروجها منه وتحولها لراقصة وفتاة ليل، ثم التحول النهائي لراهبة حقيقية تترك خلفها زخارف الدنيا ومباهجها من أجل الله والإيمان، أما فيلم شفيقة القبطية، حيث دور الراقصة التي رفضها أهلها وضحت من أجل ابنها حتى تتحول في النهاية لامرأة بائسة تموت فقيرة في مشهد تخلت فيه عن الجمال والأناقة والأنوثة لتتحول لامرأة عجوز بتجاعيد الزمن وقسوة الحياة..

هند رستمحتى الأدوار التي كانت تقدم فيها الإغراء كانت تمثل أيضًا إغراء الشخصية التي تؤديها سواء كانت فتاة ليل، أو سيدة مستهترة أو.. أو..، فلقد قدمت 75 فيلمًا مابين بنت بلد وفتاة وامرأة وأم.. لم تتكبر على أي دور وتقول كيف أمثل هذا الدور؟.. بل مكتوب جيدًا فتمثله على الفور..

في فيلم باب الحديد بعدما قدمت شخصية هنومة، قامت بعدها فنانات عدة بتقديم دور الفتاة الشعبية، فمثلت فاتن حمامة فيلم "صراع في المينا" مع عمر الشريف ولبست مثلها الإيشارب وملابس بنت البلد، ولكن معذرة لسيدة الشاشة لم تقدميه كما قدمته هند رستم، فهند رستم تحولت لهنومة فعلاً ...

يحكي لنا شيخ حارة الفنانين الفنان الكبير والإعلامي المتميز سمير صبري في أحد الندوات عن موقف طريف حدث بين الرائعتين هند رستم وفاتن حمامة في فيلم "لا أنام" حينما دخلت نادية/ فاتن حمامة على زوجة أبيها/ كوثر لتخبرها أن لا تخون والدها، وكان الكلام كله لفاتن حمامة وهند رستم صامتة، ولكنها استطاعت أن تسرق منها الكاميرا بلغة السينما، فلقد قامت هند رستم بخلع فردتي الحذاء وأخذت تهزمهما مع كلام فاتن حمامة حتى انتهت ثم ألقت بهم وضحكت ضحكتها الشهيرة، لم ترضَ فاتن حمامة عن سرقة الكاميرا منها بتلك الطريقة وطلبت من صلاح أبوسيف إعادة المشهد بدون حركة الحذاء، وكان لها ما أرادت فقامت هند رستم في الإعادة بفتح الولاعة وغلقها أكثر من مره وإشعال السيجار ونفث الدخان في وجه الابنة وهو ما رأيناه في الفيلم...

تلك الواقعة تحكي لنا عن فهم عميق من هند رستم للشخصية وتصرفاتها وانفعالاتها فهمًا عميقًا ودقيقًا ..
اعتزلت هند رستم الفن من أجل حياتها الخاصة، اعتزلت السينما والأضواء، ولكن الأضواء رفضت أن تعتزلها، فهي لازالت أسطورة السينما في مصر والشرق بأكمله.. إنها ...الهانم..

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٤ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق