CET 00:00:00 - 24/03/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتبت: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
فنار الأسكندرية إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، إذ يعود إلى العصر البطلمي، والذي تعرض للانهيار في القرن الرابع عشر الميلادي بسبب زلزال قويإحياء فنار الاسكندرية ضرب جزيرة فاروس، وقبعت أحجاره تحت مياه البحر انتظارًا لانتشالها من الغرق حتى قامت بعثة فرنسية عام 1995 بالغوص في المنطقة وتوثيق القطع الأثرية الغارقة وانتشال بعضها ووضعها في أماكن متفرقة من مدينة الأسكندرية، أما الآن فتخضع أحجار فنار الأسكندرية لمشروع مصري - أوربي لدراستها وتحليلها لإعداد موسوعة تاريخية علمية من خلال أطلس سوف يتم إصداره بعد انتهاء المشروع، يتناول موقع وتاريخ وكيفية نشأة وانهيار فنار الأسكندرية.

 إن فنار الأسكندرية تم بناؤه عام 280 ق.م في العصر البطلمي ويُنسب إلى الملك بطليموس الثاني ويشتق اسم الفنار من التسمية القديمة "بارا" وتعني فم الميناء أو المدخل،
وكانت مهمته إرشاد الملاحين والسفن عن طريق عاكسات تركز الضوء المنبعث من أخشاب تحترق فوق قمة الفنار فيلمحها الملاحون عن بعد.

وقد قام الرحالة العرب والأجانب بوضع وصف تفصيلي لهذا الفنار الذي يبلغ ارتفاعه 120 مترًا وكان يتكون من ثلاثة طوابق، الأول قاعدة واسعة مربعة الشكل، والثاني قاعدة ثمانية الأضلاع، والثالث برج دائري.

لكن أغلب أو أقرب الدراسات كانت ما قدمه المؤرخ العربي ابن الشيخ في القرن الثاني عشر الميلادي، حين تحدث عن وصف الفنار أو المنارة كما أسماها،
بينما أشار المؤرخ أبوعبيد الله البكري في القرن الحادي عشر الميلادي إلى أنه كان هناك عيد خاص بالفنار يسمى "خميس العدس" ويبدو أنه حدث خلط مع "خميس العهد" وكان السكان يتنقلون بجانب الفنار للتبارك،
وأضاف البكري أن الفنار تعرض للعديد من الكوارث الطبيعية والزلازل التي أدت إلى انهيار أجزاء منه، وقد أشار الرحالة ابن بطوطة أثناء رحلته إلى المغرب إلى أنه رأى الفنار الذي لا يزيد ارتفاعه عن 10 أمتار، وعند عودته سنة 1349م بعد رحلة استغرقت 13 عامًا، وجد الفنار محطمًا تمامًا.

وفي بداية القرن الخامس عشر الميلادي، قام السلطان الأشرف قايتباي ببناء قلعته الشهيرة في موقع الفنار الذي بني عليى جزيرة فاروس القديمة.

إن مدينة الفنارالأسكندرية تشهد ثورة أثرية وتاريخية تحركها دول الاتحاد الأوربي الممثلة في فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإليونان بالاشتراك مع هيئة الآثار المصرية ضمن مشروع أطلقوا عليه Medistone وهذا المشروع يهدف إلى الحفاظ على ثلاثة مواقع أثرية تنتمي إلى العصر البطلمي واليوناني والروماني في كل من مصر والجزائر والمغرب، وذلك لأهمية هذا العصر ولأن هذه الآثار تربط بين الشمال الإفريقي وأوربا، ولذلك تم اختيار فنار الأسكندرية من قِبل الاتحاد الأوربي لأنه إحدى العلامات المميزة لعصر البطالمة ولأنه إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة.. وقد قام الاتحاد الأوربي بالتعاون مع المجلس الأعليى للآثار بمشروع مصري - أوربي يستغرق ثلاث سنوات لدراسة وإحياء فنار الأسكندرية وإعداد موسوعة تاريخية وعلمية من خلال أطلس سوف يتم إصداره بعد انتهاء المشروع يتناول موقعه وتاريخه وكيفية نشأته والكوارث الطبيعية التي أدت إلى انهياره وذلك عن طريق جمع كل ما قيل عنه من قِبل الرحالة ودراسة وتحليل طبيعة الأحجار التي تم بناء الفنار بها ونوعيتها وأماكن وجودها والمحاجر التي أخذت منها مثل أحجار الجرانيت الوردي وأحجار الجرانودايورابت المستجلبة من أسوان والأحجار الجيرية والرملية الجيرية وقد تم أخذ عينات من محاجر أبوطير ومحاجر الماكس وجار أخذ باقي العينات لاستكمال باقي التحاليل لتحديد مصدرها، أما أحجار الرخام الأبيض فغالبًا تم جلبها من خارج مصر.

والجدير بالذكر أن البعثة الفرنسية التابعة لمركز الدراسات السكندرية قامت بتوثيق القطع الأثرية الغارقة وانتشال بعض القطع التي تمثل أجزاء من فنار الأسكندرية الغارق مثل تمثال بطليموس الثاني الذي شيد هذا الفنار وقد تم وضعه أمام مكتبة الأسكندرية الجديدة وتمثال إيزيس الموجود بالمتحف البحري وتم استخراج أحد أكتاف البوابة وموجودة في لسان الميناء الشرقي.

وبعض مكونات الفنار تم استخراجها ووضعها في أماكن متفرقة بالأسكندرية مثل رصيف الميناء الشرقي أو قلعة قايتباي أو طابية النحاسين أو في بعض المخازن وكل هذه القطع تم استخراجها وتوثيقها بالكامل بالتعاون مع إدارة الآثار الغارقة التابعة للمجلس الأعلى للآثار بمدينة الأسكندرية، كما تم إزالة نسبة الملح المتراكمة على هذه الآثار وعلاجها.

كما أنه تم التوصل إلى اكتشاف موقع تحت مياه البحر وتبلغ مساحته من 600 متر إلى 800 متر ووجد بعد تحليل المواد المستخدمة في البناء أنها تعود إلى القرن الثاني أو الثالث قبل الميلاد وهو العصر البطلمي الذي يرجع إليه بناء الفنار وهو ما يشير إلى أن هذا الموقع ربما يكون قاعدة الفنار التي يختلف على تحديد موقعها الأثريون والتي ربما يتم تحديد موقعها بالقطع من خلال الدراسات الأثرية والعلمية التي سوف تنجز عن هذا المشروع.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق